[مانشستر المملكة المتحدة]
- لقد خيبت أملي يا برونو
اردفت صوفيا وهي تجوب غرفة الجلوس ذهابا وإيابا، بدت ملامح القلق والتوتر واضحة كوضوح الشمس على ملامح وجهها الرقيقة والتي كانت نسخة طبق الأصل عن إيفلين، الا ان بعضا من التجاعيد الخفيفة بدات تاخذ منحناها.
- اجلسي عزيزتي....إيفلين شابة ناضجة لا داعي للقلق.رمقت صوفيا زوجها ميشيل، والذي جلس يهز قدمه بسرعة الا انه كان متحكما باعصابه ولم يدع زوجته ترى قلقه، بل بدا هادئا عكسها تماما. ظل برونو صامتا لم يجروء على قول المزيد عن إيفلين التي رحلت دون أن تخبر والدتها عن رحيلها. رفع راسه بعد أن كان منكسا ليقول بهدوء يتخلله بعضا من الحزم
- كل ما ارادته إيفلين هو العيش بهدوء بعيدا عن أعمال زوجك يا خالتي-مالذي تقصده ايها اللقيط
تهجمت ملامح ميشيل الذي وقف على قدميه واخذ يسير ببطئ نحو برونو التي كان يرمقه بنظرات الغضب.وقفت صوفيا أمام ميشيل الذي كانت تشتعل عيناه بنيران تكاد ان تأكل برونو، بوجه خالي من الملامح اردفت بنفاذ صبر
- ابنتي معرضة للخطر....وانت هنا تحاول القتال يا ميشيل الا تكتفيصر ميشيل على أسنانه بغضب ليرجع ادراجه بهدوء تحت انظار صوفيا الغاضبة. جلس ميشيل على الاريكة الصغير التي توسطت غرفة الجلوس والذي كانت تحمل طابعا كلاسيكيا معاصرا. مشت صوفيا بخطوات بطيئة نحو النافذة الكبير والتي كانت تطل على الجبال العالية. الا ان صوفيا لم تكن ترى الجبال ما كانت تراه هو شريط حياتها التي خسرتها في لمح البصر. أدركت صوفيا ان قرارها في جعل إيفلين تسكن وحدها كما رغبت كان منذ البداية قرارا خاطئ. كيف لصوفيا ان لا تعرف خبر عن ابنتها سوا من برونو والذي ظن ان إيفلين قد أخبرتها بالفعل. أدارت رأسها وأخذت تنظر إلى ميشيل الذي كان جالسا يمسك راسه بين يديه بتعب، تغرغرت عيناها بدموع ابت النزول واخذ جسدها يرجف عندما أدركت صوفيا انها قد اختارت زوجها على ابنتها عندما اهملتها كليا من اجله دون ان تتعمد ذلك، و عندما فقدت ليزا التي هربت مع رجل لا تعرف له اصلا ولا فصلا، زوجها كان من اختارته أيضا عن ابنتها ليزا. ولدها بيتر الذي تخلى عنها في سبيل العيش بسلام مع والده بعيدا عن الأعمال القذرة التي يعمل بها ميشيل. كان بإمكانها التخلي عن ميشيل في سبيل بقاء ولدها في جانبها لكنها لم تفعل بل أيضا اختارت البقاء بجانب زوجها. والان إيفلين التي عانت منذ زواجها من ميشيل الان في سبيل الإبتعاد ربما تفقدها إلى الأبد. لم يكن ميشيل هو السبب في ان كل ما بنته من سنوات مع أطفالها قد هدم بلمح البصر، بل اختياراتها والتفكير بنفسها دون سوا ما جعلها تفقد أطفالها واحدا تلو الاخر دون حتى ان تدرك ذلك.
- اعذراني انا سأذهببدا صوت برونو لصوفيا عميقا كما لو انه اتي من أعماق البحار، لم تعلم أن ما كان قد غادر ام لا، وذلك لأنها كانت مشغولة في افكارها التي اكلت رأسها وكلما حاولت التفكير بشيئ اخر وجدت نفسها تغرق مرة أخرى في أعماق افكارها التي تردد ماذا لو. وكلمة واحدة اخذت تتردد في ذهنا ماذا لو لم التقي بك يا ميشيل هل كان سيختلف الوضع.
أنت تقرأ
A world of lies/ عالمٌ من الاكاذيب
Romance-ريغال أخبرني ما هو الفصل الذي تُحب -عيناكِ كضوء صغير في نهاية النفق المظلم ظهرت في حياته. اما هو فقد كان لها كالسكر في القهوة. الا ان القدر جمعهم في ظروف صعبة لكليهما. تدخل الطبيبة إيفلين هلريسون بقدميها إلى عالم مليئ بالمخاطر دون علمها منذ أن قا...