3| عالمين مختلفين

60 9 7
                                    

وضع فراس كفّه على صدره وتنهّد ، ثم قال : "الثورة يجب أن تبدأ ها هنا"
و قد صدق فِراس بطل رواية 'اين المفر' كل ثورة تبدء من الفؤاد ، كل فكرة و شعور وليده القلب ، و كل ذكرى مقبرتها هذا النابض وسط الصدر...
.
.
.
.
.
.
.
.

في غرفة ايفيلين ، الغرفة قديمة الطراز ، غلب عليها الطابع الكلاسيكي ، ميّزها سرير كأنه ملكي من كثرة الوسائد الحريرية المتواجدة عليه

تتوسطه هيئة ايفيلين المتعرقة ، على ما يبدو انه كابوسا آخر غزى منامها ، اشتد عليها الحر و عاد وجهها يغلفه احمرار كبير ، عيناها تدمع و الكثير من العرق يتقاطر منها كان كفيلا بجعل خصلاتها الشقراء تبتل منه

يدها اليمنى تضعط على قلبها و يدها اليسرى تضغط بدورها على ملاءة السرير
.
.

"هذا يكفيييي"

صرخت ايفيلن تزامنا مع استيقاظها من نومها ، دخل الغرفة كل من والديها و إلينا مستفسرين سبب صراخها

"ايفيلين انت بخير ؟؟"

سألت كاثرين بقلق واضح و قد باشرت بصب الماء في الكأس الموجود في المنضظة بجانب السرير

اقترب والدها و حاوط وجهها قائلا

"انت لست بخير هذا ثالث يوم تستيقظين فيه فزعة"

"لا اعلم ما هو هذا الحلم الذي أصبح يطاردني"

"الا يكون له علاقة بقلبك الجديد؟"

أردفت ايلينا التي اتخذت مكانا بجانبها على السرير تجمع خصلات شعرها المبلل عن وجهها

"تشه ما شأن هذا بذاك ، انتم تبالغون يا رفاق انها مجرد كوابيس فقط "

"افكر في البقاء معك حتى نهاية الشهر القادم لنرى صحتك"

"ابي اخبرتك الا تقلق علي ، لا أصدق انك ستوقف عملك كله لأجل حلم سخيف"

"ماذا لو تفاقم الوضع ؟"

"الى اين سيتفاقم مثلا ؟ بالإضافة ان شركتك يا والدي بدون مدير و لا مسؤول ، اذا بقيت الى آخر الشهر ستخسر الكثير بدون سبب ، و ماذا عن مشتلك يا أمي ؟ زهورك المسكين ستموت حتما"

"اششش لا تتفوهي بهذا الكلام السيء على صغاري"

"لو كان لدي اي شخص أئمنه على شركتي ما كنت برحت من هذا المكان"

"اييي اخبرتكما ان تنجبا لي طفلا صغيرا لكنكما تجاهلتماني"

"لقد طال لسانك يا هذه ، ما رأيك ان تأتي معنا ؟"

ذكريات من هذه ؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن