منذ أوّل حديث بينَنا أدركت أنّني لَن أنجُو منك..
...
بِـ.. بِحَقِّكِ، مِينْهُو، أَرْجُوكِ تَوَقَّفِ!
أَلَا تَسْتَطِيعِ أَنْ تَصْمُت؟ هَلْ تَريد مِنِّي أَنْ أَجْعَلَكِ تَصْمُت فَشَيْءٌ آخَرُ ؟ لَنْ يُعْجِبَكِ صَدِّقِني، عَزِيزَي هَان.
هَاه؟! لَكِنَّنَا فَقَطُ أَصْدِقَ..-
وَضَعَ مِينْهُو أَصَابِعَهُ عَلَى فَمِ هَان الصَّغِيرِ الَّذِي كَانَ يَطْلُبُ مِنْهُ أَنْ يَتَوَقَّفَ... -
هَذَا أَفْضَلُ.
بَدَأَ هَانٌّ بِالْبُكاءِ، دَفَعَ مِينْهُو مُحَاوِلًا إِبْعَادَهُ، لَكِنْ لَا جَدْوَى. أَصْبَحَتْ سَاقَاهُ مُخَدَّرَتَيْنِ لِأَنَّهُ كَانَ يُحَرِّكُهُمَا كَثِيرًا وَهُوَ يُحَاوِلُ دَفْعَ مِينْهُو بَعِيدًا. لَكِنَّ هَذِهِ الْمَرَّةَ، دَفَعَ هَانٌّ مِينْهُو بِكُلِّ قُوَّتِهِ!
ابْتَعِدْ عَنِّي أَيُّهَا اَلمُتَحَرِّشُ!
رَكِضَ هَانٌّ نَحْوَ الْبَابِ لِيَفْتَحَهُ وَيَهْرُبُ، وَلِحُسْنِ حَظِّهِ تَمَكَّنَ مِنْ فَتْحِهِ سَرِيعًا، وَفِي آخِرِ لَحْظَةٍ كَانَ مِينْهُو سَيُمْسِكُ بِهِ، وَلَكِنَّهُ فَشِلَ؛ كَانَ هَانٌّ الصَّغِيرُ اَلمُتَهَوِّرُ سَرِيعًا جِدًّا.
رَكِضَ هَانٌّ بَعِيدًا، لَكِنَّ فِيلْكِسَ وَسُونْغْمِينِ وَآيَانَ كَانُوا فِي حَالَةِ اسْتِغْرَابٍ.
م-مَهْلًا هَان!
لَمْ يَسْتَطِعْ إِكْمَالَ جُمْلَتِهِ لِأَنَّ هَان تَرَكَهُمْ وَرَكِضَ سَرِيعًا.
رَكِضَ هَانٌّ فِي الشَّارِعِ وَهُوَ يَرْتَجِفُ مِنَ الْخَوْفِ، يَتَنَفَّسُ بِصُعُوبَةٍ، وَتَوَقَّفَ قَلِيلًا لِيَسْتَقْبِلَ سَيَّارَةً تَعِيدُهُ إِلَى مَنزِلِهِ لِيَطْمَئِنَّ عَلَى وَالِدَتِهِ. لَقَدْ كَانَ خَائِفًا جِدًّا وَيُرِيدُ العَوْدَةَ.
وَصَلَ إِلَى مَنزِلِهِ مُسْرِعًا، فَفَتَحَ الْبَابَ وَأَغْلَقَهُ سَرِيعًا.
كَانَتْ وَالِدَتُهُ جَالِسَةً فِي غُرْفَةِ اَلاِسْتِرَاحَةِ، وَعِندَمَا رَآتْ ابْنَهَا خَائِفًا وَيَرْتَجِفُ، سَأَلَتْهُ:
"هَانٌّ عَزِيزِي؟ مَاذَا بِكَ؟ هَلْ حَدَثَ شَيْءٌ؟"
ل-لَا شَيْءَ يَا أُمِّي!