افعلُ ماذا؟
ولم اكن اعلم ما يقصُد. جلست بجانبه ليُشير باصابعه الى الارضيهماذا يعني ذلك؟
سألته، ولكنه ضحك فورا، وضحك بعُلو. وتخللت ضحكته بعضاً من سُعال التعب. لكنه بعد ذلك قال يعيدُ شعره الى الخلفهذا، اقصد التعامُل بلُطف مع كل شيء
ولما انتبه الى ابسط تفاصيله؟ فأنا في تلك الثواني اللتي مرّت.. حسبتُ عدد المرات اللتي رمش فيها، وعدد المرات اللتي امسك بأذنيه، وعدد المرات اللتي سحب بها كمّيه، وتلك اللتي عض فيها شفتيه. ولحظة، لما يعضُ شفتيه؟ ولما بدأت اعض شفَتيَّ أنا حين رأيته يفعلها؟هل عاملتُك بلُطفٍ تواً؟
وهز رأسه.اجل، خِفتَ ان اتزحلق فمسحت البلاط. هل يفعلُ الملوك هذا عادة؟
بدا الصوت ناعماً اكثر من المُعتاد، كأنه يتمتمُ حتى بعد ان توقف فمه عن الحديث. والتعيس في الأمر، لما. احفظُ. نبرة. صوتهِ. انا؟ ولما اعرف متى يكون ناعماً ومتى يكون لا؟ ولما، مقارنةً بكل اللذين رأيتهم، هو الوحيد اللذي يروقني بهذا الشكل؟ تروقني حقاً يديه. ويروقني وجهه. تروقني شفتيه، ويروقُني هذا الصوت الناعم. اريده ان يتحدث دائما بهذا الشكل، ان يتدلع عليَّ بكل هذا الحنان. اريده حقاً، ان يستمر في النظر ناحيتي، او ان يجعلني استمرُ في النظر اليه. ولكن، اليس غريباً ان اُفكر به بهذا الشكل، بهذه السُرعة؟كلا
ادرت وجهي الى الجهة الاخرى. ماهذا؟ الزاويةُ فارغة؟ هل انا احاربُ نفسي؟ ولكن ماذا يحصل؟ ولم انتبه على نفسي مجدداً حتى شعرت بيديه على وجهي، وبلحظة، ادار وجهي الي قائلالا تنظر الى تلك الزاوية، ولا ذلك الجدار، الم تُلاحظ نفسك تنظر اليهما كثيرا؟
وأضاء داخلي شيءً شديد الغرابة. لا اريد ان اشعر به. ولا اعلم كيف اتوقف او كيف اخلعه مني. او اخلعَ نفسي مني. ولكنه غريب، غريب ان انظُر الى عيونه بهذه الطريقة، وغريبٌ ان اناجيه، وغريبٌ ان يعرف بهذه السرعة، ويلاحظ، بأني انظر الى تلك الزاوية. وافكر. هل لاحظ ما افكرُ فيه كذلك؟ ام انهُ يقرأُني. وكيف له ان يُمسك وجهي بهذه اليدين..لاحظتُ اجل، ولكني لا استطيع التوقف عن فعلها؟ كيف لي ان اف—
ابقهم هُنا
وقطعت حديثي بنفسي، ذقت ذرعاً منه يبتعد. لا اريد ان يُبعد يديه. اريدها ان تبقى على وجهي. والصبي، كأنه انفزع مني ولكنه لم يتحرك، وابقى يديه، لكنه لم تمضي حتى خمس دقائق ليبعدها بهدوء ويدلِّكَ كتفه
كأنه شعر بالتعب. ولازلت انظر اليه، لما انظر اليه طوال الوقت؟