إنّشقاق

1.5K 40 6
                                    







لا كلمات خارجه مِن ثغر أحدهم فقط صوت تحركات تلك اليد الثقيله التي تُخرج عُلبة دُخان مكتوب عليها عدة تحذيرات

رِمال الصحراء ترتفع و تتطاير مُحلقه، ذرات صغيره تدخل في شقوق عيناه

لملم يداه و فركَ عيناه، شتم تحت لسانه ذلك الغبار الاحمق و تراجع للخلف

وطأت قدمه على بِركه، ارتفع حاجبه مِن الاستغراب و نَبسَ
" ماء؟" عندها فقط! عندها فقط أدرك أن عينان الاكبر لَم تُغادره

أمسكه مِن ياقته، اليد التي تضاهي حجم خصره، أمسكت بهِ أقربتهُ و تبادلا الأنفاس

يخجلُ القمرُ مِن ماذا يشهد، و تخجل الشمس مِن ماذا تُخفي

و الدقيقه حلى عليها الزمان، تجمد الوقت بينهم، تـ دغدغت مَعدته، و مَعَ كُل ثانيه عقلهُ يُكرر! يدُ ملاذ تحاوط خصرك!

" رمشه صغيره أسفل جفنك" برر ملاذ سبب قُربه المُفاجئ

بـ خشونة يده تلك أزاح الشعره، ذلك التلامس الطفيف، الشبه معدوم بث إعصارًا غير مفهوم في نَفسِ الصبي

التفت الأكبر لـ يُغادر و يعود الى حِصانه، باغته و سحبَ السجاره! وضعها في داخل ثغره، أغلق شفتاه الكرزيه المُنتفخه و أستنشق الدُخان

طاقة الأكبر تغيرت، أنهُ مُختلف عَن أسلوبه البهيج بجانب الناس، أيسحب دُخانه دون رغبه في أن يأخذ شيئًا غير الدخان؟

يتمسك بهِ، يتمسك بـ الشعور المؤقت، شعور أن تبقى جُثه طيلة حياتك و يأتي بعدها موجاً يُحركك! أنهُ بهِ لا قابض!

الحصان نده، و لبى صاحبه النداء

" وين بتروح طفشان خذني معاك " تكلمَ ياسر و مِن دون أن يأخذ أجابه ركَبَ خلف ملاذ ، و أتمسك بـ خصره

تصفيره قويه جعلت الخيل يتحرك بـ اقصى سُرعته نحو المجهول

شدَ على ملابسه، و تلامسة ايديهم و مُجددًا يدان الأكبر خَشنة الملمس

حتى وصلا إلى مُقعهم، تَرجلَ ملاذ و بعده سالم الذي تبعه و الفضول يعتريه، نحو كهف وضحت معالمه في كُل خطوه يخطوها

تدفق الخوف في جفونه المُتعبه، الساعه الثالثه فجرًا، و ملاذ أختفى فقط غُباره الباقي، تبعا الصغير قلبهُ

خطى على عتبات الدرج الذي يطل على فُتحة كـ نافذه لـ السماء  و عِندَ رؤية ملاذ قالَ " تتحرك مني و مناك على كيفك تستعبط تفكر انك لوحدك؟ ترا في واحد معاك!"

رِمال الحُريهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن