Part 5

1.1K 32 26
                                    

والدته (أي عبدالإله) كانت تهوى النقش على الخشب، تشكيله، نحته، حسنًا يبدو أن هذه العائلة تمتلك حِرفًا متعددةً وجميلة، كانت عادة ذلك المنزل الهدوء، حيث أن والد عبدالإله أيضًا يهوى الخط العربي ..

.. Flashback ..

تنتشر الموسيقى الهادئة في أرجاء المنزل، والدة عبدالإله تجلس بالقُرب من المدفأة، تضع بقايا الخشب الذي تستخدمه فيها، وهي ممسكةٌ بتلك المقلاة، حسنًا لقد رأتها أثناء تجولها في متجر التسوق، طُبع على غلافها الخارجي صورةٌ للمعكرونة، فسرعان ما خطر على بالها ابنها الوحيد وولعُه بهذا الطبق، لتقرر أن تشتريها له بلا تردد وتنحت عليها اسمه لتُصبح هديةً دافئة، قيّمة، وذات معنى ..

انتهت من نحت اسم ابنها بسرعة، لتناديه متلهفةً لرؤية ردة فعله، تحت نظرات والده لها كل فترة، والذي كان ممسكًا بورقةٍ يخُط فيها بقلمه الساحر ..

دخل عبدالإله إلى غرفة الجلوس بيدين ملطخةٍ بعجينة الفخار، مما جعل والدته تشهق وتردف بصوتٍ عالٍ : "عبدالإله !! ماذا تفعل يداك المتسخة في غرفة جلوسي ؟ أُحذرك من الآن إن اتسخ شيءٌ ما بعجينتك تلك فأنت من ستقوم بتنظيفه ليعود أفضل مما كان حتى"

ضحك عبدالإله بقوة ليرد على والدته بنظرةٍ واثقة : "ما بكِ أمي هل تسمين الفن اتساخ ؟ أثق أن أي شيءٍ سيسقط من يدي سيجمّل المكان"

ابتسمت والدته وقالت تجامله : "أجل نعم بالتأكيد، حسنًا دعك من هذا واغسل يديك ثم عُد إلى هنا"

غسل عبدالإله يديه وعاد لوالدته التي مدّت له مقلاةً على شكل قلب بنحتٍ لاسمه على خشبها، وقد وضعت بداخلها كيس معكرونةٍ على شكل قلوبٍ صغيرةٍ أيضًا ..

تكلمت والدته بحماس : "أريدك أن تُعد لي هذا الشكل من المعكرونة دائمًا عندما أطلبها منك، لقد أحببتها، قلبٌ لي والآخر لك، إلى إن تجد من تُهديه قلبك" أنهت جملتها الأخيرة بغمزةٍ وابتسامة ..

قلبٌ تسكنهُ أنت.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن