4| لقاء

63 9 4
                                    

يُقال ان عذابات الإنسان بدأت حين أراد لمس الأشياء التي تثير فضوله لذا ابتعد عنها قدر المستطاع فقط ابتعد
.
.
.
.

صبيحة يوم الأحد ، مايعني انه مر قرابة اليومين على رحيل والديها ، اما إلينا فقد غادرت ليلة البارحة لتبقى ايفيلين وحيدة المنزل تحاول استرجاع عافيتها لتعاود الانضمام الى الأكاديمية

'مرحبا سيدي الضابط...نعم لقد اتممت كل الأوراق....فور انتهاء فترة العلاج سيدي....حاضر'

وضعت ايفيلين الهاتف متنهدة من نبرة الضابط الغاضبة ، هو مزعج للغاية ، متسلط و مغرور و يظن ان المتدرين عبيد له

جلست ايفيلن على طاولة المطبخ اغلقت النافذة باحكام تقي نفسها من برودة الجو ، وضعت أمامها عصيرا و مقرمشات البطاطا وشمرت على يديها لتفتح كراستها التي كادت تكون صديقها الاقرب

"لنرى مايمكنني تذكره الان....هيا ايفيلين حاولي حاولي..."

كانت ايفيلين قد أضافت الى هته الكراسة تفاصيل اخرى إما راودتها في أحلامها او لقطات راودتها في يومها كأحلام يقظة ، مما جعلها تحاول ان تستحضر هذه الذكريات و هي مستيقظة ايضا

يئست ايفيلين فرمت القلم و اخذت تعيد قراءة ما كتب على الكراسة

•طفل صغير (لا اعلم من هو بالضبط)
سيما (زوجة صاحب هذه الذكريات)

• ع ب ي د ي ر (حروف عشوائية لم اعرف معناها)

•زر بوابة في الارض تحت اعشاب

• 15 دقيقة

"اااا لقد قررت الذهاب وراء هذا التيار ، يجب ان أعرف ما يحدث لي "

استقامت ايفيلين من مضجعها قاصدة غرفتها لتغير ثيابها من ملابس نوم لطيفة خفيفة تناسب دفئ المنزل الى اخرى ثقيلة لتناسب برودة الخارج ، كنزة صوفية بيضاء اللون و سروال أسود مزركش بتطريزات ظريفة ، معطف ابيض من الفرو و شال والدها الازرق الذي تركه قبل رحيله قبل يومين

اخذت حقيبة عشوائية وضعت كراستها و القلم بداخلها دون الاكتراث للمحتويات السابقة وغادرت المنزل مسرعة لمحطة القطار

ركبت ايفيلين القطار لتجلس في احد المقاعد بجانب النافذة ، كان القطار فارغا تقريبا ، في هذه الساعة الكل في عمله مشغول

"هلا توقفت هنا سيدي؟"

لمحت ايفيلين لافتة مخطوط عليها "شارع شيربوك" كان يبدو شارعا عريقا و لا يسكنه الا اصحاب الطبقة المخملية وهذا راجع لتلك المباني الشاهقة الجميلة

ذكريات من هذه ؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن