الفصل الأول

140 19 69
                                    

في قصر عظيم البنية يطفو فوق بحيرة مياههُ وردية اللون، من شدة جماله لا تستطيع إبعاد نظرك عنه، به منحوتات فنية صنعت من الالماس والزجاج البلوري وكانت الاسقف مرصعة بالاحجار الكريمة و الارضيات من الرخام الابيض والنوافذ مزينه بالزهور وأغصان الأشجار والزجاج الملون.

في منتصف القصر يتجول شاب في اوائل الثلاثينات طويل القامة قد يتجاوز طوله المتر وتسعين سم ويمتلك أعين ذهبية حادة و حاجبين عريضين وشعر أسود كالليل، المريب في الأمر كونه يسير بجواره فتاة بالتأكيد ليست بشرية فقد كانت تمتلك أجنحة نارية وأعين حمراء جذابة ولكن تبث الرعب في أعين الناظر وترتدى فستان طويل أحمر كالدم تستطيع أن ترى منحنيات جسدها منه ويكشف القليل من الصدر وينسدل شعرها الاسود مثل ظلام الليل فوق خصرها المنحني.

ظهرت كائنات كالجنيات في قصص الاطفال صغيرة الحجم ترمي الزهور فوق الاثنين، ثم بدأ ظهور كائنات كثيرة غريبة الشكل منهم نصف حيوان ونصف بشري ومنهم بأشكال القطط والكلاب ولكن أضخم وابشع ومنهم فتيات جميلات شبه عاريات بأجنحه وآخرين بقرون ويوجد اقزام ومخلوقات تشبه العمالقة والجميع ينحنون فور رؤية الثنائي.

تقدم الاثنين نحو العرش في منتصف القاعة الضخمة وجلست الفتاة فأختفت أجنحتها النارية ثم طلبت من رفيقها الجلوس بالكرسى المجاور لها وتحدثت بابتسامة صغيرة 

«مرحباً بك في مملكة زهيرا يا ريان».

كان الشاب المدعو ريان ينظر بتعجب هنا وهناك ويتأمل الأجواء من حوله وكأنه في حلم ينتظر الاستيقاظ منه وكل ما يدور في ذهنه حينها 

«أين أنا؟ ومن هؤلاء؟ هل سأبقى على قيد الحياة للغد؟ ما مصيري في هذا العالم المخيف؟»

*

في صباح يوم السبت أي قبل كل هذا بيومين وأثناء ممارسة ريان لرياضة الجري كان يتحدث في هاتفه بانزعاج 

«خالد لقد أخبرتك أنه لا نية لدي للذهاب، رجاءًا لا تقم باستفزازي بإصرار وإلحاح مزعج في التحدث حول الأمر».

خالد عبر الهاتف  «لقد أخبرتك أن أحمد صديقنا قد حصل أخيرًا على وظيفة جديدة، ولقد قررنا الاحتفال به لدعمه في القادم من حياته بعد الأنفصال عن خطيبته وأنت تعلم كم تأثر سلبيًا بهذا الأمر، هو يكن لك الأحترام والمحبة وسوف يسعد بوجودك بجانبه في هذه المناسبة، أنت لا تريد أن تخذله في يوم مهم كهذا، توقف عن التذمر وتلك الأنطوائية التي لن تعود عليك بشئ سوى الجنون أو الأكتئاب».

تحدث ريان بيأس «حسنًا سأكون من الحاضرين، أرسل لي العنوان على الواتساب».

بوابة دِوُاتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن