part two

20 3 0
                                    


[بادينغتون لندن]

جلست إيفلين وهي بكامل اناقتها أمام مدير مستشفى سانت ماري والذي كان رجل شارف على الأربعين من عمره الا انه جذاب المظهر. نظراته الثاقبة نحو إيفلين جعلتها تشعر بالتوتر الذي جاهدت الا تظهره أمام مدير المستشفى كارلوس ريسل. حمحم الاخر ليباشر بالقول بينما وضع كوب قهوته السوداء جانبا
-يسعدني ان احظى بفتاة جميلة تعمل في مستشفاي آنسة هلريسون

إبتسمت إيفلين بتصنع بللت شفتيها التي خططا باحترافية ثم وضعت قدمها فوق الاخرى معدلة جلستها لتقول بصوت عذب
-شكرا لك سيدي

تقدم بجسده إلى الأمام ثم اتكئ بساعده الايمن على فخذه ليقول مستفسرا
-اخبريني كيف وجدتي لندن؟

أعادت خصلات شعرها المموج إلى الخلف فبرز جمال عنقها الطويل والذي زين بأطراف فستانها ذو اللون الأبيض قائلة بتأني
-لم اكتشفها بعد، لذا لا يمكنني أن احكم سيد ريسل

قهقه كارلوس برجولية ثم نظر إليها يتاملها ليقول بجدية
-يشرفني ان أدعوك للعشاء الليلة

نظرت إيفلين ببرود نحو كارلوس والذي تبين انه زير نساء ليس الا، وبما انه اليوم الأول لايفلين لابد أن تعطي انطباع لا ينسى. ابتسمت بهدوء وقالت بصوت بارد
-كنت أود ذلك سيد ريسل ولكن زوجتك لها الحق بذلك العشاء اكثر مني.

ارخى كارلوس ظهره على الكرسي الجلدي واخذ يرمق إيفلين بنظرات حقد ليردف ببرود
-لا عليك.....ساطلب من السكرتيرة ان ترشدك إلى مكتبك

وقف على قدميه ليتجه إلى خلف مكتبه ثم ضغط زرا، وجد إيفلين تنظر اليه وابتسامة هادئة زينت شفتيها. توجهت انظاره نحو الباب عندما فتح ودخلت منه السكرتيرة. تفحصتها إيفلين ببطئ وقد بدت انها امرأة تخطت الثلاثين من العمر. تنورة حمراء ضيقة وقميص ابيض اللون لم تزرر ازراراه الأولى شعر مصفف بعناية ومساحيق تجميل برزت جمالها، فكرت إيفلين ان ذلك كفيل بجعل كارلوس يبقيها بجانبه.
-بيترا ارشدي الطبيبة هلريسون إلى مكتبها رجاءا

لم تعرف إيفلين السبب وراء ملامح بيترا الجامدة التي ارتسمت عندما رأتها، الا انها رسمت ابتسامة لطيفة لتقول
-اتبعيني انستي

تبعت إيفلين بيترا بين ممرات المستشفى العريقة، تمشي بخطوات واثقة كما لو انها عملت منذ سنين في هذا المكان. لم يخفي عليها انظار الوافدين من الأطباء والممرضين الا انها اختارت ان تترك انطباعا حازم في يومها الأول، وأخذت بيترا تشرح لها عن طبيعة العمل والأقسام, حتى وصلت إلى باب خشبي صغير لتقول بيترا وقد أخرجت مفتاح من جيب تنورتها
-هذا مكتبك طبيبة إيفلين

اخذت إيفلين المفتاح وبوجه بشوش اردفت بامتنان
- شكرا لك بيترا

سارت بيترا مبتعدة، ثم دلفت إيفلين إلى مكتبها، كان كل شيئ مرتب بعناية حتى سترتها الطبية قد علقت بجانب المكتب وقد كتب عليها اسمها. نظرت الى مكتبها الخشبي و الذي اخذ لمعة ضوء الشمس الساطعة توسطته لافتة صغيرة في المقدمة وضعت في المنتصف فهمست إيفلين بحروف الافتة بهدوء
-إيفلين هلريسون

A world of lies/ عالمٌ من الاكاذيبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن