Part 3

881 20 12
                                    

قام بوضعه على السرير الأبيض الواسع، ليس وكأنه أراد أن يدخل إلى شقته ولكنها كانت مفتوحة لذلك انتهى به الأمر وهو يحمل جاره المغشي عليه للداخل، حاول أن يوقظه ولكن بلا فائدة وبعد ثوانٍ شعر بانتظام أنفاسه دلالةً على نومه فقام بتغطيته جيدًا وخرج من الشقة ..

استحم وها هو الآن يرتدي قميصًا أبيض اللون مع بنطالٍ بني كلون التراب بعد المطر، بذكر ذلك إنها رائحته المفضلة لأنها تذكره بهوايته المُحبّبة والقريبة إلى قلبه؛ تشكيل الفخار ..

توجه إلى غرفة تشكيل الفخار الخاصة به التي لم يفتح بابها منذ زمنٍ طويل ولكنه أحب أن يدخلها اليوم لا يعلم لماذا ولكن شيئًا ما دبَّ الحياة في روحه فجأةً وشجعه على دخولها، في الحقيقة ربما لم يكن شيئًا، بل شخصًا ..

كانت غرفةً جدرانها بيضاء بنقوش عشوائية باللون البني والرمادي وغيرها من الألوان الداكنة، إنها بقايا الفخار تزيّن الغرفة ..

.. Flashback ..

...... : "عبدالإله اتركني ! أنت تعلم جيدًا أنه إن جف هذا الفخار لن يخرج من جلدي أبدًا، بالطبع أنت لا تريد مني أن أتألم أليس كذلك ؟ ابتعد عني"

أجابه عبدالإله الذي تُلطخ أصابعه عجينة الفخار وهو يضحك : "هيا ما بك يا سلطان لنجرب شيئًا جديدًا، ألم تملَّ من صنع هذه الأشكال ؟ لتجرب الآن إيجاد طريقةٍ سهلةٍ لإزالتها، أثق أنك تستطيع ذلك"

استقام سلطان من كرسيه واندفع باتجاه عبدالإله بسرعة ولطخ وجهه ببقايا عجينة الفخار التي كانت في يده "هيا عزيزي أنا أثق بك يمكنك إيجاد طريقةٍ سهلة لإزالتها، أما أنا سأذهب للمنزل، قم بإطفاء الفرن بعد أن تجف قطعة الفخار الخاصة بي واحرص على وضعها في مكانٍ نظيفٍ وجاف، أنا أعتمد عليك"

ضحك سلطان بصوتٍ عالٍ بعد أن انهى كلامه بغمزةٍ لعبدالإله وهو يتوجه للباب قاصدًا الذهاب لمنزله بعد أن ورط صديقه المقرب بتنظيف وجهه وانتظار أن تجف قطعة الفخار تلك ..

قلبٌ تسكنهُ أنت.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن