الجزء الثاني | الفقدُ الاول |

171 2 0
                                    

الزمان : كانون الثاني ٢٠١٨
المكان : بيت جدتي ، حربتا

صدَام : " أنا بس بدي إفهم شغلة ، انتي ليش قاتلة حالك لتشتغلي ، فاطمة اذا ابوكي او اخوتك مقصرين معك بالمصاري أنا موجود اسحبي وما تخبريني "

أنا:" القصة مش قصة مصاري انا تعبت و تغربت وعنجد بذلت كل طاقتي لحصل هل شهادة و اوصل لحلمي على حظي البلد خرب و بطل في وظايف ،واذا لقيت بيكون عيادة مختلطة و .."

قاطعني بنبرة حزم

صدام:" تكمليش حكي السيرة بتستفزني شغل في دكر واحد ما في "

انا :" يعمي شو عم احكي صيني مهو هيدا لواقعة فيه شغل متل ما بدي ما في شو سوي !!! "

نفخ دخان سيجارته وقال لي

"اتركيها على الله ، بتنحل تخافيش "

تأفتت في وجهه فمازحني بكفٍ على خدي

"خلص وج السعد برم بوزه هلق "

ضحكت بسبب تكشيرة وجهه ثم قاطعتنا زوجته التي أحضرت الشاي و جلست

صدام:" سمورة حبيبتي ، انا مضطر انزل عندي شغل اشربوا شاي انتو وتونسوا مع بعض "

طبع قبلة على خدها ثم قبل رأسي و خرج

صدام ، خالي الصغير يكبرني بثلاث أعوام فقط ، كيف لا أدري لكنه الطفل الغلطة الذي يأتي على كبر

لطالما تعلقت به منذ طفولتنا كيف يا ترى ؟

جدي توفي و جدتي حامل بصدام ، و قد قٌتل جدي في الحرب الاهلية ، فقدت بعده جدتي صوابها و أنجبت الطفل ولم تكن قادرة على العناية به

تكفلت به أمي لأنها اخته ولم ترد ان تربيه زوجات خوالي فهن لن يحتملن طفلاً اخر مع اطفالهن ، لكنه في النهاية اخوها

ابي رجل مقتدر مادياً جداً، ولم يمانع للحظة تربية خالي

صدام شابٌ طويل ، أسود الشعر عريض المنكبين ، عيناه كعيون عشيرة امي ، خضراء بلون سهل البقاع كحيلة ناعسة

أبيض البشرة لم تطبعه شمس ارضنا بالسمار ، مليئٌ بالوشوم تقريباً يوشم كل ذكرى أثرت في حياته على جسده

طباعه حادة جداً ، له هيبة و وقار كجدي تماماً
قليل المزاح صوته في العتابا و المواويل جميل جداً

حنون ، لا يظهر حنيته أبداً ، عمله أولى اولويات حياته

هذا خالي بطل من أبطال قصتي ...

عدت للمنزِل ، أُبشركم ، ثلاث نساءٍ حوامِل ، الهرمونات الانثوية اغرقت من في المنزِل ، عدُت لغرفتي لسريري و كتبي أغرقت نفسي بهم كارهة روحي

أن تتعب لأجل الشيء ولا تصل له أمرٌ كريهٌ جِداً
وأنا أتابع قراءة كتابي "همت " سمعت طرق الباب وقبل أن أقول تفضل فتحت زينة زوجة أخي الكبير زياد ببطنها الذي يكاد ينفجر الباب و قالت بصوت متقطع

حَياةُ فاطِمة Where stories live. Discover now