Part 2

1.2K 31 8
                                    

في صباح اليوم التالي استيقظ على صوت المنبه بكل نشاطٍ على غير العادة، من يراه لن يصدق أنه ذلك الفتى الكئيب والبائس ليلة أمس ..

بعد أن استحم ارتدى قميصًا أسودًا شفافًا قليلاً مع بنطالٍ أسود كذلك وكنزةٍ صوفيةٍ بيضاء أشبه بلون السُكر ..

دخل المطبخ وأعد له فطورًا سريعًا جدًا؛ رقائق القمح مع الحليب وهذا ما يأكله عادةً، غير آبهٍ بصحته ..

أثناء تناوله للإفطار سمع دقًا على الباب وأسرع ليفتحه، نعم إنه هنا ! صديقه، لا بل رفيق دربه ومهوّن أيامه الصعبة، ياسر ..

دخل ياسر إلى المنزل بسرعة وقام بدفع الشاب الذي أمامه  : "صالح ! لم لا زلت تقف هنا ؟ أين أمتعتك ؟ ألم تقرر الانتقال اليوم ؟ هيا أتيت لأساعدك ولا وقت لدي"

أجابه صالح بكل برود : "وماذا هناك ؟ لا يجب عليك مساعدتي إن كنت لا تستطيع ذلك ولكن أهكذا ترحب بصديقك ؟"

ضحك ياسر بقوة وقام باحتضان صالح الذي شد على حضنه وهو يهمهم بكلماتٍ غير مفهومة مع ابتسامةٍ صغيرةٍ زيّنت شفتيه ..

ابتعد ياسر بسرعةٍ عن صالح وهو يوسع عينيه وقال بعد أن قام بفركها عدة مراتٍ متتالية : "ااا أنا لا أصدق هذا ! هل أنت صالح الذي أعرفه ؟"

اتسعت ابتسامة صالح وأردف قائلاً : "ماذا بك هل يوجد شيءٌ غريبٌ في وجهي أم ماذا ؟"

نطق ياسر وهو يبتسم بسعادةٍ بالغة : "أنت ترتدي اللون الأبيض كما أنك تبتسم ! هل أنت مدركٌ أنني لم أرى هذا المنظر لعدة سنوات !"

نعم صحيح فاللون الوحيد الذي كان يرافق صالح طيلة هذه السنوات هو اللون الأسود، كل شيءٍ أسود من رأسه إلى أخمص قدميه، فارتداؤه لكنزةٍ بيضاء مع ابتسامةٍ جميلة أمرٌ يدعو للاحتفال فكل من يعرفه اشتاق لرؤية غمازة خده الساحرة ..

توجه صالح لغرفته وأصبح يجلب حقائبه تحت صراخ ياسر المليئ بالسعادة والحماس والذي لم يشعر بنفسه إلا بعد أن ضرب صالح رأسه بخفة ليتوقف عن إصدار الضجيج فجار صالح استاء بالفعل واتصل به ليحافظ على بعض الهدوء ..

قلبٌ تسكنهُ أنت.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن