دَاخِلَهْ

28 4 0
                                    


🌟🌟🌟

العودة للحياة الطبيعية أجمل شيء هو الخروج من الماء بعد محاولة سباحة فاشلة تكره فيها البحر وزرقته وتعتبره كجلادا لك منذ ذلك اليوم...

تماما كم حدث لي رغم أن تلك الليلة المشؤومة مضيت عليها ثلاث أشهر لكني لا زلت أكره تذكرها ...عدت تلك الليلة للمنزل لأجد سبيس وجوليا جالسين على النار يترقبان ظهوري وحالما دخلت انقضا علي ...بين بكاء جوليا وعتاب سيباستيان قدمت لهما الحلوى كإرضاء أخذها سبيس دون جدال أما جوليا فتردد لكني أومأت لها بمعنى 'لا بأس' لتأخذ هي أيضا حصتها ...

مرت الأيام تباعا العمل في المشتل والعودة للمنزل لا جديد حتى تلك الرسائل الغريبة توقفت عن الظهور مؤخرا

" ممتاز ..."

هذا ما قلت حين أكملت ترتيب باقة لامرأة عجوز لتزور صديقتها المريضة أخذت المقابل وقلت بابتسامتي المعتادة

" تمني لها الشفاء العاجل عوضا عني ..."

بادلتني المبسم مودعة أياي بيديها ...وعدت أنا لأجلس في مكاني من جديد أكمل الرواية التي كنت أقرأها لأرثر دويل يبدو أني وقعت في حب كتبه بقيت أطالع وأطالع ولا أعلم الوقت الذي استغرقته وأنا مسحوبة لكلمات هذا الكتاب وأنفاسي المتسارعة وأكنني المجرم في هذه الرواية

المجرم هو ...

جرس الباب قطع علي متعة معرفة المجرم الحقيقي رفعت رأسي لأعرف هوية الطارق وبدون وعي مني طالعت ساعة الجدار ..انه هو بلا شك ..لا أذكر يوما غاب عن المشتل في كل يوم ... في وقت محدد ... نوع أزهار معين ... هذا الشاب يثير حيرتي لكن الذي يثير حيرتي الآن أكثر هو المجرم الذي اكتشفه شارلوك هولمز لذا لا وقت لدي ...

اسرعت لرف حيث أهذب باقته كل صباح قدمتها له دون أن ينبس كلانا بكلمة أعطني الفكة قبلتها ب'شكرا' هادئة واستدار مغادرا أخيرا ...من المجرم الآن يا شا...

كنت سأجلس لأجد ورقة لم تكن هنا قبل قليل عقدت حاجبي باستغراب انحنيت للأرض أحاول معرفة مهيتها ..

ظرف ..لا تخبرني ..

لقد عادت الرسائل مجددا ..

أغلقت الرواية ولم انسى ثني الصفحة حيث توقفت ...سأجدك أيها المجرم انتظر قليلا بعد ..

جلست على الكرسي أفتح الظرف بعناية خشية تمزيق الرسالة ورفعت زرقاوتي نحن الفراغ وقلت بهمس مسموع

" لنرى أين سترسو سفينتي في بحر كلماتك هذه المرة أيها البائس المجهول .."

اخرجت الرسالة تاركة الظرف يتهاوى أرضا فتحتها بترقب كأنها كشف نقاطي لأصطدم بكلماته كما اصدم بعلاماتي كعادتي

ماذا لو لم أكن المجرم كما يدعون ...ماذا لوكنت مجرد تقني سلط عليه ضوء المسرح خطأ ....

لَمْ أَتَوَقَع هذا ...حيث تعيش القصص. اكتشف الآن