الجزء السادس | بداية أخرى |

88 2 0
                                    

الزمن لم يتوقف ، بل إستمَرت عجلته بالدوار يوماً يتلوه يوم
أسبوعٌ يتبعه آخر ، تشافت أغلب جروح جسدي لكن الجُرح النَفسي كان في منتصف جسدي يمزق معدتي تارة و قلبي أخرى
حاولت العودة لحياتي الطبيعية
أن أعود كما كنت ، فاطِمة القديمة دون عُقدٍ ومشاكل
الفتاة التي كانت تجري حافية القدمين خلفَ البط في البستان
تلك التي تنثر شعرها على العشب الندي
لم أعد كذلك
اول ما انتقمت منه هو شعري ، الشعر الذي كان يتدلى لخاصِرتي بات يُحد بأذني
أهملت نفسي وصَحتي نحفت حتى صار وزني أربعين كيلو
إعتزلت صديقاتي وحتى إخوتي لم أستجب لمحاولات أي منهم في إبهاجي

عمل بيت نوم عمل بيت نوم عمل بيت نوم
كانت تمر أيامي كالليالي لم يكن فيها شيء مميز ، شهور من عمري وماذا الآن ؟ لا شيء فعلياً
كنت في حال ضياع زادها الطين بلة نوبات الألم في رأسي والإغماء المكرر

بعد أن مررت بحالتي إغماء إحداهم كادت تقتلني إذ أصابتني وأنا أترجل من الحافلة فوقت في الطريق مغشياً علي
ذهبت بعد كل هذا الى الطبيب الذي طلب صورة MRI لرأسي وأخذ تاريخي المرضي و حالتي وما أصابني

كنت مع أمي عند الطبيب وكنت أتوقع أن الأمر سيكون بسيطاً ربما إجهاد أو الامر نفسي ليس الا

لكن ..

الطبيب :" فاطمة طلعت الصور انتي فحصتي حالك بعد الحادثة ؟ "

أجبته :" فحوصات المستشفى مش أكتر وقتها ما تابعت الموضوع "

الطبيب :" طيب ، خير ان شاء الله ، فاطمة انتي عندك نقطة دم على الدماغ "

الصدمة على وجهي وعدم الإستيعاب على وجه أمي واضح

أكمل الطبيب :" بدنا نعمل فحوصات أكتر ، وعلى أساس الفحوصات منشوف شو بدنا ناخذ علاج او عملية "

أجبته وأنا اقف :" يعطيك العافية دكتور ، شكرا "

وخرجت تاركة امي تكمل إستفسارها منه
دخلت السيارة وانفجرت بالبكاء ، ما ذنبي ما الذنب الذي اقترفته لأصاب بكل هذا !!!

حاولت إستجماع شتات نفسي قبل ان تراني أمي هكذا
كان الأمر صعباً

دخلت أمي السيارة ولاحظت احمرار عيني
امي :" ما تخافي الها حل ان شاء الله ما تخافي كله بإيد الله "

أجبتها بإحتقان وصوتي يرتجف :" ليش الله عم يعمل فيي هيك كل عمري ماشية جنب الحيط ليش "

نظرة الرحمة والشفقة على محيا أمي :" ما تقولي هيك هيدا كفر يا تقبريني ، كله بينحل بإيده المرض ، وبإيده الشفاء "

لم أعد لأناقشها كنت غاضبة من كل شي من نفسي من احمد من أهلي حتى من الله !!

وصلت البيت وركنت السيارة و خرجت الى غرفتي مسرعة دون إجابة أحد

حَياةُ فاطِمة Where stories live. Discover now