04_الأميرة المفقودة.

435 36 243
                                    

الشُّعور بالسَّلام الدَّاخليِ هو احسَاسٌ يجوبُ اعمَاقَك، يُضيءُ ظُلمة داخِلك لتُزهرَ بمزيجٍ من السَّكينة و الاسْتقرار الّذي يتملَّكك ليَبزُغَ فَجرُ مستقْبلك بعدَ غروبٍ شَتويٍ قاسٍ ....بدايَة التّعافي من مرض المَاضي المرهِق في وجُود اشخاص تنتمي لهم يدفعونك للتَّخلّص من قيود كانت تنهش معصميك لتتشبع بثقة الاستمرار.

لكنها لم تفز بذلك ببساطة بل دفعت ثمن ذلك دما اثناء عبورها معركة العودة لهم ليكون الاشتياق شريكها الدّائم.... لكنّ معجزة اللّقاء بدّدته لتشرع رحلتها الخاصّة في التّعافي معهم بعد ان وجدت ضالَّتها سلامها و انتماءها.

8:00AM

كان جميعهم يجلسون على طاولة الافطار ملامحهم تشرح ما يدور بعقولهم فيما يتمركزون بأماكنهم في صمت.... فابيان في مقدمة الطاولة و الآخرون يحيطونه من الجانبين.... يجلس لوكاس بجانبه الأيمن في حين يقابله مكان شاغر واضح ان صاحبته لم تستيقظ بعد بجانبها تيسا و ايفان..... و في الطرف الآخر يوجد ايس و ايثان.

اثناء انتظارهم الذي لم يعلم معظمهم سببه سمعوا صوت خطوات تنزل الدرج ليحدقوا نحو مصدره.... و اذا بماريا تقترب منهم بملامح هادئة وشعرها الذهبي المنسدل على ظهرها فيما ترتدي فستانا صيفيا ازرق اللون يغرق بشرتها الناصعة و يحدث تناسقا مع لون اعينها المحيطي.... كان منظرها مسيطرا على الجميع فيما استحوذ على تركيزها شكل لوكاس يحمل بيده جهاز آيبد يطالع احد مقالاته مع شعره الفحمي الكثيف و بشرته البيضاء التي تحدث انسجاما مع عيونه الرمادية.... حيث شرد بها لوهلة قبل ان يستدرك نفسه معيدا تركيزه الى المقال الذي كان يتفحصه.

كانت وجهتها حضن عمها فابيان فلن تشبع منه ولو ظلت منكمشة بداخله طيلة النهار احتضنته بخفة ليقبلها قبلة طريفة على وجنتها فيها يومئ لها كي تجلس بمكانها.... و قبل ان تستجيب له انتفض ايثان مفصحا"ما هذه الانانية الا يمكنني الحصول على حضن " ابستمت ماريا بلطف لتفتح ذراعيها و هي تعبر لوكاس.... متجهة نحوه ليرتمي بحضنها فيما يعبر "صباح الخير ايتها الشقراء".

حدق بهما لوكاس فيما تشتد ملامحه اكثر ليردف" توقف عن طلب الاحضان من كل شجرة تقابلك انت لست دبا ".... ناظرته ماريا ببرود بعد ان نعتها بالشجرة و قابلته في جلستها ليعم الهدوء مرة اخرى كان الجميع صامة بريبة كاﻧهم يخفون امرا ما عنها او انهم الغلاف الذي يحجب محتوى الكتاب و ليس عليها اطلاق احكام مسبقة عليهم..... فمن الخطر ان تتعلق بهم بهذه السرعة كون قلبها لم يعالج نفسه بعد من صدمة الفقدان.

اعتقدت ان ذلك ما يجب ان يكون و احست انها دخيلة بينهم خاصة بعد تفحصها لملامح تيسا و لوكاس كرههم لها كان متجليا على محياهم بوضوح.... لوهلة احست بالندم لأنها اقتحمت حياتهم من دون سابق انذار.

تحدث ايس يقطع حبل افكارها السوداوية التي سيطرت عليها" ماريا هل انت بخير؟ " جعلها صوته تنتبه من شرودها لتومئ بإيجاب فيما تتابع تناول طعامها.... ليردف فابيان بينما يضع كفه على يدها بحنان "ستكونين بخير انا اعلم ذلك" ابتسمت فيما تتمسك بكفه اكثر لتشرع بالتفكير مجددا.... كل ما سيطر على عقلها هل عليها الاستمرار لأجله ام انه وقت الاستسلام كان هذا السؤال ملازما لها كظل ملتصق بها.... لكنها لم تشكك يوما في كونها ستستمر و لن تتوقف الا عندما تصل الى هدفها.

 Mi Rosa | وَردتيِحيث تعيش القصص. اكتشف الآن