الفصل الثالث

26 10 35
                                    

أنه صباح يومً جديد استيقظ ريان وبدأ يتفحص جسده الذي كان مشوه من أثار الخدوش والبقع الناتجة عن القبلات، أنها تظهر بوضوح وكأنه تم افتراسه من قطة برية ليلة أمس، ثم نظر بجواره لم يجد أحد وفجأة ظهرت "ميرا" من العدم نائمة بجانبه وجهًا لوجه فأقتربت منه وهي تبتسم وتضع قُبلة حارة فوق شفتاه بدلال.
فتحدث ريان كالأبله المبتسم من فرط السعادة «صباح الخير».
فأجابته ميرا بابتسامة ونظرة عاطفية «أخيراً استيقظت، كان يتملكني الفضول لرؤية لون عيناك الذهبية كم سيكون رائع مع ضوء الشمس».
ضحك بلطف وهو يقبل وجنتها «حسنًا أتمنى أن يكون قد نال أعجاب سيدتي».
أرتمت داخل احضانه لتجيب بدلال وهي تداعب وجهه بأصابعها برفق «أعجبت بها فقط» ثم ضحكت بخبث وهي تطبع قُبلة فوق عُنقه لتتابع «أنها تجعل رغبة جامحة تتملكني من أجل قضاء ليلة أخرى معك».
فأبتسم لها بعفوية قائلاً «أتعلمين؟ لقد كنت أعتقد أن كل ما حدث مجرد وهم كسابقه من الاوهام، وعندما استيقظ لن أجدك كالمعتاد، أو سوف تختفين مع شروق الشمس وتعودي في المساء».
ضحكت "ميرا" حتى دمعت عينيها ثم تحدثت في محاولة التحكم في ضحكاتها الهستيرية «عزيزي هل تظن أنني مصاصة دماء وأهرب نهارًا حتى لا أحترق من الشمس».
فأجاب بإبتسامة متيمة بصوت ضحكاتها «حسنًا حسناً أنا رَجُل أحمق، ولكن كنت اشاهد هذا في الأفلام أن الشياطين والأرواح الشريرة تظهر في المساء فقط».

قامت من بين أحضانه لتجلس أمامه وجهاً لوجه ثم تحدثت مازحة «في الحقيقة عندما نشاهد افلام الرعب الخاصة بكم يكاد يقتلنا الضحك، البشر يمتلكون خيال واسع وكوميدي فيما يخص عالمنا، وفي الكثير من الأوقات نحب أن نمزح ونلعب بعقولكم جرَّاء إيمانكم القوي بمحتوى تلك الأفلام الحمقاء» ثم ضحكت ضحكة مكتومة وأكملت «نحن يا حبي نظهر ونختفي حينما نريد، وليس هذا فقط بل نستطيع التجسد في الهيئة التي نحبها سواء أكانت مرعبة أو جميلة، حتى احلامكم لدينا كامل السيطرة عليها».

تحدث ريان بابتسامة العاشق الولهان كالأبله «هل ستبقين بجانبي حتى في أحلامي؟»

فأقتربت من وجهه لتضع قبلة لطيفة فوق أنفه قائلة «إذًا ما رأيك؟ ألن يكون شيء مثير ومشوق؟»

فأجاب وهو يعانقها «بالطبع، هذا أجمل شيء فأنا سأرى هذا الوجه الفاتن في كل ثانية من لحظات حياتي» فضحك للحظة ليتابع مازحاً «ربما يكون الأمر مخيف بعض الشيء ولكن مع الوقت سأعتاد عليه».

فقالت وهي تعانقه بقوة أكبر «لا بد لك أن تعتاد يا ريان، من اليوم سترى أشياء قد تحبها وأشياء أخرى لن تحب رؤيتها، لأن الحجاب قد أزيح بالفعل».

بوابة دِوُاتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن