ان الليل مظلما ولا يزال، الصوت الوحيد كان صوت البومة في بعض الأحيان. كان القمر مختبئًا خلف غطاء كثيف من السحب، تاركًا العالم في ظلام دامس.
كان يوحنا يمشي لساعات، وقدميه تتألمان من الرحلة الطويلة. كان يبحث عن شيء ما، لكنه لم يكن متأكدًا مما يحدث. كل ما كان يعرفه هو أنه كان عليه أن يستمر.
فجأة شعر بألم حاد في صدره. توقف في مساره، ممسكًا بصدره مع اشتداد الألم. شعر وكأنه طُعن بألف سكاكين. حاول أن يأخذ أنفاسًا عميقة قليلة، لكن بدا أن الألم يزداد سوءًا.
تعثر للأمام، محاولًا الوصول إلى أقرب مدينة. كان عليه أن يجد المساعدة. كان عليه أن يجد من يمكنه مساعدته.
كما كان على وشك الاستسلام، رأى ضوءًا خافتًا من بعيد. تعثر نحوها، على أمل أن تكون علامة على المساعدة. عندما اقترب، أدرك أنه كوخ صغير. صعد إلى الباب وطرقه، وكان يصلي أن يكون أحدهم في المنزل.
فُتح الباب وظهرت امرأة. كان لديها وجه لطيف وابتسامة دافئة. رحبت به وقدمت له كوبا من الشاي.
أخبرها جون عن الألم الذي كان يشعر به واستمعت إليه باهتمام. أخبرته أن ألم منتصف الليل هو ألم لا يشعر به إلا من فقدوا في الظلام. قالت إنها علامة على أنه يسير على الطريق الصحيح وأنه يجب عليه الاستمرار.
شكرها جون على لطفها واستمر في رحلته. لقد شعر بقليل من التحسن عندما علم أنه ليس وحيدًا في الظلام. استمر في المشي، وتلاشى ألم منتصف الليل ببطء.
وصل في النهاية إلى وجهته ووجد ما كان يبحث عنه. شعر بالارتياح لأنه وجدها، لكنه لم ينس ألم منتصف الليل. لقد كان تذكيرًا بأنه بغض النظر عن مدى الظلام في الليل، كان هناك دائمًا ضوء يرشده.
-تمت-
أنت تقرأ
قصص قصيرة بطعم الغرابة
Short Storyقصص قصيرة بطعم الغرابة هي مجموعة قصصية مميزة وجذابة من القصص الممتعة والمشوقة التي تحاكي خيال القارئ. هي قصص تعرض الكثير من القضايا الاجتماعية بأسلوب جميل وممتع، يجد فيه القارئ نفسه يتنقل بين حالات مختلفة تبعًا للمزاج الأدبي التي تفرضه كل قصة، ليعيش...