يَذِرِفُ

832 14 2
                                    








ذرَات العَرق تَتَصبب فوق جبينه حتى باتت بعض الشعرات الأماميه أسيره لـ بشرته الحليبيه الشاحبه

يحتميان أسفل خُصن شَجره يابس، و بين الحينه و الآخره يتبادلون النظرات لِمُده طويله تُكفر الوقت الذي لَم يَنظر بهِ لـ بعضهما

و مِن مكانً بعيد، في أقصى المِخيمات " ياسر ! " تعرفت على الصوت فور سماعه الحروف الأولى لـ أسمه

تمدد أسفل الرِمَال و دفن رِجاله و الصوت يَعُود و يُكرر

كان كُل هَذا أشبه بِحُلم، ف أمه توفت عِند والدته و أباه مُنشغل في نَصح الناس و أرشادهم

الصوت يُزعجه فـ التفت و قَالَ " مَلاذي الصوت يُزعجني " أبتعدت حبات الِرمال سامحه لـ عِناقهم أن يَحدث

كـ رَضيع أختبئ في حُضنه، سانداً رأسه عَلى صَدره العضلي، يشتم رائحة الِرمال و البخور فيه

رائحه تُذكره بشيء مدفون، شيء لَم يصل لهُ غير خالقه

- أنها وَهم مِن صَنيع العَقل
الجديه طاغيه في صَوته الثقيل و لَكنَ الصَغير أعتاد أن يكون ملاذه باردًا فـ حتى البرود دافئ بِطريقه ما

تَمتم الصَغير و فَارق بين قدماه " أنا أجلس كـ الكِبار مِثلك ! " نَبسَ بهذه الحُروف و مَعَ كُل حَرف ذاب الأكبر

تطوف الغيوم فوقهم و تَصنع قلوب و الرياح تتلمس مَلامح حُبهَم

هام الأكبر حُبًا و تَمردت يداه، مَسدت قدمي الذي في أحضانه، رَفع الجورب الأسود و كَم كانَ أختلاف لون الجَورب و بشرته لذيذين

و لَم يُقاوم فـ تَرك عضه جعلت خدين الأصغر تَنتِفخ 

العالم هادئ عِندما يكون لديك شخص يُصفف بعثرتها و يَفُك عُقدها، كما يَفُك و يَنزع جوربه و يُفرق بين أصابع صَغيره

أطرافها زَهريه تَندمج بـ أنسجام بالقُرب مِن سمَار الأكبر

نَهض و أمسَكَ مِعصمه، يَعلم هوَ أن بياضه يجب أن يُغادر، فـ كُل شيءٍ مُنتهي ! و مِن أنتَ لـ تَحمي هَذه القاعده

و مَعَ ذَلك هوَ بَقى مُتمسك ! لَا يود أن يُغادره صغيره " أبقى حتى تغيب الشمس مِثل دائمًا " طَلب و الترجي واضح مِن عيناه

تَغير التَمِسك، تشابكت أيديهم و طال النَظر، عيون ناعسه رموشه طويله في نهايتها خَط أسود و عيون حاده أسفلها تَعب السِنين

يوسَع عيناه الناعسه، يُفسح لهُ مَجال لـ يَترك تَعبه بين رُموشَه

أخترقت أصابعه الضخمه شعرات الأصغر، و حاولت تلك الأصابع أن تَحفظ مَكان كُل شعره فـ هوَ عالم أن عِندما تُحب شيء ما فـ هو زائل لَا محاله !

لا يَنفع رجاء و لا دموع و أن أستعملتها كـ جدران تَمنع مَلك الموت مِن الأقتراب مِنه

أستاء مَلك الموت؟ أستاء مِن خطئ يقترفه المخلوق كي يَسلبِه كُل ما يَحُب !

رأيت محبوبي مُطمئن كما لو كانَ يمتلك القدر في جيبه، فَـ مَشيت على أوتار شعوره

ليس كَلـ القصص الرومنسيه في الكُتب ولا كـ كَذب الشُعراء و قد لا يكون الساحر قَيس و لا يكون فتى الصحراء ليلى

و لكنهُ العِشق يَشع و يتفرع على شَكل أجنحه سوداء، يُعري روحه أمام ساحره و يَنبس " كُنت أعلم مِن لقائنا الأول أنك مُعجزه " و أكمل و بحته تسوء " أنِتَ مُعجزتي "

و عِندما تَخجل القلوب، تَصمت الكلمات

يداه الصغيره ضِد وجنتا ساحره، وجنتين خاليه مِن اللحم خلفها، الأجِنحه عَانقته و لَكنَ عيناه الحاده لمَحت طاقه شريره في المَكان

طاقه تَحمل رساله، و بـ لَمح البصر تغير مكانهم

< الكهف >

يُدلدل قدماه أمامًا و خلفًا يَنظر وجبة العشاء التي سـ يطهيها ساحره

.
.
.
.


و عِند جوهرية مبصرتاه خسرت، خسرت و رميت نفسي في جَهنم ( حُبه ) أنا مُذنب و أنت أجمل ذنوبي و باقي ذنوبي هيَ قُبلي الرَطبه لَكَ

قرأ السطور هَذه و لَم يَكون يُمانع أختلاف الحقيقه، و عاد إلى المَطبِخ بذات الإبتِسامه ! ليس كما لو لَم يَكُون يَقرأ مُذكرات ساحره..

ذي نهاية الروايه..

🎉 لقد انتهيت من قراءة رِمال الحُريه 🎉
رِمال الحُريهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن