الفصل الثامن

1.7K 108 16
                                    

" احترمي نفسك يا هذه ... انا لا أسمح لك بأن تتهمي ابنة خالتي بهذه الاتهمات ...."
قالها ياسر بحدة لتهتف ساندي ببرود :-
" انا لا أتهم ... هذه حقيقة ..."
قاطعتها شقيقة يوسف بضيق :-
" توقفي عن تصرفاتك هذه يا ساندي ..."
ثم أشارت الى ياسر قائلة :-
" اعذرنا من فضلك ... انها مهووسة بشقيقي بشكل يجعلها تهذي بالخرافات ..."
" شكرا كثيرا يا شذى ..."
قالتها ساندي بحزن وهي تضيف :-
" لكن ما أقوله ليس خرافات ..."
فتحت حقيبتها وأخرجت هاتفها منها لتنظر مريم ناحية يوسف لا اراديا تستنجد به ليقبض يوسف على معصمها وهو يخبرها من بين اسنانه :-
" توقفي ... يكفي جنونا ..."
صاحت ساندي :-
" هل رأيتم ...؟! لا يريدكم أن تروا الصور .."
تقدم ياسر نحوها مبعدا يوسف مرددا ببرود :-
" أرني هذه الصور ..."
تمتمت مريم بضعف :-
" ياسر ..."
تجاهل ياسر حديثها وجذب الهاتف من كف ساندي ليحاول فتحه قبل أن يصيح بها :-
" افتحيه هيا ..."
كظم يوسف غيضه بصعوبة بينما سارعت ساندي تفتح الهاتف وتريه الصور التي خزنتها منذ البارحة لتتجمد ملامح ياسر لثواني بينما وقف البقية يتابعون تغيير ملامحه بذهول وعلى ما يبدو إن ساندي لم تكن تكذب ...
" هذه صور مفبركة بالطبع ..."
قالها ياسر بعدم تصديق لكن يوسف قاطعه :-
" كلا ، ليست مفبركة ...."
اتسعت عينا الجميع دون استثناء وهم يناظرونه ليضيف بعدها وهو يشير الى مريم :-
" هذه الصورة أحدهم التقطها لنا وأنا أساعد مريم ليلة البارحة بعدما اتصلت بها أنت وأخبرتها بمرض جدتها ... عجزت مريم عن النهوض من مكانها وقتها خاصة بظروفها التي تعلمها فاضطررت أن أحملها وأخذها الى السيارة ثم أتيت بها الى المنزل ...."
استوعب ياسر أخيرا ما حدث فتمتم بجمود :-
" فهمت ..."
قال يوسف مشيرا لساندي :-
" والآن يمكنك المغادرة بعدما نفذتي ما أتيت لأجله ..."
" يوسف أنا ...."
قالتها ساندي بتردد ليصرخ بها يوسف :-
" غادري حالا ...."
قبضت على قميصه تخبره بسرعة :-
" أنا آسفة لكن الصور مستفزة و .."
دفعها بنفور مرددا :-
" هل أنت حمقاء ...؟! أنا لا يهمني ما تفكرين به اضافة على كونه لا يخصك ما أفعله و ..."
" كيف يعني ...؟! انا خطيبتك ..."
قاطعها بضيق :-
" كنت خطيبتي وفسخت خطبتي منك منذ مدة ..."
أضاف بقسوة :-
" حتى الآن أحاول مراعاة العشرة التي بيننا ولكن ...."
أخذ نفسا عميقا ثم اضاف :-
" غادري حالا ..."
قال ياسر بجدية :-
" يجب أن تحذف هذه الصور أولا وأن نتأكد ألا توجد لديها نسخ أخرى ..."
أضاف بضيق :-
" من يرى هذه الصور سوف يفسرها بشكل خاطئ ..."
ثم اتجه ببصره نحو مريم التي وجدها تجلس على المقعد خلفها بضعف قبل أن تنظر الى ياسر وهي تفكر فيما سيحدث لو رأى أحد من أفراد عائلتها هذه الصور ....
جذب يوسف الهاتف من يد ساندي وسارع يحذف الصور قبل أن يخبرها بحدة :-
" لا أريد رؤية هذه الصور مجددا في أي مكان وإلا قسما بربي لن أرحمك حينها ...."
سحبت ساندي منه الهاتف وهي تتأمله بحقد قبل أن تتجه خارج المكان بينما أخذ يوسف نفسا عميقا ثم قال مشيرا الى ياسر :-
" أنا أعتذر مجددا ... لكنها مجنونة ..."
ثم أضاف مشيرا الى مريم :-
" أنا آسف حقا يا مريم لإنني وضعتك في موقف كهذا لكن غرضي وقتها كان مساعدتك وأنت تعرفين هذا ..."
هزت مريم رأسها دون رد غير منتبهة لنظرات ألفت والدة يوسف التي شعرت بعدم الراحة لما حدث ونظرات شذى شقيقته التي تحمل تساؤلات عديدة...
..............................................
