حملت حقيبتي الصغيرة واتجهنا إلى القاهرة ؛ كتب لنا الله عمرا جديدا بعد مواجهة العديد من المشاكل والصعوبات بدأنا صفحة جديدة في الحياة ؛ تزوجت بالفتاة الصبوحة وأنجبنا أربعة أطفال .
لقد كانت بيننا علاقة ترابط وتكامل مكنتنا من التساند والتعاون على إنشاء محلات تجارية لجميع أنواع الزهور النتانة ... لقد قمنا بالتركيز على نقاط القوة وحاولنا الشعور بالامتنان والراحة رغم المأتم وتقربنا من الله تعالى فكانت النتيجة هي النجاح في جميع جوانب الحياة ولله الحمد لقد كان السر الوحيد في تحسن الوضع هي الاستقامة ، والمواظبة على الواجبات، واجتناب النواهي...
لقد تعلمت درسا مهما من دروس الحياة...مرت أربع سنوات
وفي صباح مبكر قمت من سريري وخرجت لصلاة الفجر كما العادة ، بعدها مباشرة اتجهت إلى الدكان انتصف النهار ولم يأتي أي شاري فقررت إغلاق الدكان ... قمت من موضعي لبست بذلتي وأخذت مفاتيحي... وأنا أحاول إغلاق الباب سمعت صوت عجوز يبدو في حالة مقرفة ؛ حاولت مساعدته بالتبرع له ببعض المال ومنحته القليل من الدعم النفسي والمعنوي حتى لا يشعر بالوحدة والعناء...
كانت حالة العجوز تكسر القلب فاضطررت لأخذه معي إلى البيت رحبت به ترحيبا نموذجيا وقدمت له بعض الطعام الشهي؛ فبدأ الدمع يسقط من عينيه مرهفا.... سألته عن سبب بكائه فخاطبني قائلا والحشو يغمره: أتتذكر يا ابني اليوم الذي دققت فيه باب منزلي ، فأجبرتك بالاستقرار معي وجعلتك خادما في مزرعتي حتى تجد منصبا منه تجلب لقمتك إلى أن ينقضي الأجل...
فها أنا اليوم أمامك... لقد أصبحت شيخا متهدما غير قادر على العمل فهل ستعتني بي كما اعتنيت بك أم العكس؟؟؟
عانقته بشدة والبسمة مرسومة على وجهي لأنني قابلته بعد فراق دام لمدة أربع سنوات...
آآآه، تلك هي الأيام الرائعة التي لا يعلم أحد بمدى صدقها رغم الضعف الذي كان يغمرني ولكن بفضل هذا الشيخ استطعت المقاومة والعيش من جديد....لقد تحسنت حالة العجوز المسكين بعد مقابلتهم... فهنيئا لهم لقد نجحوا في تكوين أسرة سعيدة في مدينة القاهرة ولبثوا جميعا في أرغد عيش وأهنإ مسرة حتى انتقلو إلى الرفيق الأعلى فسبحان الحي القيوم الذي يحيي ويميت بيده الملك وهو على كل شيء قدير.
فمن هنا تريد الكاتبة مريم توضيح أن الحياة عبارة عن مصعد لابد من الجهد والمثابرة من أجل الوصول، فقد يكون من الصعب قبول التغيرات الغير المرغوب فيها ولكن القبول هو الخطوة الأولى في التعامل مع الحياة والتشبث والكفاح من أجل الأهداف الواقعية التي يرغب الإنسان في تحقيقها ، ولا بد من الإيمان القوي بالذات والثقة في النفس الكاملة ، فهي التي تجعلك إنسانا صبورا وقادرا على مواجهة جميع أنواع الصعوبات، والإيمان بالقضاء والقدر فالمصيبة إذا حلت فقد انتهى الأمر فلا داعي لقول عبارات قد لا ترضي الله عز وجل، فكل شيء في هذه الحياة فهو ملك الله له ماأعطى وله ما أخذ...
فالحمد لله على كل شيء♡♡
أنت تقرأ
روح من زمن آخر
Actionلم أؤمن بالحب قط ، ولم أرغب في تجربته ولم أرى القيمة العملية له ... وبصراحة كنت بخير بدونه حتى وجدتها، ابتسامتها، قوتها،ذكائها، وحنانها ، حتى عنادها وصلابتها...لا أستطيع وصفها بما فيه الكفاية فإنها لا تقاوم ولا تضاهى،عيناها تنبع منهما رائحة أغصان ال...