غرباء...
افتقدونا قبل أنْ نلتقي بهم،
وقبضوا على أيدينا في خيالاتهم مئات المرات
قبل أنْ تنقبض قلوبهم وينتبهوا لغيابنا.
بعيدون عنا،
مارسوا حياتهم وحيدين لأجلنا
رغم كل الأشياء الجميلة المحيطة بهم،
انتظرونا بصمت،
وأقسموا أنْ يكونوا أوفياء حتى لو لم نكن كما تمنوا
كتبوا لنا خواطرهم ليتنفسوا فزادتهم حزناً؛
لأاننا لم نقرأها حتى الآن ثم مزقوها؛
لأنهم لا يجدون مَن يقرأ ما وراء الكلمات،
وخرجوا هرباً من الحزن لكنهم انتظرونا على مقعد منزو حتى سبقنا الحزنُ إليهم،
بكوا ومسحوا دموعهم خفية قبل أنْ يراها عابرٌ غريب.
يتوهمون أننا خلف كل رنة هاتف،
ووراء كل طرقة باب،
يتفاجوؤن كل ليلة أننا لسنا معهم،
وأنهم لا يتحملون البكاء وحدهم،
ويوماً بعد يوم يزدادون شوقاً لرؤيتنا،
ويقحموننا في الدعاء والأمنيات قبل أنْ يناموا على دمعة.
لا يعرفوننا لكنهم يحسون أننا لا محالة قادمون،
ويكادون يلمسون دفء مشاعرنا تجاههم،
ومتأكدون أننا في انتظارهم الآن كما ينتظروننا.
ربما أحدهم بجانبكَ الآن،
صامتٌ وأنتَ لا تملكُ الحدسَ الكافي لاختراق صمته
ربما يحاول التمسك بيدكَ،
لكنكَ لا تُقرَّبها له،
وربما تمسكَ بكَ لكنكَ لم تكن على قدر أحلامه،
وربما يسرُّ الدعاء لكَ،
لكنك لا تنتبه...
أولئك الغرباء الطيبون
ما أصعب أنْ تجمعنا بهم طريق،
ولا ننتبه لعبورهم بجانبنا.
YOU ARE READING
الأُمنيات لا تَموت
شِعرلا تفتحْ صندوقَ أمنياتكَ قبل النوم، ففي كلّ أمنية وحشة، ولا تُفتش الأسماءَ في هاتفكَ فيثور الشوق، ولا تكتب رسائلكَ لغير الله، لا تعترف قبل النوم ولا تبكِ ولا تقرأ الرسائل، ولا تُنبش الذاكرة لأنّه سيزوركَ الأمواتُ والأصدقاءُ والغائبون وستعيد الخيبات...