Part 4

964 23 15
                                    

أحس ببرودةٍ في وجهه، اوه صالح ينفخ الهواء من فمه عليه كما فعل له تلك المرة عند باب شقته، ابتعد عن صالح الذي استقام بثبات وهو يشعر بالقليل من التوتر، في النهاية إنه المدير هل هذه الحركة مقبولةٌ منه ؟ حتى فاجأه المدير بضحكةٍ عالية وهو يقول : "حسنًا لقد تعادلنا الآن"

ابتسم صالح وهو يهز رأسه بصمت وتوجه إلى مكتبه المتواجد بداخل مكتب المدير ليبدأ بالعمل على تلك الأوراق التي كلّفه المدير بوضع ختم الشركة عليها ..

أثناء ذلك كان يتساءل في نفسه كيف له أن يُصبح بتلك الراحة بجانب ذلك الجار، المدير، أيًّا كان .. إنه يشعر وكأنه يعرفه منذ زمن، ربما لأنه كان لطيفًا وليّنًا تجاهه على الرغم من منصبه ..

بعد مضي ساعتين تقريبًا ..

صالح : "سيدي تفضل، يمكنك أن تتأكد من هذه الأوراق، لقد قمت بختمها كلها كما طلبت مني أن أفعل"

عقد المدير حاجبيه وهو يمسك بتلك الأوراق وأردف : "سيدي ؟ لم تتعامل معي بكل هذه الرسمية، صالح يمكنك مناداتي باسمي وحسب، أليست أعمارنا متقاربة ؟"

ابتسم صالح : "اوه حسنًا نواف، اممم يبدو أن اسمك لا يناسبك"

توتر المدير وضحك ليبعد هذا التوتر : "ااا أجل أنا أعتقد ذلك أيضًا، كما أنه لا يعجبني هههه كيف عرفت"

صالح : "لا أعلم، هكذا فقط شعورٌ غريب"

عاد صالح لمكتبه ليرتاح قليلاً فبعد قليل سيحين موعد وجبة الغداء وهو لا يملك عملاً يقوم به ..


في تلك الشقة المعزولة نوعًا ما، رفع رأسه بثقل وهو يلتفت يمينًا وشمالاً، حتى التقت عيناه بعيني ذلك الشاب الأبيض الذي يبتسم بسعادةٍ وحماس ..

اقترب ذلك الحارس من الشاب المستلقي على السرير ليسأله بابتسامةٍ تعلو شفتيه : "مرحبًا أيها الشاب، ما اسمك ؟"

لم يقابله سوى الصمت من الطرف الآخر، يبدو مرعوبًا نوعًا ما فأكمل حديثه بنبرةٍ حنونة : "لا تقلق أنت في أمانٍ هنا، كما أنني مُكلفٌ بحراستك والحرص على جعلك مرتاحًا طيلة فترة بقائك في هذه الشقة، ثِق بي لن أؤذيك ولن أسمح لذلك أن يحدث"

قلبٌ تسكنهُ أنت.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن