في صباح اليوم التالي استفاق أطلس على يد جاسر تلتحم بوجهه مخلفتًا أثراً أحمر اللون مكانها، استفاق المسكين وجسده ينتفض وفؤاده كعازف الطبول، فتح عينيه يبصر ما حوله ولكن عندما فتحهما أصيب بصداع قاتل في مؤخرة رأسه ممتد حتي جبهته، وضع يديه على وجهه خافيًا وجهه وفي تلك الأحيان كان يتشاجر كل من جاسر ورشدي، أردف رشدي:
_هو أنا مش قلت لك تفوقه براحة.
_ما هو الي مبيصحاش وعمال كل شوية إمبارح «تحدث مقلدًا صوت أطلس بسخرية» الجامعة الجامعة، شبه الكاسيت المضروب كدا.
_يبني متصحيهوش كدا برضو حرام عليك هو إمبارح نايم متأخر.
_خلاص اللي حصل حصل بقا المهم إنه فاق.
إلتفت رشدي محادثًا أطلس:
_معلش يا أطلـ..
توقفت الكلمات كالصخر في حنجرته عندما وجد أن أطلس عاد للنوم مرة أخري متدثرًا بشكل مناسب تلك المرة متقوقعًا على حاله، نظر رشدي لجاسر الذي كان ينظر له نظرة تعني (( ارأيت أخبرتك ))، نبس رشدي بنفاد صبر:
_شوف هتصحي الدب القطبي دا إزاي أنا نازل تحت.
خرج رشدي من الغرفة بينما حك جاسر ذقنه الحليقة تلك ثم نظر نظرة شريرة لأطلس النائم في سلام.
-------
غرفة معاذ.
كان يجلس على كرسي مكتبه ممددا قدميه فوق المكتب، ممسكا بهاتفه يبحث بلا كلل عن شئ ما وفي الغالب نعلم جميعنا ما هو هذا الشئ، أجل معلومات عن الفتاة التي اتضح أنها تسمي لين وعمرها مقارب لعمره هو وأخته، ترك معاذ هاتفه واعتدل في جلسته مفكرًا كيف سيتحدث مع تلك الفتاة دون أن ينحر أطلس رقبته.
دخلت أثينا دون الطرق على الباب كالعادة ونظرت له بشعرها الأشعث ذاك، يبدو أنها استيقظت للتو، ثبت ناظريه عليها ينتظر ما ستقول، تحركت حتى وصلت لخزانته ثم أخرجت أحد قمصانه الواسعه وسحبته وقبل أن تخرج أدخلت رأسها للغرفة مجددا قائلتًا:
_رشدي بيقول لك قوم إلبس علشان لو هتروح معاهم.
ومن ثم أخرجت رأسها وأغلقت الباب، لم يقم معاذ بأي ردة فعل سوا أنه رمش عدة مرات متتالية ثم استقام من كرسيه وتحرك صوب الخزانة أخذ ملابس له وذهب للمرحاض.
-----
هبط معاذ من الطابق العلوي فلم يجد أهل المنزل، أكمل نزوله حتي أصبح في منتصف غرفة المعيشه فوجد آثينا في المطبخ:- الباقي فين؟.
لم تجبه آثينا لكنها أشارت للخارج برأسها، تحرك معاذ للخارج فوجد الجميع ملتف حول طاولة الحديقة أمامهم أطباق طعام لم يقربها أحد؛ لأنهم بإنتظار آثينا ومعاذ.
جلس معاذ فوجد أطلس يمسك بشوكه لا يعلم حتي من أين أتى بها فلا يوجد شوكة غيرها، ينظر للطبق الفارغ الموضوع أمامه بأعين مفتوحه يبدو عليه التيه بعض الشئ، وجهه الأبيض يبدو عليه الأحمرار، يبدو عليه رسمة كف، لحظة كف؟!؟.
أنت تقرأ
أطلس
No Ficciónالأنسان هو كائن خلق ليخطئ إذ لم يخطئ الأن سيخطئ غدا و أن لم يخطئ غدا فسوف يخطئ بعد غد لكن من المهم أن تتحمل أخطائك وحدك، تصلحها وحدك، لا تلقيها علي أحد... حتي ولو كانت عائلتك.