بعد مرور يومين ...
وقفت ساندي أمام عم مريم الذي أخذ ينظر الى الصور بغضب شديد لتضيف بحزن مصطنع :-
" آسفة لمجيئي لك بصور كهذه لكن زواجي الذي من المفترض أن يكون بعد شهرين بات على المحك بسبب ابنة أخيك التي دخلت حياة خطيبي منذ فترة وتحاول سرقته مني ..."
" كيف يحدث هذا ..؟!"
تمتم بها العم بعدم استيعاب وهو يضيف :-
" الحقيرة عديمة الشرف ... كيف تسمح لنفسها بشيء كهذا ..."
هتف ساندي عن قصد :-
" أنت تعرف والدي ... أحمد عدنان ... رجل الاعمال الشهير ..."
أضافت وهي تتأمل ملامح الرجل المعتمة :-
" بالكاد منعته من نشر تلك الصور فهو كان يريد نشرها على الملأ كي ينتقم لي من يوسف وما فعله بي ورغبته في تركي بسبب ابنة اخيك لكنني تحدثت معه وأقنعته بصعوبة أن يمنحني الفرصة لحل الموضوع ... ها أنا أتيتك بعدما علمت إنها يتيمة الأب وأنت عمها الكبير يعني في مقام والدها ... من فضلك تصرف .. إذا لم يكن لأجلي فليكن لأجل سمعة
عائلتكم ..."
" سأتصرف ... لا تقلقي يا ابنتي ..."
قالها العم وعيناه تلمعان بوعيد مخيف بينما ابتسمت ساندي داخلها وخطتها نجحت على ما يبدو ...
........................................................
فتحت مريم باب المنزل لتشهق بصمت وهي ترى عمها أمامها يطالعها بملامح معتمة ...
قالت بخوف لا اراديا :-
" عمي ..."
تأمل بيجامتها المنزليه فأخبرها بتجهم :-
" ارتدي ملابسك وتعالي معي حالا ..."
سألته بذهول :-
" إلى أين ...؟!"
تمتم بجمود :-
" هناك معاملة مهمة نحتاج توقيعك فيها ..."
أضاف وهو يتقدم الى الداخل :-
" أين جدتك ...؟!"
كان يعلم إن جدتها ليست هنا الآن لكنه تعمد أن يطرح هذه السؤال كي لا تشك في نواياه ...
تمتمت بخفوت :-
" ليست هنا .."
قال بسرعة :-
" حسنا ، غيري ملابسك سريعا ... الأمر لن يأخذ سوى ساعة واحدة وربما أقل ..."
" آية معاملة هذه ..؟!"
سألته بتلعثم ليقول بجمود :-
" معاملة تخص أرضنا يا مريم ... وكونك وريثة والدك فنحتاج الى توقيعك ..  ستفهمين كل شي هناك ..."
أضاف بصرامة :-
" لا تؤخريني أكثر ..."
تحركت بخوف طالما تملك منه بوجود عمها الكبير عندما سارعت تغير ملابسها وتخرج له لتتبعه حيث سيارته فتركب جانبه في الخلف بينما يتحرك السائق بعدها ...
تجمدت مريم في مكانها وهي ترى السائق يركن السيارة كراج منزل عمها لتنظر الى عمها الذي منحها نظرة قوية وهو يأمرها بحزم :-
" انزلي هيا ..."
.....................................
فتحت الخادمة الباب لهما لتهتف بترحيب معتاد رغم دهشتها من الضيفة الموجودة الى جانب صاحب المنزل :-
" أهلا يا بك ...."
دلف الى الداخل وهو يحرك مريم جانبه من ذراعها ليتسائل بجمود :-
" أين الهانم الكبيرة ...؟!"
أجابت الخادمة :-
" في صالة الجلوس ..."
" هيا ..."
قالها وهو يدفع مريم معه نحو صالة الجلوس ليجد زوجته هناك وكذلك لمى التي انتفضت من مكانها تصيح حالما رأت مريم :-
" ماذا تفعل هذه هنا يا عمي ...؟!"
تمتم العم بجمود :-
" اصمتي أنت الآن ..."
ثم أشار الى زوجته :-
" خذيها الى غرفة الضيوف حتى يأتي المساء ...."
" ماذا هناك في المساء ...؟!"
سألته زوجته بشك لينظر العم نحو مريم وهو يقول :-
" ستتزوج من شاب أعرفه ..."
اتسعت عينا زوجته بعدم تصديق بينما صاحت مريم بهلع :-
" ماذا تقول يا عمي ...؟! أنا لا أريد الزواج ..."
جذبها عمها من شعرها وهو يتحدث من بين أسنانه :-
" و تتشرطين أيضا يا حبيبة عمك وأنت تقضين وقتك مع يوسف باشا بل ويحملك بين أحضانه أيتها السالفة الرخيصة ..."
هتفت باكية :-
" كذب ... هو كان يساعدني ... والله يساعدني فقط ..."
" اتركها يا عادل ..."
قالتها زوجته وهي تحاول جر مريم من قبضته ليصيح بها
زوجها :-
" اتركيني أربيها ... عديمة التربية ... ماذا سأتوقع من واحدة مثلها ...؟!"
أكمل بفحيح :-
" سأقتلك يا مريم ... هل فهمت ..؟؟ لن أسمح لك بتدمير سمعة العائلة .. "
قالت مريم بتوسل :-
" والله كذب .."
ثم هتفت بزوجة عمها :-
" زوجة عمي ساعديني ..."
جذبتها زوجة عمها من قبضة زوجها وهي تخبرها بترجي :
" اتركها يا عادل ... حرام ما تفعله .."
هتفت لمى بتشفي :-
" عمي يربيها يا خالتي ...."
" اصمتي انت ..."
قالتها بحدة وهي تعاود النظر الى زوجها تخبره برجاء :-
" لا تستعجل في تصرفاتك ... افهم من الفتاة اولا ..."
هتف بغضب :-
" ماذا سأفعل ... أقول لك إنني رأيت الصور بنفسي ... خطيبته من أتت بتلك الصور لي ..."
أكمل مشيرا الى مريم :-
" اليوم ستتزوجين من شاب اخترته لك ... ستتزوجينه غصبا عنك يا مريم وإلا سأقتلك ... هل فهمت ..؟!"
.........................................
أخذت مريم تبكي بينما زوجة عمها تحاول تهدئتها :-
"" اهدئي يا حبيبتي ... اهدئ أرجوك ..."
قالت مريم من بين دموعها :-
" والله كذب ... والله لم أفعل شيئا شيئا ..."
قالت زوجة عمها بسرعة :-
" أعلم حبيبتي ... أنا أعرفك جيدا وأعرف أخلاقك ..."
قبضت مريم على كفها تخبرها بتوسل :-
" ساعديني أرجوك ... بالله عليه لا تدعينه يزوجني بهذه الطريقة ... ارجوك ...."
هتفت زوجة عمها بشفقة :-
" حسنا اهدئي يا مريم ... اهدئي الآن وسأتصرف ..."
ثم نهضت من مكانها متجهة الى غرفتها لتجد زوجها هناك فتتقدم نحوه تخبره :-
" اترك مريم وشأنها يا عادل .. يكفي ما فعلته حتى الآن ..."
صاح عادل بغضب :-
" لا تتدخلي فيما لا يعنيك يا رحاب ... انها ابنة أخي وأنا حر فيما سأفعله بها ..."
" حرام يا عادل ... حرام ما ستفعله ..."
قالها بجدية ليهتف بجمود :-
" ومالذي سأفعله ..؟! أي شخص آخر غيري كان سيقتلها لا محالة لكنني سأزوجها وأستر عليها ..."
" ما هذا الكلام ..؟! الفتاة مسكينة ولا يمكن أن تتصرف بهذه الطريقة ..."
قاطعها :-
" أخبرتك ألا تتدخلي ..."
" لا يمكنني السكوت عن الظلم ..."
تقدم نحوها يقول ؛-
" لن أسمح لك أن تتدخلي في هذا الأمر يا رحاب ..."
" أنت تريد التخلص من مريم نهائيا وربما تخطط لشيء أكبر ... أعلم ذلك ..."
قال عادل ببرود :-
" لن أنكر ذلك .. كنت أريد التخلص منها منذ زمن ... أريد ابعادها عن العائلة بعد سحب أملاك والدها منها ولكن لم تأتِ الفرصة لذلك وها قد أتتني الفرصة كي أزوجها ثم أخذ الأملاك منها بمساعدة زوجها ..."
صاحت بعدم تصديق :-
" ما هذا الجحود ...؟! انها يتيمة ... يتيمة يا عادل .. "
منحها نظرة باردة وهو يخبرها :-
" للمرة الأخيرة لا تتدخلي يا رحاب وإياك أن تجلبي سيرة بما يحدث لأي أحد وإلا قسما بربي سأطلقك حينها ..."
منحته نظرات كارهة قبل أن تتحرك خارج المكان ...
....................................
مساءا ....
جلست مريم مقابل عمها بملامح باكية بينما أشار العم الى الشيخ أن يبدأ بعقد القران عندما بدأ الشيخ الاجرائات بينما العريس يجلس بجانب عمها يتأملها بفضول لا يخلو من الاعجاب فهي تحمل ملامحها رقيقة ناعمة للغاية ...
أشار الشيخ الى العم طالبا منه الحديث عندما صدح صوتا قويا في المكان مرددا :-
" هذه الزيجة باطلة ... فالعروس تكون خطيبتي ..."
التفتت مريم بسرعة ولهفة نحو هشام الذي اخذ يتأملها بلهفة مماثلة وسط جمود ملامح الأب ...
يتبع
انتظروا تكملة الاحداث غدا بفصل ناري باذن الله 🔥🔥

القلب ملك لمن يستحقه ...حيث تعيش القصص. اكتشف الآن