03

7.1K 133 36
                                    

المكتب ليس بعيدا البتة، بل هو قرب سريرها بالضبط، لكنها لم ترد تركه، و مع ذلك هي فعلت.

ابتعدت عنه ببطئ لتجلس على كلتا ركبتيها، و هو داعب فروة رأسها قبل أن يقوم من مكانه.

فتح الدرج و أخد العلبة سريعة، ليجلس بعدها أمامها يفتحها.

كانت تراقب كل حركة يقوم بها و هي تضع يديها على فخضيها تتركهما ينزفان و شهقاتها لم تتوقف تماما.

مد خاطفها كفه يمسح أسفل عينيها بلطف قبل أن يتنهد و يمسك معصمها يفك أصفادها بالمفتاح.

أخد ينزع قطع الزجاج العالقة ببطئ، ثم عقم كفيها، لم تكن الأمور سيئة للغاية، و مع ذلك كان من الممكن أن تسوء إصابتها أكثر.

مع أنه كان يؤلمها قليلا، فقد حاولت عدم إظهار ذلك، لأنها تشعر أنه كلما نزع زجاجة من كفها ازداد غضبا.

لف يدها اليمنى بضماد و أصابعها كذلك،ثم يدها اليسرى، و أعاد وضع الأصفاد حول معصميها.

أرادت آرابيلا حبس أنفاسها و حسب، فالجو المحيط بهذا الرجل أصبح مخيفا قليلا.

يواسيها في لحظة، و في اللحظة التالية يبدو غاضبا.

لوهلة، إعتقدت أنه سيصفعها.

لم تحب الأمر حين تخيلته، لكنه أعجبها بعد أن أعادت تخيله، و شيئا فشيئا تمنت لو أنه يصفعها حقا.

فزعت آرابيلا من أفكارها سريعا، و مع ذلك لم تتمكن من إخفاء إحساسها حين قامت بإلصاق فخضيها معا و قد شعرت كأن النار تشتعل في وجهها.

مجرد التفكير في أنه قد يصفعها أثارتها، و هذا ما لم تتوقع أنها ستشعر به أبدا، متناسية ألم يديها و خديها.

ما أيقضها من أحلام يقضتها هو قيامه من مكانه متجها إلى المطبخ دون أن ينطق حرفا واحدا.

إعتقدت أنه ربما قد علم -بطريقة ما- ما الذي تفكر فيه، أو أنه اكتشف ما الذي تشعر به.

عاد مرة أخرى و هو يحمل صحنا، وضعه ارضا ثم جلس على سريرها تاركا مجالا فارغا بين فخضيه.

"تعالي"

كلمة واحدة، نبرة مختلفة، جعلتها تقوم بما أراده.

ليس و كأنها لا تريد، بل ترغب بذلك، خصوصا و أن كل ما يملأ عقلها الآن هو كيف ستبدو كفه و هي تلف عنقها.

نفت آرابيلا تلك الأفكار إلى آخر بقعة في رأسها، هي مختطَفة، لا تعلم من خاطفها، و فوق كل هذا أصابت يديها لذا لا يمكنها الدفاع عن نفسها حتى لو قام بشيء ما لها.

𝑰𝒏 𝑨 𝑪𝒂𝒈𝒆 ||+18حيث تعيش القصص. اكتشف الآن