في ليلة ممطرة في شوارع كامدن تاون، تتساقط الأمطار بغزارة والشوارع تكاد ان تكون خالية. في إحدى الازقة المظلمة توقفت ثلاث شاحنات وموكب من السيارات الفاخرة. نزل رجال اقوياء البنية وفتحوا الشاحنات من الخلف. خرجوا مجموعات من الفتيات وقد كانوا معصوبين الاعين، الا ان الذعر والهلع كان واضحا عليهن.
كانت الأمطار تتدفق من حولهن لتجعل الأرضية الرخامية زلقة. دوى صوت جهوري من احد الرجال وقد كان أقرع الراس ذو ملامح خشنة، بنيتة العريضة تجعل اقواهم يهابه. توجه نحو الفتاة التي وقعت أرضا ولم تعد تعرف سبيلا للوقف على قدميها اللتين ابتا الوقوف.
-أيتها العاهرة انت تعيقين عملنادون سابق إنذار دوى صوت طلق ناري في الارجاء ووقعت الفتاة ارضا دون حراك، فعلى صوت صراخ الفتيات الا ان الرجل الاقرع صاح مجدداً
- ان سمعت حرفاً واحدا، سأدفنكم احياءبدا الرجل مجنون بالفعل وقد يفعل ما هو افظع لذا كان على الفتيات الانصياع للامر ليس إلا.
..................................
في غرفة صغيرة ملئة بالفخامة والغموض، حيث سطح الغرفة المعبئ بملمس حريري، السجاد الفاخر يتلألأ تحت اضواء الشموع الخافتة والتي سلطت ضوئها على التحف والاثاث الفاخر. تناغمت اللوحات الفنية البارزة والتماثيل النادرة مع تفاصيل الديكور الدقيقة فجعلت من الغرفة متحفا صغيرا يحكي قصة فخامة الحياة.
وسط هذا المكان الفاخر يجلس رجل يحاط بسحر الغموض والثروة واختلط جمال وجه الساحر مع سحر المكان. بدلته السوداء الفاخرة عكست اناقته وساعة يدا ثمينة علت معصمه. يحمل بين انامله والتي زينت بقفازات جلدية سوداء اللون سيجارا بينما تحتضن اصابعه كأسا من الخمر المعتق. ينظر بشرود نحو المدفئة التي حفرت بالحائط وقد اكلت نيرانها الحطب الذي وضع داخلها. بدا له وكانه يرى نيران قلبه المشتعلة داخله ليس إلا. سمع صوت طرقات خفيفة على الباب الخشبي والذي زخرف بأحترافية فنطق بهدوء بينما نفث دخانه من بين شفتيه الغليظة
-تعال ماريوليدخل رجل طويل القامة عريض البنية ذو عينان حادة وحاجبين معقودين حليق الذقن وحليق الرأس من الأسفل بينما شعره الاسود بقي طويلا من الأعلى تتناثر خصلاته القصيرة حول راسه ليعطيه جاذببة رجولية لا مثيل لها
-سيدي لقد جمعنا الفتيات في السرداب كما طلبت.................................
اخذ يمشي بخطوات متزنة بين رواق المنزل والذي كان يحمل طابع الثراء، وأمام كل باب كان هناك رجلين يحرسونه يرتدون بزات سوداء اللون ذو بنية ضخمة. ركب المصعد مع ماريو الذي ضغط إحدى الازرار والتي تؤدي إلى الطابق الارضي. تحرك المصعد بهدوء حتى توقف وفتح أبوابه. اخذ صوت حذائه الاسود اللامع يقرع مع كل خطوة يخطو بها. ثم توقف أمام باب حديدي ابيض اللون، كان يحرسونه اثنين من الرجال امرهم بفتح الباب. وفور ان فتح الباب حتى دخل بخطوات بطيئة اثارت الرعب في قلوب الفتيات. القى بعينيه الحادة نظرة عليهن ليجدهن يجلسون القرفصاء بينما رجاله كانوا يحاوطونهم من كل جهة وكان هناك مخرج في الأساس. توقف امام الفتيات وهم معصوبين الاعين الا انه شعر بأرتجاف اجسادهم الضعيفة. ابتسم بسخرية ثم امر رجاله بازالة العصبة. وبلحظة كان ينظر إلى اعينهم المذعورة، مناظرهم المثيرة للشفقة لم تحرك مشاعره الباردة تجاههم، وضع يده في جيب بنطاله القماشي الأسود دون اهتمام ثم مشى خطوتين وتوقف عند الرجل الاقرع وبصوت اجش اخذ قائلا
-لا داعي للخوف.....لن نؤذي أحدا منكم
أنت تقرأ
A world of lies/ عالمٌ من الاكاذيب
Romance-ريغال أخبرني ما هو الفصل الذي تُحب -عيناكِ كضوء صغير في نهاية النفق المظلم ظهرت في حياته. اما هو فقد كان لها كالسكر في القهوة. الا ان القدر جمعهم في ظروف صعبة لكليهما. تدخل الطبيبة إيفلين هلريسون بقدميها إلى عالم مليئ بالمخاطر دون علمها منذ أن قا...