02_ندم مدمر.

450 40 114
                                    

في تلك الاثناء كان لوكاس منشغلا في تنظيم آخر الاجراءات لاعلانه عن التعديلات التي وضعها بخصوص الصفقات وطريقة سيرها و غيرها من الأعمال الورقية التي تخصهم.... في حين الآخرون من الغامبينوز يجهزون لذلك الاحتفال السنوي الذي تقيمه عائلتهم الاحتفال الذي يشعل الاعلام العالمي كل سنة حيث شاعت الاعتقادات حول انه تقليد سنوي خاص بهم يعود الى افتتاح اهم شركاتهم لكن لا احد غيرهم و اتباعهم يعلمون بأنه تاريخ بداية عهدة الاجرام في عائلتهم.

كانت اجواء الحفلة مخملية راقية داخل القاعة ذات الالوان الدافئه ينبعث من ناحيتها الهدوء مع تواجد اشخاص يبتسمون واضعين كفوفهم على افواههم مع تناغم عزف موسيقى ناعمة على المسامع فيما يتراقص بعض الحضور بخفة عليها.... اما خارجها فكانت كلمة مجنونة اقل ما يمكن التعبير به حيث تواجد هناك ايس و ابن عمه ايثان يقومان بعروض السيارات في الباحة الخلفية لذلك القصر في حين الشبان مهووسي السيارات جن جنونهم فقد سيطر عليهم ارتفاع اصوات المحركات و بات التحكم بهم أمرا مستحيلا.

اما في الطرف الآخر فيستمتع الشبان الاقل جنونا بوقتهم مع موسيقا لا يقال عنها انها هادئة لكنها لا تضاهي اصوات احتكاك العجلات بالطريق... كان ايفان هناك مع مجموعة من اقربائهم الذين يتراقصون بخفة على الحان ذلك الصخب المدوي.

كل حضور الحفل يحسون بتناقض عظيم و متعة لا متناهية مزيج يضم معظم الاهتمامات و يرضي الجميع .... يحضون بالمتعة و تدفق الادرينالين بشرايينهم فلا مجال للاحساس بالملل اثناء حضوره.

الجميع كان يستمتع بوقته لكن لوكاس ضل غارقا في افكاره و هو يراقب العروض التي يؤديها اخوه و ابن عمه و قد منع عنه الهدوء لإجتياحه بضجة داخلية..... فإنتفض تاركا كل ذلك وراءه و هو يتبع صخبه الداخلي الذي لا يروقه..... منطلقا بسيارته نحو مقره.

في كل لحظة تمر و هو يعبر تلك الطريق المعبدة المليئة بالانعطافات كان وجه فتاة صغيرة يرتسم امامه.... وجه ملائكي لاطالما اعتبره ملاذه الاخير حينما قسى عليه الدهر..... لتكون ملاذه و يكون نعيمها.

ملامح طفولية مع ابتسامة هادئة و اعين ثعلبية حادة واسعة تحمل كل مواصفات الملائكة..... كانت هي الشخص الوحيد الذي يضمد له جرحه ..... مع انها كانت طفلة تقارب ان تكون بنفس عمره الا انها استطاعت ان تحتويه هو و آلامه "ماريا" لا روزا خاصته كما لقبها دوما وردته التي لم تذبل رغم قسوة المحيط.... فتاة الورود.

منذ ان اختفت من حياته تدمر كليا فراق دام عقودا و سنوات..... لم يستطع بها ترميم جروح ذلك الصبي الصغير الذي فقد كل شيء مرتين.... عاش الحياة دون روح لأنها فقدت يوم خسرها فقد كانت بمثابة اخته الصغيرة، ابنة عمه اللطيفة و صديقته الوحيدة.

ذلك ما جعله يقبض فكه بحدة فيما يضغط على دواسة الوقود اكثر و اكثر بسرعة تخترق الصوت ليصل الى مقره.... الذي تتواجد به زعيمة آل أنجلو الذ اعدائه فمنذ اختطف زعيمهم صغيرتهم تلاشت الثقة بين العائلتين و اصبحت العلاقة بينهم عبارة عن صراعات متتالية.... الى ان اعلن والد لوكاس عن تعيين ابنه كزعيم جديد ذلك ما جعل تلك النيران تلهب ما تبقى وتنهي على آخر التحالفات بينهم لتنقلب الموازين و يصبح الحاكم الوحيد لكل تفرعات الاجرام داخل امريكا.

 Mi Rosa | وَردتيِحيث تعيش القصص. اكتشف الآن