الفصل الأول... العودة من جديد

142 9 6
                                    

كيف؟! كيف حدث هذا؟! تلمَّستُ وقرصتُ نفسي لأتأكد، لكن..


«لقد عدت لواقعي؟!»


كنتُ جالسةً في ذلك السرير المهترىء والمتزعزع، مازلتُ في حالةٍ من الصدمة وعدم التصديق لما جرى
توَّاً!!

تجوَّلَت عيناي في المكان.. كلُّ شيء في مكانه وعلى حاله، كما لو أنِّي نمتُ لساعتين فقط وليس لثمانية عشر عاماً، الغريب في الأمر أنَّ ذكرياتي عن ذلك العالم لاتزال حاضرةً في ذهني، لا وقد استحضرتها كمن يتذكر قصةً أو فلماً ما، لم أصدِّق أنِّي كنت أعيش بين هذه الجدران القذرة وفي لحظةٍ سابقة كنتُ محاطة بالترف على أنِّي "أثاناسيا"...

«سحقاً لذلك العالم المجنون!»

«سحقاً لتلك القصة اللعينة!!»

«سحقاً...... لك يا كلود!!»

تحدَّثتُ مع نفسي وشتمتُ كلَّ شيءٍ تقريباً وأنا في طريقي لأرمي الرواية في الحاوية، لم أتحمَّل رؤيتها على مكتبي لثانية واحدة أخرى... حتى وإن كان ذلك محض حلمٍ أو لأصحح قولي.. كان كابوساً!!

...

الطريق مظلمة للغاية! بئساً!!

بالكاد تعرفت على الطريق، فقد كانت حوالي الواحدة بعد منتصف الَّليل.

من الخطر خروجي بهذا الوقت عليَّ العودة الآن!

مهلاً..ماهذا الَّذي

شيءٌ ما لاح في الأفق بعيداً، لكنَّه كان يقترب بسرعةٍ مهولة! كلُّ ما استطاعت عيناي تمييزه هو نورٌ ساطعٌ.. إنَّهُ قويٌّ لدرجة شعوري بأن الصباح قد أطلَّ لوهلة، ماكنت لأقول أنَّهُ سيارة فأنا في زقاق ضيق.

أردت الابتعاد، لكن حركتي كانت ثقيلةً لسببٍ ما، ثمَّ فجأة دغدغ أذني نفسٌ قريب يهمس بها..


〰〰〰〰〰〰〰✺〰〰〰〰〰〰〰

/ ˝لم يقدَّر لكِ أن تكوني أثاناسيا!! \

 ┛مُقَدَّرٌ لِي أَنْ أَعْلَقَ هُنَا┏حيث تعيش القصص. اكتشف الآن