الجزء الأول

512 5 1
                                    

مرحباً ، أنا فاطِمة ، عمري الأن ثمانٌ وعشرين عاماً ، إبن بعلبك ، لبنان وهذه قصتي

اليوم ٣٠ حزيران ٢٠١٣  آخر يوم في امتحانات البكلوريا ، إستيقظت متأخرة كالعادة مدرستي بعيدة نوعاً ما، كنت متوترة جداً وعادة قضم أظافري السيئة سيطرت علي

خرجت من غُرفتي ، بيتنا كبير نوعاً ما نحن خمس صبيان و فتاتين مع امي وأبي وزوجته
بيت عائلة " دار "
حين وصلت المطبخ كان الصراخ مرتفعاً بين أختي مروة و أخي عُدي و الأخير يضرب الطاولة بعزم
" هل زواج بيتم اذا طلعتي مننا اذا بدك عمر انسي اهلك واخواتك انسيني انا "
مروة :" عم تكسر راسي يعني !! طيب رح أخذه غصب عن الكل ما تفكر اني رح اتخلى عنه خففو رجعيه وطائفية و تخلف شوي "

عُدي :" تخلف و طائفية قلتيلي يا اختي يا نور عيني لبياخذ من غير ملته بيموت بعلته ، عمر شب بيجنن بس اهله اهله ما بدن ياكي فيقي كرمال الله "

أشاحت بوجهها عنه وشعرها الطويل انتفض مستفزاً أخي فأمسكها من شعرها
عُدي :" ماشي يا مروة يا راسك يا راسي بهل بيت "

في هذا الوقت امسك أخي حيدر يدي و ابتسم في وجهي بتكلف ، و شدني بعيداً عن الشجار

حيدر :" فطومي جاهزة ؟"
اجبته ايجاباً ، فأردف قائلاً

حيدر :" انسي كل هل عجقة وكل شي ركزي بإمتحانك كله بيتحل المستقبل فاتح ايديه الك وانتي تعبتي كتير لوصلتي لهون خلينا نمشي عبكير لما تتأخري "
هززت رأسي ولحقت به لكن عقلي كان عند أختي الوحيدة التي كانت بعنادها فريدة جداً و عدي متعلق بها كأنهما توأم يريد ردعها ولا يقوى على إيذائها

نزلت على الدرج و التقيت بأخوي زياد و حمزة ذاهبين لعملهم تمنوا لي حظاً سعيداً و طلبوا مني أن أركز جيداً في الامتحان  إبتسمت لهم و ركبت السيارة

حيدر وضع دعاء الصباح بصوت ميثم التمار كان عذباً جداً و راح يتمتم معه مررنا من أمام دار عمي اطلق زمورين من السيارة فطلت عليه سارة خطيبته الجميلة إبنة عمي قصة حب عنيفة تجمعهما منذ الطفولة ارسل لها قبلة و هي ارسلت من شباك غرفتها قبلات و وعدها انه سيعود و انطلقنا ....

وصلت الى المدرسة ثانوية شمسطار الرسمية ، كان الدرك يحيطون بالمدرسة شكلهم بالسلاح مرعب انزلني اخي امام باب المدرسة وأخبرني انه سيعود عندما انتهي وانتظر حتى دخلت المدرسة وانطلق

جلست في موقع جلوسي قرأت الفاتحة واستلمت الامتحان الجميع كان مرتبكاً لكن أنا حضرت جيداً ، هدفي تحقيق حلمي أريد ان اصبح معالجة فيزيائية في قريتي التي تفتقد لمعالجة إمرأة

أنا ابنة الريف أي شاب او شابة نال شهادة جامعية نزح الى بيروت واستقر بها
لكن هدفي غير ذلك اريد أن اساعد النساء هذا حلمي و طموحي
حللت الامتحان بسهولة و في الفسحة قبل إمتحان الفيزياء كنت اراجع ذهنياً القواعد كلها وحدي على مقعد تحت شجرة التين في الملعب

حَياةُ فاطِمة Where stories live. Discover now