عادت صاحبة الشعر البني الى المنزل خائبة الامل مثل كل يوم ،و بينما هي متوجهة نحو السلالم كي تصعد الى غرفتها لمحتها امها فنادتها كي تجلس بجانبها ، لقد كانت تعلم امها سبب عبوسها و كي تخفف عليها قليلا قالت :
كيف كان يومك في العمل يا جميلتي ؟؟هانجي (ببرود) : كالعادة ،لا شىء جديد .
الام:هل زرتي دار الأيتام مجددا ؟
هانجي :نعم ،و كالمعتاد ،لا خبر عنهم .
الام :سأسألك سؤال لكن لا تغضبي حسنا ؟!
هانجي:ما الامر امي .
الام :لما لا زلتي متعلقة بهم ،رغم انك ابتعدتي عنهم منذ 15 سنة؟
هانجي (بغضب): هل انتي جادة يا امي ،عندما أتيتم كي تتبنوني فرحت كثير ،لكني لم اكن اتوقع انكم ستمنعونني من الذهاب لزيارتهم ،و بسبب ذالك مرت 15 سنة دون ان اراهم او اعلم عنهم شيء سوى انهم هربوا من الميتم .
الام (بأسف): انت تعلمين انه قرار والدك و لا يمكن مناقشته ،انا اسفة يا ابنتي .
عانقت الام هانجي و طمأنتها انها بالتأكيد ستجدهم يوما ما ،شعرت هانجي بالدفء و الراحة في حضن والدتها ، رغم انها ليست والدتها البيولوجية ،لكن هانجي لا تهتم بذلك و تعتبرها كأمها الحقيقية .
استأذنت هانجي من امها كي تذهب الى غرفتها و تأخد قسطا من الراحة . دخلت الى غرفتها ،بدلت ثيابها ثم القت بنفسها فوق سريرها و بدأت تفكر في اصدقاء طفولتها :اروين ،ايزابيل و ليفاي . لقد كان هذا الرباعي معروفا في الميتم بالرباعي المشاكس ،كان باقي الاطفال ينفرون منهم ،لكن ذلك لم يؤثر عليهم ابدا طالما يمتلكون بعضهم البعض ،لقد كانو افضل الاصدقاء ، كما انهم كانو بنفس العمر لذلك هي لم تستطع نسيانهم حتى بعد مرور كل هذه السنوات ،اشتاقت لهم كثيرا ،لحنان اروين و ايزابيل عليها و حمايتهم لها من ذلك الليفاي الذي كان دائما ما يريد اثارة اعصابها و مضايقتها لكنها اشتاقت له ايضا فرغم ذلك كان دائما يساعدها اذا احتاجت له . سرحت بافكارها حتى غطت بنوم عميق .Flach back:
ذات يوم و قبل 25 سنة و بينما مديرة الميتم كانت في طريقها له لمحت على بعد امتار و امام باب الميتم رجلا يرتدي اسود و يحمل شىء بين يده و ينظر باتجاهها و كأنه كان ينتظر قدومها ،و فور ان لمحها قادمة وضع الشىء الذي كان يحمله امام باب الميتم ،ركب سيارته ثم ذهب في حال سبيله ،وقفت المديرة بضع ثوان و هي تنظر نحو الميتم باستغراب ثم اسرعت الى الميتم لكنها وجدت ان الرجل قد ذهب ،ضربت جبهتها براحة يدها ،نظرت نحو الاسفل لتجد تلك الملاك تنام بهدوء ،حملتها لتجدها ممسكة بورقة بيديها الصغيرتين ،فتحت الورقة لتجد كلمة "هانجي" مكتوبة عليها ففهمت ان هذا من المفترض ان يكون اسمها . ضحكت بسخرية و قالت بصوت خافت : ما فائدة تركك لإسمها بعد تخليك عنها ،هل توفر عني عناء تسميتها ،يال الغباء .
وهكذا دخلت هانجي الميتم .
بعد انضمام هانجي للميتم باربع سنوات و بينما كانت جالسة في زاوية من غرفة الالعاب حيث الاطفال يلعبون . دخلت المديرة الغرفة و برفقتها ولدان و بنت و قالت : يا اطفاال ،اليوم سيضاف 3 اخوة الى عائلتكم الجميلة،انهم ايروين ،ايزابل و ليفاي . عاملوهم بلطف ،التفتت الى هانجي و قالت بصوت لطيف و اضافت : انهم بنفس عمرك يا هانجي فلتتعرفي عليهم انا متأكدة انكم ستحبون بعضكم البع....
قاطعها صوت ليفاي و هو يصرخ قائلا :اي عائلة هذه التي تتحدثين عنها ،دعيني اذهب ايتها العجوز الشمطاء ،فلنذهب يا اروين و ايزابيل .
امسكته المديرة من يده بلطف و قالت :ليفاي ،ان هذا هو منزلك الجديد يا عزيزي ،ست....
قاطعها مجددا و اردف :اتركيني يا صاحبة الوجه الشاحب ،ابعدي يدرك القذرتين عني انا لست عزيزك ابتعدي و دعيني اذهب .
حاولت معه بجميع الطرق لكنها لم تستطع السيطرة عليه . اقترب اروين من ليفاي و همس بشىء في اذنه جعله يهدئ ، بدت ملامح الدهشة على وجه المديرة لكنها شعرت بالارتياح لأنه هدء . دخل ليفاي و بعده ايزابيل للغرفة بينما استوقفت المديرة اروين و همست بأذنه قائلة:يجب ان تخبرني فيما بعد عن التعويذة التي جعلته يهدأ ههه .
ابتسمت في وجهه ثم اشارت له بالدخول الى الغرفة .