31

1.2K 55 10
                                    


بالإضطرابِ الذي وقعَ به ايان بعد ساعةٍ تقريباً من هبوط الطائرة في هاواي، حاولَ ان يجمعَ شتات عقله، أن يكون أكثر اتزاناً! ما باله يشعرُ بالغرابةِ من السفرِ مع قائده؟

تِلك نقطةٌ حاول عدم التفكير بها أبداً لئلا يقع بعمق فيها، حاولَ بأن يجعل يومهِ يمضي بطريقةٍ أكثرَ طبيعية! كما اعتادَ فقط!!!

والمُعتاد أبداً لم يكن ليحدث لأن.. هما ليسا بمركزِ غوانغجو ولا وجود لأعضاءِ الفريق معهم، لا وجودَ لقضية ولا وجود لأوامرَ من قائدهِ ليمتثلَ لها... لذا كُل ما هو به كان جديد تماماً! للحدِّ الذي يُفقده معرفة طريقةَ سيرِ الأمور برفقةِ هيونجين!

ليسَ كقائده! بل كرجلٍ أرادَ السفر معه في رحلةٍ يجدُ بها الراحة بعيداً عن عمله.

أنهى ترتيبَ ثيابه في الخزانة ليضعَ الحقيبة الفارغة جانباً، يستمعُ لصوتِ المياه ليعلم بأن هيونجين لن يخرجَ قريباً فهو يستحم، زفرَ أنفاسه ليمسح على يسارِ صدره مرتين قبل ان يقف مُتجهاً للشُرفة، الشمسُ توشك على الغروب والطقسُ لطيف جداً، تمسّك بالسورِ بكلتا يديه ليعضَّ شفتهُ السُفلية حينما عادَ لذهنه قُبلته الأولى هنا، كيف أمكنه افسادها هكذا؟

" أننزلُ للأسفل؟ "

استدارَ بشكلٍ مُفاجئ للصوت خلفه لتقع عيناه على هيئة هيونجين تقفُ بجانبِ باب الشُرفة.

أنزل عيناه للأسفل قبل ان يُعيدها ليُبادل نظراته، اومئ مرةً ليخطو عائداً للداخل حين ابتعد هيونجين عن الباب، لم يجد سبباً للرفض، بالرغمِ من الإرهاق الطفيف الذي يشعرُ به للسفرِ الطويل.

امتلك الفُندق ساحةً واسعةً، حملت ناحيةً منها بعض الطاولات والمقاعد للمقهى الصغير في زاويةِ الساحة، هو خطى باتجاه الناحية الفارغة برفقةِ هيونجين مُستمعاً

" أليسَ من الرائع ان نستنشقَ بعضاً من هواء البحر قبل ان نخلد للنوم؟ "

همهم للسؤالِ ذاك قبل ان تنخفضَ عيناه لتقع على الأكمام الطويلة التي تُغطي معصمي هيونجين، فرّق شفتاه لتمتد كفّه بذاتِ اللحظة ليتراجعَ عما كان بصددِ فعله وقوله، ليسَ عليه ان يتساءلَ عن سببها مرةً اخرى، ليسَ بهذا الوقت على الأقل!

قبضَ على يده بشدّة ليُبقيها كما هي بجانبه، مًتراجعاً ايضاً عن فكرة عقد يدهِ معه، هي دقائق قليلة فقط قبل ان يعودا للجناح.

توقفَ هيونجين عند زاويةِ الساحة، يُبقي حدقتاه على ما أمامه، لم يكن منظراً مُبهراً فالشمسُ غربت بالكامل، أخرجَ علبة سجائره ليُحيي واحدةً بين شفتيه...

「 مُحقق ومعجب 」 HNحيث تعيش القصص. اكتشف الآن