الفصل 2

34 6 1
                                    

المغادرة...!!
جمعت عدتي وأتيت إلى هذه البلاد السعيدة مع الصندوق الأحمر، مع مرور الليالي أصبح الصندوق يصدر أصواتا غريبة فلما بحثت عن مصدر هذا الصوت اكتشفت أن في بلاد البوكندرا ،فتاة واحدة هي الفتاة السحرية التي وقعت في غرامها،فكانت مقيمة في" برج الورد" وفي الليل أصوات العشاق تناديها في فتوحات تقع أسفل البرج ،لذلك قررت التخلص منه وقمت بدفنه في المزرعة .
تعجبت مما حكاه الصارم لأن نظرتي عليه كانت مخالفة تماما لما قاله، لكن لا بأس نحن ملزمين بحسن الظن لأن بعض الظن إثم...
فسألته وماذا عن التميز: فصر مستكبرا كأن لم يسمعني.
لا بأس سأتمم رحلتي في البحث عن حقيقة هذا التميز...
يوم من أيام فصل الربيع🌞...
طلع الفجر ، قمت من موضعي وخرجت إلى عملي متكولا على الله ، إنه فصل التجدد والعطاء، والقوة والنشاط ، والمثابرة والكفاح، تعود الطيور المهاجرة إلى ديارها، تتفتح فيه الورود بكل رقة، وتنمو أوراق الأشجار، الجو جميل والوقت أصيل ، والطقس بشوش، والطبيعة لافتة بألوان الزهور، يامرحبا بالزائر الزهيد...!!!
دخلت إلى المزرعة وأنا مرح ،وبدأت في إعادة تدوير المتبقيات الزراعية واستخدامها من جديد وإحضار الأعلاف الخضراء للغنم، والحبوب للحمار وقطف البازيلاء والفراولة.
حل الظلام ، فعدت إلى البيت ولكن هذه المرة لم أجد الصارم ، شرعت في المنادات عليه فبها أجد ضياءا ساحرا منبعث من غرفته، فاتجهت مباشرة نحوه... كتاب صغير الحجم ذو غلاف أحمر مستحوذ الانتباه ... ومكتوب عليه بخط غليظ"بلاد البوكندرا" ، أخذته دون تردد وفتحته... فبها أسمع صوت أقدام الصارم ، فقمت مسرعا بإكمانه خلفي
خاطبني قائلا: من الذي أعطاك الإذن للدخول إلى غرفتي...؟ قلت له : لقد سمعت صوت النافذة ترتعد بشدة هبوب الرياح فأتيت لإغلاقها...
لقد مرت هذه المرة بسلام تام، يبدو أن الصارم قد صدقني.
ذهبت إلى مقصورتي وشرعت في قراءة الكتاب في تلك الليلة الرهيبة... لقد كان الكتاب يقول بمجرد وضع بصمتك على قفل الصندوق الأحمر ،ينبعث منه ريح أسود يجعلك شبيها لسكان البوكندرا ، ومن مميزات سكان البوكندرا قراءة الأفكار، والحصول على قوة خارقة، ودهاء فائق،ومن الضرورة دراسة السحر لأن بلاد البوكندرا بلاد السحرة والشعوذة ،فلا بد من دراسة القوانين أيضا الموجودة في الفصل 11 لأن مخالفيها يحكم عليه بالإعدام.
أنشأت في البحث ...وأخيرا ها أنا أجد معلومات حول البرج، يخبرنا هذا الفصل أن في بلاد البوكندرا برج شامخ وباهر يخطف الأنظار والقلوب ، وفي قمته توجد فتاة حسناء الأنثى الوحيدة الموجودة في بلاد البوكندرا ، الجميع يود الزواج من هذه الفتاة لكنها ترفد الزواج من السحرة والمشعوذين ،فلذلك ساهم الجميع في بناء صرح عال لها لا يستطيع أحد الصعود إليه ؛ وفي أسفله فتوحات جميع العشاق يأتون لمناداتها فيه بمنتصف النهار، لقد سمي الصرح "ببرج الورد" حيث تنبع منه رائحة الفتاة النثانة والفواحة .
أطمرت الكتاب تحت مخذتي ، وأجبرت نفسي من قراءته كل ليلة من أجل معرفة حقيقة هذا العالم الرهيب ، ومن أين أتت هذه الغانية، وماذا عن التميز الذي لم يخبرني به ذلك الصارم.
لقد اشتدت رغبتي للوصول إلى بلاد البوكندرا واكتشافها...!!!

روح من زمن آخرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن