الفصل العاشر

3.8K 135 41
                                    

لا تعرف كيف حدث كل هذا ...؟؟
كيف باتت زوجته ...؟!
استلمت لما يحدث كعادتها ...
استسلمت فقط ..!
مسحت دمعة سقطت من عينيها بسرعة ....
كانت تجاوره في سيارته بعدما تم عقد القران في منزل عمها ...
أخذها وغادر بعدها دون أن يستأذن عمها حتى يتبعها ياسر وهو يرمي الجميع بنظرة شماتة في عينيه ...
أراد أن يتحدث ياسر معه لكن يوسف طلب منه أن يؤجل الحديث حتى يعود بها الى المنزل ...
وهاهي تجاوره في سيارته متجهين مستندة بجبينها فوق النافذة تجاهد لكتم عبراتها بينما يوسف يقود سيارته بصمت ..!
لاحت منه التفاتة نحوها متأملًا حالتها تلك ...
كان يعلم إنها تتألم وربما تبكي ولكنه لم يكن بوسعه فعل غير هذا ...
كل شيء حدث بسرعة ...
ولكنه تصرف بمنطقية ...
الفتاة تعرضت لما تعرضت له بسبب تلك الحمقاء وهو كان لا بد أن يضع حدا لهذا وينهي هذه المهزلة ...
في الواقع ما حدث كان فرصة أيضا لتوجيه صفعة لكلا من ساندي ووالدها بعد تصرفه الأخير ومحاولته المساس بسمعة شقيقه لأجل الانتقام منه ...
وفي نفس الوقت فرصة للخلاص من الضغوطات التي تحيط به سواء من عائلته او روز او حتى ساندي ...
زفر أنفاسه بصمت وهو يوقف سيارته قرب منزلها لينظر لها مرددا :-
" وصلنا يا مريم ..."
اعتدلت في جلستها تمسح وجهها بكفيها عندما سألها مجددا :-
" هل أنت على ما يرام ...؟!"
تمتمت بخفوت :-
" نعم .."
أضافت بتردد :-
" شكرا على ما فعلته ولكن ..."
أخذت نفسا عميقا ثم قالت :-
" يمكننا انهاء ما حدث قبل قليل حالا إذا اردت ..."
هتف بجدية :-
" تقصدين أن نتطلق..."
أومأت برأسها وهي تخبره :-
" نعم ، "
نظرت له لترمش بعينيها بقلق ...
" أنت لست مجبرا على الزواج مني..."
قالتها بخفوت بينما غرق هو في تأملها ..
كانت المرة الأولى التي يدقق فيها النظر في ملامحها التي بدت رقيقة بشكل مبالغ فيه وشفافة جدا ...
بشرتها الشاحبة وشعرها الناعم بلون شقاره الغامق منحها هالة رقيقة للغاية الى جانب ملامحها الدقيقة الصغيرة عامة ...
ولم يغب عن ناظريه ذلك النمش الذي يملأ وجنتيها بشكل بدا له جذابا ...
لم تكن جميلة ...
لم تكن الأنثى التي تجذب انتباه الرجال وتنال اعجابهم بسبب جاذبيتها وأنوثتها..
كانت تمتلك ملامح ناعمة بسيطة للغاية لكنها أعجبته عموما وهذا ما بدا له جيدا للغاية ...
تمتم أخيرا دون أن يتخلى عن ملامحه الرزينة القوية :-
" ومن قال إنني مجبر على زواجي منك يا مريم ..؟!"
تأمل الحيرة المرتسمة على ملامحه لتسألها بعدم استيعاب :-
" ماذا تعني ...؟! "
تنهد مجيبا :-
" انظري يا مريم .. ربما لم أخطط لهذه الزيجة ولكنها قد حدثت ... ربما الظروف أجبرت كلينا عليها ولكن لا بأس .... لقد تزوجنا ... تم عقد قراننا قبل قليل ... لا أعتقد إن الطلاق ليس حلا ... ربما القدر وضعنا في طريق بعضنا لنكون سويا ... ما المشكلة في ذلك ...؟!"
" الأمر ليس بهذه البساطة ..."
قالتها بضياع وهي تضيف :-
" أنت تتحدث عن زواج ..."
قال بجدية :-
" أعلم ذلك ... ما أقصده إنه لم يكن هناك حل أمامنا سوى الزواج لمنع عمك من استغلال ما حدث وطالما تزوجنا فلا داعي أن نستعجل في أي قرار نأخذه بعدها ... ربما أراد الله أن يجمعنا سويا بهذه الطريقة ..."
أكمل بجدية :-
" أتفهم مخاوفك ولا أريد إجبارك على شيء لكنني أعتقد بظروفك الحالية سيكون زواجك مني أفضل لك يا مريم فلا أحد يستطيع التدخل فيكِ بعد الآن ..."
" وما ذنبك أنت ..؟!"
سألته بتردد لجيب بصدق :-
" لا ذنب لي ولست مستاءا مما حدث ..."
تطلعت له بتوتر قبل أن تخبره بخفوت :-
" أنت تعلم إنني معاقة ..."
مال ببصره ناحية قدمها ليهتف :-
" أعلم إنك تعانين من إعاقة في قدمك .. بالطبع أعلم ..."
رمشت بعينيها تسأله :-
" ألا توجد لديك مشكلة في هذا ..؟!"
" كلا يا مريم ، لا توجد ..."
أضاف بجدية :-
" لا داعي لأن تفكري بأشياء لا داعي لها ..."
صمتت ولم تعلق ليضيف بجدية :-
"الآن ادخلي الى المنزل وأخبري جدتك إنني سآتي مع عائلتي لزيارتكم وخطبتك بشكل رسمي بداية الاسبوع القادم حتى يكون وضع بسام استقر تماما .. "
هتفت بطاعة :-
" حسنا ..."
ثم فتحت الباب وهبطت من السيارة لتجد ياسر يهبط من سيارته ويبدو إنه ما يقف على مسافة بعيدة قليلا عنهما ينتظر انتهاء الحديث الذي يجمعهما ...
...............................
تقدم ياسر نحو يوسف مرددا بجدية :-
" يجب أن نتحدث ..."
قال يوسف وهو يشير الى المنزل :-
" هل تتحدث في الداخل أم نذهب الى مكان ما مناسب ...؟!"
أجاب ياسر :-
" تعال نتحدث في الحديقة ..."
أومأ يوسف برأسه وهو يتحرك الى الداخل يتبعه ياسر الذي وقف قباله يسأله بعد لحظات :-
" أريد أن أفهم ، لمَ فعلت هذا ...؟!"
تنهد يوسف ثم قال :-
" هل أخطأت فيما فعلته ...؟!"
هتف ياسر بتجهم :-
" نعم أخطأت ، صحيح أنا وافقت لأنني كنت مضطرا لذلك ووجدتها فرصة لتوجيه صفعة لعم مريم ، ذلك المتعجرف عديم الضمير ولكن هذا لا يعني إنني سأقبل بشيء كهذا ..."
أضاف بجدية :-
" انظر الي ، مريم عانت حتى الآن بما يكفي .. هي لن تتحمل مشكلة جديدة ..."
" لكنني جاد في مسألة ارتباطي بها ... انا تزوجتها يا ياسر ..."
قالها يوسف بجدية ليخبره ياسر :-
" نعم انت تزوجتها بسبب ما حدث .. لإنك تعتبر نفسك سببا بما حدث ..."
قال يوسف :-
" انا بالفعل كذلك ... خطيبتي السابقة سببا بهذا وانا بدوري كنت سببا أيضا عندما حملت مريم بين أحضاني ... صحيح غرضي كان مساعدتها ولكن هذا لا ينفي إنني تصرف بشكل خاطئ ناهيك عن وجود تلك الصور مع خطيبتي ووالدها والذي قد يستغل تلك الصور بشكلٍ يسيء لمريم ولي ايضا فأنا أعرفه جيدا وأعرف مقدار قذارته ..."
" ولكن هذا لا يعني أن تتزوج مريم بسبب هذا ... تتزوجها فقط لمساعدتها وحمايتها من الفضيحة ..."
قالها ياسر بحزم ليزفر يوسف أنفاسه قبل أن يتحدث :-
" حسنا يا ياسر.. أتفهم سبب رفضك ... صحيح ما حدث هو من دفعني للزواج منها ...كل شيء حدث بسرعة  وبسبب ما فعله عم مريم ولكن لا داعي لأن ننظر الى الموضوع بهذه الطريقة ... ربما ما حدث فرصة لنتعرف على بعضنا ... ما المشكلة اذا تزوجنا ...؟؟ أنا منذ مدة طويلة أفكر في الزواج وكنت سأتزوج من ساندي بالفعل وخطبتي بساندي كانت تقليدية للغاية ... "
طالعه ياسر بشك ليضيف يوسف :-
" كن واثقًا إنني لن أتسبب بأي أذى لمريم ... "
" لا أعلم ... لست مقتنعا بكل هذا ..."
قالها ياسر بضيق وهو يضيف :-
" في كل الأحوال أنت تزوجتها... يعني جميع ما أقوله لن يغير شيئا ..."
" من الجيد إنك تذكرت هذا ... أنا تزوجتها وبوجود عمها وعائلته وأنت بالطبع لا تفكر في تطليقها مني فتدخل مريم حينها في مشكلة أسوء من مشكلتها الحالية ..."
تمتم ياسر :-
" للأسف .. هذا صحيح ..."
أضاف بوجوم :-
" لكن ماذا عن جدتي ...؟! كيف سنخبرها بما حدث ...؟!"
قال يوسف بجدية :-
" أبلغ جدتك برغبتي في الارتباط بمريم و إنني سآتي لخطبتها مع عائلتي بداية الاسبوع القادم ..."
قالها يوسف بحسم ليضطر ياسر الى تنفيذ ما قاله فلا حل آخر أمامه سوى القبول ..
.......................................

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Nov 28, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

القلب ملك لمن يستحقه ...حيث تعيش القصص. اكتشف الآن