رِمال الحُريه

مَشاكِل في الثَقه

خَرَجَ مِنْ دُورِهِ الْمِيَاهِ وَهُوَ يُبَعْثَرَ شَعْرِهِ، فَاضَتْ عَيْنَاهُ تَدْرِيجِيًّا، حِيرَةٍ الْقَدْرِ تَجْتَل فِي ضَعْفِ إنْسَانٍ حَاوَلَ أَنْ يَكُونَ صَالَحَ

كَانَتْ حَيَاتُهُ أَقَلَّ مِنْ عَادِيَةِ، يَرْعَى الْأَغْنَامِ وَ الْجَمَّالِ فِي بَيْتِ جَدِّهِ وَ يَذْهَبُ صَبَاحًا إلَى الْمَدْرَسَةِ، فَاقِدِ لِـ وَالِدَتِهِ وَ الْأَبِ الَّذِي تَقَطَّعَتْ سُبُلِ الْوِصَالِ بِسَبَبِ إهْمَالِهِ

أَوْ رُبَّمَا هَذَا مَا كَانَ يَعْتَقِدُ . .

رَمَتْ لَهُ قِنِّينَةٍ مَاءٍ، رَاقَبَهُ تُفَّاحَةٍ ادَمَ تَتَحَرَّكُ وَهُوَ يَبْتَلِعُ جَرَعَاتٍ مُتَتَالِيَةٍ، مَسَحْت فَوْقَ ظَهْرِهِ، تَبَدَّلَتْ نَظَرَاتُهُا مِنْ دُفِّئ إلَى خَوْفِ

عُرُوقِهِ بَرَزَتْ وَ ثعُبان يُحَاوط رَقَبَتِهِ،مُبْصِرَتَاهُ كَـ لَوْنُ جِلْدِهِ سَوْدَاءَ

تَحْدِيدًا هُوَ ثُعْبَانٌ الْكِوَبَرَأَ، ضَخْمَ الْحَجْمِ وَ شَدِيدٍ السُّمِّيَّةِ، وَ لَكِنْ لَيْسَ مَا أَخَافُهَا هُوَ كَوْنُهُ يُحَاوطه، بَلْ تِلْكَ الزُّمُرُّدِتين، ثَقْبٌ أَسْوَدُ يَتَضَخَّمُ فِي عَيْنَاهُ النَّاعِسِه

يَبْلَعُ نَفْسِهِ، أَدْرَكْتُ هِيَ لَحْظَتها إنْ الْحُزْنِ أَقْوَى الْمَشَاعِرِ

سَحَبَته إلَى حِضْنِهَا فِي عَنَاقٍ طَوِيلٍ، وَدَّتْ لَوْ كَانَ عَنَاقٌ سَرْمَدي وَ كَانَ هُوَ خَالِدُ، انْتَقَلَ الْحُزْنِ لَهَا، فَـ بِيَدَيْهِ الصَّغِيرَةِ يُمَثِّلُ دَوْرَ الْكَبِيرِ

يَلَمْلَمُ خَوْفِهَا،قُفْزَت فَكَرِهَ فِي عَقْلِهِ! لَمَا هُوَ الْمَسْؤُولُ فِي كُلِّ عَلَاقَاتِهِ؟ لَا يُفْهَمُ طَرِيقِهِ سَيْرِ الْكَوْنِ، وَ لَا يُفْهَمُ أَيْنَ سِرْبِهِ أَلْحَانِي

وَ مَتَى تَنْقَضِي سِنِينَ الْجَفَافِ، ظَنَّ قُبِلَا إنْ أَعْطَى الْحَبِّ سِـ يَعُودُ لَهُ أَضْعَافَ، كَانَ يُقَبِّلُ جَبِينِ جَدِّهِ، يَهْتَمُّ بِـ مَوْعِدٍ أَدْوِيَتِهِ

وَ يُضْغَطُ عَلَى نَفْسِهِ كَيْ يَحْصُلُ عَلَى دَرَجَاتٍ عَالِيَةٍ تُجْعَلُ وَالِدِهِ يَفْتَخِرُ بِهِ

الِاسْتِمَاعُ الْعَاطِفِيِّ لَيْسَ فَقَطْ بِالْكَلِمَاتِ، فَـ حَتَّى الطَّاقَاتِ تَسْتَنزف

لَيْسَ جَيِّدًا كِفَايَةٌ، لَيْسَ جَيِّدًا كِفَايَةٍ، رَفْرَفات عَنِيفَةٍ تُدْفَعُ الْهَوَاءِ مِنْ جَنَاحَيْنِ خَارِجِينَ مِنْ ظَهْرِهِ، نَظَرَ لَهَا نَظَرُهُ أَخِيرَةً وَ الْكَسْرِ وَاضِحًا عَلَيْهِ