الفصل الثاني: إستراحة قهوة و صديق قديم

27 6 7
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم
ـــــــــــــ
خطف لون العامل وشحبت نظراته قبل ان يتحدث اي شيء بشفتيه المرتجفتان ناداه مدير المطعم بما أن وقت الاستراحة قد نفذ لكنه لم يكن قد اعطى أي معلومة لسؤال (أرلين) فأخذ الأخير يملأ بنزين سيارته، ثم دلف إلى المطعم صوب شراء كوب قهوة مثلجة ووضعه داخل الحقيبة الحافظة للحرارة في سيارته وقهوة امريكانو تحديدا ليشربها الان مع قطعة دونتس.
• جلس على طاولة الطلبات ليتناول طعامه حتى سمع صوتا مألوفا يصدر عن زبون آخر في المقهى المصغر هذا، التفت ليقابلها:
[أرلينجتون]:
-«يا محاسن الصدف! كيف حالك (سكاي)؟ منذ زمن لم ألتقيك».
ردت المعنية بابتسامة واسعة تزين ملامحها اكثر :«اوه، مرحبا (أرلان)، انا بخير ماذا عنك؟ سمعت أنك الرئيس التنفيذي لأكثر علامة ملابس  تجارية شهيرة أبتاع منها بأعلى جودة، أليس كذلك؟»
-اجابها مع ابتسامة وعينيه يلفان المكان من الإحراج:« بالطبع، إنني كذلك، منذ حفل التخرج من الثانوية لم نلتقِ، ماذا حصل معك؟». باتت القهوة تنال اهتمامي، علي المجيء للمقهى كل عطلة هنا.
-«اوه، نعم مر وقت طويل حقا، انا اعمل كمحققة الآن وأخذت إجازة للتنزه قليلا مع أصدقائي من المؤكز وثانوية الفنون»-قالت ذلك براحة لانني أعرف كل هذه التفاصيل بما أنها كانت أهدافها من الثانوية-
-«ثانوية الفنون؟ أكثر ما كنت تودينه في صغرنا اليس كذلك؟»-تساءلت بإعجاب-
-«بصراحة لا يهم العمر، المهم عدم فقداني لشغفي كموسيقية ورسامة».
-«معك حق كالعادة»-أرى على وجنتيها احمرارًا خفيفًا حاولت إخفاءه بخصلات شعرها البنية الداكنة كعينيها الترابية-ثم أكملتُ أنا:« أنا أيضا في إجازة على أية حال ونستطيع التسكع كالأيام الخوالي، هذا ان لم تكونِ مشغولة طبعًا؟»
-«لا بالطبع يمكننا التسكع، لكن غدا رجاءً، لانني وعدتهم باليوم بأكمله معهم كوني لا اجد الوقت للتسكع، تعرفني حين أفي بالوعود»
-«بالطبع، خذي راحتك، هل نتواصل بمواقع التواصل الاجتماعي؟».
-«يا صاح، انت لست متعودا على المجيء هنا إذا، لا يوجد شبكات انترنت تعمل في المكان،الهاتف الأرضي ويعمل بصعوبة ومازالت تقع به عُطَبٌ عدّة، انتظرنِ عند البحيرة ستجدني هناك غدًا في نفس هذا التوقيت»-إنها مذهلة منذ عهدتها في كل شيء-
-«حسنا، موافق، الى اللقاء، انا ذاهب إلى منزل عمتي فلدينا مناسبة مهمة»-أشعر بالغباء أنني أتركها الآن-
-«إلى اللقاء (أرلينجتون)».
-«ناديني (أرلان) مثل السابق فحسب».
-«لكنه ليس اختصاراً لاسمك حتى»-يال جمال بسمتها، ها؟ مالذي تقوله بحق الإله؟ هل هي محرجة ايضا لانها كانت تناديني به حين كنا في علاقة عاطفية سابقا؟ من يهتم  لذلك؟ غير قلبي...-«إنه لقبي بين أقرب الاصدقاء لي و العائلة». اتمنى أن لا ينتهي النقاش معها.
-«اوه، حسنا، هذا لطيف وجميل حقا ان تعود علاقتنا الى سابق عهدها بعد كل هذه المدة كأصدقاء، سعيدة بلقائك (أرلان)»-يبدو انها تبتسم بتكلّف الآن.
•رحلت (سكاي) خارجا حيث ينتظرها اصدقاؤها وبيدها أكواب القهوة لهم الى سيارتها النصف نقل.
•توجه (أرلين) نحو المتجر المجاور للمطعم والمقهى ليبتاع بعض الاكل المعلب و سريع الطهي ثم متجر معدات التخييم وهاقد علمنا مالذي ينوي فعله غير المبيت في بيت العائلة، بعدما وضع الأشياء في حقيبة سيارته مع علب الماء الكثيرة، عاد الى المقهى لأنه لمح عند خروجه منه بيانو لا أحد يعزف عليه، لامست أنامله مفاتيح الآلة الموسيقية وتذكر بعدها كيف كان يستمتع بهذا كثيرا سابقا و الآن هاهو لا يتذكر إلاّ القليل بعد انقطاع دام سنوات عن هوايته، انغمس بشدّة مع لذّة الألحان الذي أصدرها جمال عزفه وجعل الناس ينغمسون معه في عالم يجمعهم تحت حب الموسيقى كفن يقدّس ولم يستطع أحدهم التّركيز في شيء آخر غير ذلك، يالهذا الشاب الموهوب...
•وقفت (سكاي) عند باب المقهى تبصر عيناها المتلألئتان بدموع تجمعت فيهما نتيجة تذكرها لأيام لن تعود مهما حدث،أيام عاشاها مع بعضهما وورقة ببصمتيهما تؤكد وعدهما بأن يظلا للأبد لا يفترقان لكن كانت الأقدار هي المسيطرة،أيام كانت فيها كلّ معزوفاته لأجلها فقط والآن أضحت كل هذه مجرد ذكريات لا يجب ان تتعلّق بها لانها انتهت منذ زمن... ثم ركضت لتركب السيارة بعدما مسحت دموعها و اخذت شهيقًا عميقًا...
•توجه (أرلينجتون) خارج ذلك المقهى بعدما شكر كل من مدح عزفه وقد لمح طيف (سكاي) عند الباب قبل أن ينهض من مقعد البيانو عبر الزجاج العاكس المقابل له، كان يجلس شيخ عجوز طاغي في السن على كرسي خشبي هزّاز، بين شفتيه سنبلة كرعاة البقر في أفلام الخمسينات أو الستينات، إقترب منه (أرلين) فضولا ليجد ربما جوابا على سؤاله المتَجاهَل من طرف الجميع وفعلا كان له ذلك إضافة إلى خريطة مرسومة للمكان والقرى والطرق المؤدية للبلدة من كل الاتّجاهات، شكره على فضله عليه ثم انطلق في طريقه نحو قرية (فيو إيست هازل كاست).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انا سعيدة فوق ما تتخيلوا اني سهرت لاجل نشر هذا الفصل مع انني املك درسا علي حضوره غدا بحول الله، لذا اقول لكم الان تصبحون على خير وكابت ليلتكم.
نلتقي غدا ان شاء الله ♥و سأتفاعل على ستوري الانستغرام.
اسم مستخدمي على تطبيق انستغرام غيرته الى: lady___captain

ترنيمة عيد الميلاد | Christmas carolحيث تعيش القصص. اكتشف الآن