05_انتماء.

361 24 124
                                    

تسللت اشعة الشمس تنشر دفئها ليبدد سقيع الليل فيما تنعكس على زجاج البنايات المشيدة و تتلألأ على ضفاف المحيط الهادئ..... تنذر ببداية جديدة من السلام و نهاية الافكار المخيبة للآمال التي تستوطن عقول سكان هذه المدينة.... لتكون اكثر من ظاهرة فلكية دورية و انما فرصة لتطهير العقول من تعاسة ما مضى و المضي قدما.... اثناء تلاقي سطح المحيط مع السماء ذات اللون اللازوردي يسطع قرص مشع يلقي تحية على رفيق دربه بخيوطه البراقة التي قطعت وعدا عليه بأنها ستلتقي به دوما حاملة الامل.

جعل شروق الشمس شوارع مدينة لوس انجلس تميد بالحياة عند استقبالها ليوم جديد..... حينما وفت اطياف الشمس الذهبية بوعدها و عادت اليها كي تثأر من ظلام اليل الذي شوه حقيقة مستوطنيها.... او اظهرها.

حقيقة سكان مدينة الملائكة المدينة التي تتميز بالتطور الصناعي و قوتها الاقتصادية بسبب رؤوس الاموال الذين يسيرونها و يدفعون بها الى الاستقرار.... تعتلي وجوههم ابتسامة الرضى بما وصلوا مع كل تلك الانجازات البراقة و الشارات الذهبية.... كل صباح يأخذون فيه تلك القهوة ذات الجودة العالية متجهين الى مكاتبهم الراقية بينما يقودون سياراتهم الفخمة نحو تحقيق نجاحا آخر.

يطهرون انفسهم مما افتعلوه ليلا في تلك السراديب المظلمة التي تفوح منها رائحة الدم المعتق لشدة ترسخه بأرضياتها...بعد انتهائهم من ممارساتهم القذرة يتجهون بكل هدوء الى قصورهم المشيدة على اطراف المدينة بعيدا عن ضجيج الافكار المسترسلة بعقول مستوطنيها كتيارات جارفة من التخمينات اللامنتهية.... يغتسلون من تلك الجرائم فيما يتخلصون من رائحة الدماء ببعض العطور الراقية ليعودوا الى افرشتهم الحريرية.

هكذا تسير الامور في مدينة الوحوش و ليس الملائكة شياطين تتخفى خلف ملامح وسيمة و سمعة بيضاء.... فلنحزر معا هذا صباح قصر غامبينو حينما اعتلت وجوههم تلك الابتسامة الهادئة و الوسامة الموروثة من الاجداد ذات فخامة ايطالية بملامح امريكية اجرامية.

برحيل الجميع الى اعمالهم اين كانت اميرتهم تغط في غيبوبة بعد ان شاء القدر ان تحظى بنوم هادئ لتعلم ان رفيقتها قد تخلت عنها و منحتعا شرف النوم الهانئ كبقية البشر حيث ان كوابيسها الوفية قد رحلت بعيدا عن مخيلتها.... بدأت تلك الخيوط الذهبية تخترق الستائر لتتلصص على ملامحها البراقة.... تململت اميرة الغامبينو بمكانها بخفة ثم اغرقت تلك الخيوط بمحيط اعينها الصافي.... لتحس بالسعادة لأنها التقت بصديقها المحيط مجددا فتزيد حرارتها تحتضن وجه ماريا لتستيقظ تماما من نومها.

توجهت ناحية المرش تأخذ حماما باردا كعادتها لتخرج بعد برهة تسرح شعرها فيما تدندن اغنية بهدوء ثم توجهت نحو خزانتها اين يقبع اكثر شيء تمقته.... تكره وضعها امام الاختيار الاجباري امام كل تلك القطع التي تستطيع ان تخرج منها آلاف الصيحات.... فلو كان الاختيار بين شيئين شخصا لطعنته دون رحمة و تفننت في تمزيقه اربا.

 Mi Rosa | وَردتيِحيث تعيش القصص. اكتشف الآن