ظلت إيفلين ساكنة بين احضانه وهي تستمع إلى اعتذاره الذي لامس قلبها، لم تقاومه ولم تبتعد عنه، بل أحبت قربه الدافئ منها. لم تشعر بالرعب منه ولم تفكر حتى للحظة واحدة بأن ريغال رجل قد يجعلها ترتعب يوما منه. منذ أن قابلت إيفلين ريغال لم ترى منه سوا حسن المعاملة......رغم قساوته وحدة وجهه وطباعه الا انه كان معها رقيقا. استنشقت رائحته الرجولية ثم أطلقت زفير هادئا من بين شفتيها.........
احست إيفلين بيد ريغال وهي تتحرك ببطئ على طول ظهرها حتى استقرت قبضته عند خاصرتها وراح باليد الاخرى يمسح على شعرها الطويل.
في الحقيقة لم يرعبها ما حدث وانما ما ارعبها هو تدفق ذكرياتها من الماضي التي ملئت افكارها. لا يمكن لايفلين نسيان يوم اختطافها في مانشستر منذ ثلاث سنوات، عندما استيقظت في منتصف الليل لتجد رجل يعتليها قابضا على عنقها. لم تستطع ان تصرخ ولا ان تتحرك، واخر ما شاهدته قبل أن يغمى عليها وهو رجل اخر يضع منديل على وجهها. الى الان لم تستطع إيفلين نسيان المنظر الذي رحب بها عندما استيقظت بين كومة من الخرابة وهي مقيدة على كرسي حديدي ورجال عدة يحاوطونها. عيونهم تتطاير منها الشرار كما لو انها ارتكبت ذنب عظيم. لم تعرف إيفلين انذاك مالذي عليها فعله سوا النواح. وبعد اسبوع من الحجز الذي ذاقت به انواع الذل استطاع ميشيل أن يخرجها بعد أن رضخ لهم.
- هل انتِ افضل الان؟سمعت صوته الاجش والذي ايقظها من زكرياتها التي تجاهد كي تنسى ولكن ما السبيل إلى النسيان، فإن الذكريات المؤلمة تحفر بالذاكرة لتخلف خلفها ندب لا يمكن للزمان أن يمحيها. ابعدته بهدوء عنها لتنظر إلى مقلتيه الدافئة بدا قلقا يتأمل كل انش وجد على وجهها حمحمت إيفلين بهدوء ثم نبست قائلة
- نعم ريغال انا بخير.تراجع ريغال بعض الخطوات للوراء وهو لا يزال يصوب انظاره نحو إيفلين التي بدورها اتجهت إلى طاولة مكتبها وحملت كوبين القهوة لتمد احداهم اليه.
- لقد جلبت إليك القهوةامسك الكوب فا اجتمعت أناملهما بلطف عبر الكوب الدافئ، تمثلت فيها الكثير من المشاعر الدافئة. والتقت انظارهما في لحظة صمت عكست التواصل بينهما دون الحاجة للكلمات. شعرت إيفلين برجفة صغيرة تسري في أنحاء جسدها واحست بشعور لطيف قد داعب قلبها. حمل ريغال الكأس لتمسك بكلا كفيها كوبها واشاحت بصرها عنها بخجل لتنبس محاول أن تغير الجو
- لقد تحسنت صحة السيد تشارلزرفعت رأسها فشاهدته يحتسي كوبه وقد بدا شارد الذهن
وأخذت الأفكار تعصف مجددا في ذهن إيفلين الا ان هذه المرة ريغال هو الذي اخذ يدور في ذهنها كدوامة لا يمكن الخروج منها. وأخذت إيفلين تسأل نفسها....."من انت وما الذي جلبك الي.....هل حقا الصدف هي من كانت تختار طريقها الينا ام انك انت من كنت تخلقها لتسير الينا".
- اذا انا سأغادر......اعتني بنفسكرفعت بصرها إلى عيناه لتجيبه بهدوء
- ليلة سعيدة ريغال
- لك أيضا أيتها الفاتنة
أنت تقرأ
A world of lies/ عالمٌ من الاكاذيب
Romance-ريغال أخبرني ما هو الفصل الذي تُحب -عيناكِ كضوء صغير في نهاية النفق المظلم ظهرت في حياته. اما هو فقد كان لها كالسكر في القهوة. الا ان القدر جمعهم في ظروف صعبة لكليهما. تدخل الطبيبة إيفلين هلريسون بقدميها إلى عالم مليئ بالمخاطر دون علمها منذ أن قا...