شَقَائِق النُعْمَانْ

113 11 45
                                    

"ليس للحياة معنى الا اذا وجدنا ما نناضل من أجله...ان نجد ما نستيقظ من أجله ..."
احدهم ...
✨✨✨✨

.
.
.

" اِستيقظِي ايتُها الفتَاة، لقد اِنتصَفتْ الشَّمسُ فِي السَّماءِ "

ذلِك الصّوت مجددًا ،باتَ أمقُت الصّباح بسببِه ،لا ينَام ولاَ يدعُ أحدًا ينامُ، ودّعت سريرِي العزيزَ سأشتَاق إليْك صغيرِي .. سأعُود لا تقلَق ،وقفْت أمَام مرْاَة غرفتِي أعدّ خصلاَتي الناريّ، كمَا يلقبنِي شبانُ الحيّ عودُ الكبرِيت ،استحْممت أغيرُ ملابسِي، سروالٌ أزرقٌ سماويّ ،و قميصٌ أبيضٌ خفيفٌ ،فالطّقس هناَ حارٌ جداً

أطلقْت العناَن لقدمِي، أنزِل عبْر ذلِك درجِ  ذلِك العجُوز، تمتمْت حينَ وصلتُ لقاعةِ الطّعام ،همستُ بصبَاح الخيْر لكنهُ لمْ يردَ عليّ كمَا توقعْت، أرِيد انْ أعرِف الْقدر الذِي جمعَني معَه فقَط.

نزَلت صغِيرتي وهيَ تحكُّ عينَيها بنعاسٍ،  نهضتُ منْ مكانِي أقبِل جبِينَها، وَ أَحملهاَ وقلْت بحنانٍ

" كَيْفَ حَالُكِ صَغِيرَتِي "

توَردت وجنَتها بخجَلٍ لأحمِلها لمكانً لتجلِس، وأسقِي لعمِي جوزِيف كوبِ قهوته وهو يرمقني بغضب وقال

" لَقَدْ تَأَخَرَتْ فِي الاسْتِيقَاظْ وَالآنَ تُلَعِبِينٍي مَعَ هَذِهِ البَكْمَاء ْ"

رمقته بحدة أختي ليست بكماء ...توقفوا عن نعتها هكذا ...

تجاهلته أضع جوليا طعامها وأنا كعادتي أتجاوزت وجبة الافطار فان أكلت لن يبقى شيء للغداء ... قمت بجولة سريعة على المنزل أوضبه بعد حفلتي أولائك العجائز في الأمس يحثني على العمل ثم يصرف راتبي على شرابه ومقامراته ...لو فقط ...قاطع شكواي الداخلية أغلاق الباب بفوة أخيرا خرج رتب المنزل وغسلت الأواني حملت صغيرتي وخرجت من المنزل أغلق الباب خلفي ...

مررت عبر الحديقة اليباسة منذ وفاة السيدة اليزابيث وهذه الحديقة لم تبصر الحياة بعدها ...اشتقت اليها حقا ...

سرت نحو المقهى القريب وصغيرتي تمسك بيدي لم تتحدث ليس وكأنها لا تريد هي لا تستطيع ...لم تولد هكذا لكن ...

أصوات الجرس دليلا على قدوم زائر ورائحة القهو والخبز الفرنسي تملا المكان تنهدت بازعاج حين سمعت شهقة جواري وقبل أن أتكلم وجدت نفسي أعتصر في حضني أحدهم ...تداركت صدمتي أبادله بشوق ...سيباستيان صديقي الوحيد قال بعد أن تفقدني أنا وأختي من الأعلى الى الأسفل ...

" كيف حالكما ...عمكما الغبي منعني من تفقدكما قائلا ..لا تتدخل في بنات أخي "

ضحكت جوليا بخفوت حين قلد عمي في أخر كلامه وعاد يقول بنبرة غضب مزيف

" لو لم يكن خرفا عجوزا لطرحته أرضا ..."

والآن أنا من انفجرت ضاحكة ..سيباستيان هو اخي الذي لم يولد من رحم أمي ... غصة مؤلمة كالأشواك حين تذكرتها ...أمي أين انت ؟

لَمْ أَتَوَقَع هذا ...حيث تعيش القصص. اكتشف الآن