الفصل السادس

40 4 0
                                    

بعد مرور خمسة أسابيع مع الأخذ بالعلم وجود أختلاف في الوقت بين عالم البشر والجان، حل الصباح على مملكة زهيرا.
استيقظ ريان وبدأ ينظر نحو سقف الغرفة في القصر فقد كان الانبهار يتملكه من تلك الرسومات المتحركة للغزلان في المراعي وكأن أرواح تتلبسها وألوانها الزاهية بطريقة تخطف أعين الناظر يبدو أنه لم يعتاد بعد على الحياة بعالم الجان، ثم نظر بجانبه ولكنه لم يجد ميرا فقد أصبحت تنشغل عنه كثيرًا هذه الأيام ولا يراها إلا بعد غروب الشمس، فأسرع بالنداء على زمردة تلك الجنية التي كلفتها ميرا بطاعة أوامره فظهرت لتجيب:
"سيدي ريان هل تريد شيئاً؟"

ريان : "هل تعلمين أين ذهبت سيدتك؟"

زمردة : "السيدة ميرا في القاعة الرئيسية تجتمع ببعض وزراء الجان وقد أخبرتني أن اُحُضرك إلى هناك حينما تستيقظ."

ريان : "حسناً سأجهز ثم آتيِ معك".

زمردة : "سأنتظر إذا احتجت شيءً فلتنادي علىِ".

ريان : "أشكرك".

ذهب ريان ليستحم ثم ارتدى رداء غزل من خيوط الذهب قد أحضرته له ميرا وأخبرته أنه صنع خصيصًا له، ثم ارتدى التاج المرصع بالألماس والأحجار الكريمة وخرج إلى زمردة التي بدورها فرقعت بأصابع يدها فوجد ريان نفسه في القاعة الرئيسية للاجتماعات فأبتسمت له ميرا عند رؤيته فذهب وجلس بجوارها على العرش وقالت له بصوت خافت : "لما كل هذا التأخير؟ ألم تحظى بنوم جيد ليلة أمس؟"

فنظر إليها وهو يبتسم بخبث: "أظن أن إحداهن جعلتني أسهر حتى بزوغ الفجر أدللها هل يمكن أن تخبريها بأن تتركني أحظى بقسط كافي من النوم اليوم".

حاولت ميرا كتم ضحكاتها كي لا تُفضح أمام وزراء الجان كما أنهم ينظرون إليهما بشدة ولا تريد أن تفقد هيبتها فتابعت بخجل:
"حسناً سأخبرها ولكن لا أستطيع أن أضمن لك أنها ستستجيب".

ثم عادت للنظر إلى الوزراء الذين ينظرون إليهما ويلتزمون الصمت واعتدلت ووجهت حديثها لهم "لقد اجتمعت بكم اليوم لأخبركم أن "دجامشير" قد استطاع القبض على "دهار" وطلبت الأجتماع بكم لتشهدوا عقابه لكي يكون عبرة لكل من يتجرأ على التمرد والعصيان ولنرى أيضًا إلى أي مدى تحسنت قوة ملكنا العظيم "ريان" في السحر" ثم صاحت بصوت صاخب "دجامشير ، أيها الشيطان الخبيث أظهر ومعك سجيني الملعون سيدتك تأمرك".


فظهر دجامشير بهيئته المفجعة التي اعتادها ريان بسبب رؤيته للكثير من الكائنات بشعة الهيئة أكثر منه داخل القصر بل أيضًا بدأ يتقبلهم ويُحسن معاملتهم حتى نال احترام بعضهم وحبهم وبالأخص الأقزام وجنيات الزهور اللطيفات وبعض من وزراء الجان.

بوابة دِوُاتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن