قراءة ممتعة
اخذت إجازةً غير مدفوعة لمده اسبوع و ذهبت للريف، كنت بحاجة إلى أن اختلي بنفسي و ارتب افكاري اكثر و احاول تفسير الكثير من الأشياء.
لا استطيع نُكران ان ما عرفته كان صدمةً بالنسبة لي و كان احد أهم الاشياء التي فكرت بها تلك الفترة هو انه يجب ان اخبر اولقا بالحقيقة لماذا اُماطل معها كل هذا الوقت؟ و يجب ان اتخذ قرار نابع من المنطق و العقل فقط رغم انها تمتلك حتى عقلي و افكاري.
مضى هذا الاسبوع بسلام تقريبًا و هاقد جاء يوم الاثنين لم افتقد في ذاك المكان اللعين سوا اولقا، أتوجه عند وصولي مباشرةً إلى المكتبة بما انه لم يكن وقت أعمالهم فهي من المؤكد هُناك و ها هي اجدها جالسة خلف أحد الأرفف تقرأ لم يكن هناك سواها و أمينه المكتبة التي من الواضح انها قد غفت على حاسوبها، لم تكن السجينات مهتمات ابدًا بالقراءة لم يكن أحد يحب قراءة الكتب سواها كانت مميزة عن الجميع في كل شيء ملامحها التي لا تُخبرك انها بريطانية الأصل، اهتمامتها، طريقة تفكيرها، المصطلحات التي تستخدمها و كل شيء بها كان مُختلف، مُختلف بطريقة من المستحيل ان لا تخطف بها انفاس احدهم.
اسرح فيها طويلًا و هي تقرأ بحماس، مُنغمسة في الكتاب و مُنعزلة عن العالم اقترب منها و اجلس بجانبها التفتت إلي سريعًا من المعقول أن تخاف فتقريبًا لا أحد يأتي إلى هُنا سواها، عندما رأتني فقط عادت لقراءة مافي يداها شعرت بالاستياء توقعت ان تُقبلتي، تعانقني اي شيء لكنها فقط تجاهلتني.
اقترب منها اكثر أضع رأسي على كتفها و أحدثها بصوتٍ خافت جدًا و أنا اسحب منها الكتاب و احاول غلقة: أنا اغامر و اتي إليك في وضح النهار و انتِ ببساطة تتجاهليني هذا غير عادل.
اولقا: تختفين لأسبوع و انا هُنا كالمجنونة الأفكار السيئة تقتلني و لا استطيع فعل شيء و تصفين سلوكي الان ب"غير عادل"!!!
أتشبث بذراعها و اسحبها للأسف عندها حاولت النهوض: اشتقت لكِ اولقا كثيرًا لا تذهبي الان سوف أخبرك كل شيء مساءً أعدك فقط ابقي معي قليلًا.
تنحني لتعود للجلوس تستند بظهرها على ارفف المكتبة و ترفع رأسها: حسنًا ماذا الان؟
ايديث: لا اعرف فقط اريد ان ابقى هكذا لبعض الوقت لم استفيد من تلك الاجازة اللعينة شيء، انتهد و أغمض عيناي لأشعر بيدها تحركني: اعتقد انه يجب عليك العوده الان لا اريد لك المشاكل.
أحدثها و أنا مغمضة عيناي: ليس الان انتظري قليلًا.
اولقا: لا بل الان هيا المكان هنا غير امن قد يأتي اي شخص في اي لحضة.
لم تجادلها ايديث و ذهبت إلى عملها، في المساء و كما فعلت سابقًا انتظرت إلى ان اصبح السجن هادئ و ذهبت لها.
جلست على السرير و اقتربت منها اولقا: اذًا الان اخبريني ما الذي حدث بعد خروجكِ من عندي في ذاك اليوم، اعتقدت ان مكروهًا اصابك بعدما ذهبت إلى مكتبة.
انظر لها بتعجب: و كيف عرفتي انني ذهبت إلى مكتبة؟
تبتسم: لأنك شخص فضولي جدًا ايديث من المستحيل انكِ لم تذهبي لتبحثي عن ملفي.
ايديث: اجل ذهبت لكن لم اجده.
اولقا بصدمة: هذا مستحيل، اين وضعة هذا الوغد!
ايديث: لكني وجدت شيءً آخر و...
اولقا: و ماذا ايديث؟ هل انتِ بخير؟ لأنك حقًا لا تبدين بخير.
ايديث: لا أنا لست كذلك، أنا ضائعة و متعبة و اشعر بالندم اشعر انني من جلبت لنفسي كل هذه المتاعب، اولقا أنا لا احب أن أتحايل على الناس و انا اكره الكذب كثيرًا و اعتقد انه يجب ان أخبرك الحقيقة لأنني ايضًا أتعذب أنا ضائعة بين عقلي الذي يخبرني ان اقترابي منكِ جريمة و بين قلبي الذي يريدك بشدة و يحبك.
تستلقي اولقا على السرير و تسحبني لأستلقي انا الأخرى على صدرها: اخبريني كل شيء و اتخذي القرار الذي تريه صحيحًا لن اعترض ابدًا.
ايديث: لا اعرف من اين ابدأ هذا مربك جدًا لكني سوف احاول، عندما ذهبت إلى مكتب الضابط لورانس لم اجد ملفك لكني وجدت بطاقتة الخاصة و هو يحمل نفس اسم امي ما يعني انه خالي.
تقفز اولقا من السرير و وجهها اصبح شاحبًا هل يعقل انها عرفت الان من اكون؟ إذا كانت تعرف من يكون الضابط لورانس و من الواضح ان بينهم عداوة لم يُظهر ابدًا الضابط لورانس تجاهها اي مشاعر حتى لكنها تكرهه و هذا الشيء واضح جدًا لذا من المؤكد أنهما يعرفان بعضهما البعض جيدًا.
ابتعد عنها: ماذا اولقا مابك؟
تحدثني و هي مازالت في حالةٍ من الصدمة: انتِ ابنه سامويل باركر؟ هذا مستحيل.
ايديث: استمعي الي حتى انتهي لأنني سوف اُجن، انسي الان امر ما اكتشفت هناك شيءٌ واحد يعذبني حقًا و هو انني احبك رغم انك من قتل عائلتي و دمر حياتي و هذا مالا استطيع التعامل معه.
تبدأ الدموع في النزول من عيناي، تقترب مني و تُمسك وجهي بكلتا يداها: اقسم لك ايديث اقسم انني لم افعل هذا.
كان وجهها صدقًا جدًا لكني رأيتها بعيناي: لكني رأيتك اولقا رأيتك بعيناي هاتان و انتِ كنتِ تنظرين الي اسفل السُلم فكيف لم تفعلي هذا اذًا؟
تحدثني بصوتها المرتعش و عيناها بها دموع: اقسم ايديث لم ألمس شعرة من رأسهم أنا.. أنا فقط كان يجب أن اضحي بنفسي صدقيني لم اقتلهم ارجوكِ لا تبكي بسببي.
ايديث: اذًا من فعل؟ إذا لم تكوني انتِ اذًا من؟ و لماذا؟
اولقا: لماذا لا اعرف إجابتها لكن من اعرف لكني اخاف عليك صدقيني الموضوع اكبر منكِ بكثير.
ايديث: اولقا إذا كنتِ حقًا تحبيني اذًا اخبريني حتى ارتاح أتوسل إليكِ.
تصمت اولقا لفتره من الزمن كانت كالدهر حتى اخيرًا تنطق بقلّه حيله: اولًا عديني انكِ لن تفعلي اي سلوك طائش.
ايديث بنفاذ صبر: أعدك اولقا لكن تحدثي.
اولقا: حسنًا، لورانس من فعل هذا.
صدمة اُخرى أتلقاها من الضابط لورانس، تُكمل حديثها: كل ما اعرفة ان علاقة والدتك بأهلها كانت مقطوعة لسنوات و هذا لزواجها من والدك و ما اعرفة ايضًا ان لورانس و والدك كانوا يخدمون سويًا في الجيش و خاضا معًا الكثير من الحروب.
اقاطعها: لكني لم اعرف ابدًا ان لدي خال اسمه لورانس.
اولقا: اعتقد انه لم يكن يظهر كثيرًا و هذا لأن نظام التجنيد يشمل الأسر التي لديها اكثر من صبي و لورانس كان الأكبر بين اخوانه الصبية الثلاثة الاخرين فهو من وقع عليه الدور، على اي حال لورانس كان صديق لزوجي الوضيع كان يُقامر معه احيانًا و منه تعرفت على لورانس و كان صديق لعمي الحقير ايضًا ساعدني ماديًا هو و عمي كما أخبرتك كي أتخلص من طليقي و اعتقد أن هذه غلطة حياتي لأني في هذه الحاله سوف اكون مدينه له بمعروف و هذا كان ديني الذي سددته.
ايديث بعدم فهم: ما هو؟
اولقا: ادخلوني السجن، حرماني من حياتي الطبيعية و ايضًا تدمير مسيرتي العملية لم يكن المال الذي أجنية من عملي في المخابرات كثيرًا لكن كان لي سمعه جيده بين الناس و الان دُمرت هذه السمعه أنا لا استطيع حتى تخيل كيف يمكنني العيش بعد انتهاء هذه السنوات اللعينة.
اشعر بضياع شديد لدي العديد من علامات الاستفهام التي تحتاج إلى نُقطة لتصبح تامه و واضحة لي: تابعي اولقا كيف رأيتك في تلك الليله؟
تنهدت اولقا و تابعت: كان اتفاقنا ان يُنهي هو ما يريده من سامويل و في النهاية أظهر أنا على اني من فعلها اقسم لكِ اني لم اعرف انه كان يريد التخلص منكم جميعًا و قد وعدني انه سيقلل من محكوميتي و سيجعلني ازور ابنتي بشكل دوري، لم يكن لدي اي خيار آخر كان هذا هو حلي الوحيد لأتحرر من هذا الدين إلى الأبد و اتأكد من سلامة ابنتي فوجب علي ان أوافق و اخسر كل شيء لأحمي ابنتي صدقيني ايديث أنا لم افعل شيء.
لقد كنت محتارة جدًا لماذا يريد لورانس التخلص من عائلتي كلها؟ لقد كان صديقًا جيد مع ابي لم أرهم ولو لمره يتشاجرون معًا لكن بعد معرفة انه خالي و لم يخبرني بالأمر بدأت اشك به ثقتي فيه قد اختلت لكن ماذا لو كانت اولقا تكذب؟ لكنها تبدوا صادقة و لديها الكثير من المعلومات و هذا مُحير ايضًا، قاطعت افكاري: ايديث تحدثي قولي اي شيء.
بصوت خافت أحدثها: لا اعرف اولقا أنا الآن ضائعة اكثر لا اعرف من يجب ان اصدق و من لا، فيمن يجب ان اثق و فيمن لا.
اولقا: هل يمكنك ان تصدقيني و حاولي ان تتأكدي من صحة كلامي، ما دافعي في ارتكاب جريمة كهذه؟ أنا لم اكن اعرف والدك لكن لورانس؟ كان يعرفة جيدًا، من الممكن ان يكونا قد اختلفا على شيء في العمل لكن هذا غير منطقي ان يقتل الجميع لسبب تافه كهذا و ما اريدك ان تعرفية ايضًا ان سامويل ليس ذلك الشخص اللطيف كما تعتقدين لم يقل حقارةً عن لورانس لقد كان يُتاجر بالبشر هل انتِ مدركة هذا يُتاجر بأشخاص أبرياء يُتاجر بقاصرات يُرسلهم إلى تلك المنتجعات الحقيرة في العديد من الدول الاوروبية المجاورة حتى تزيد ثروتة.
و ها هي صدمة أتلقاها عن والدي الذي من الواضح انني لم اكن أعرفه جيدًا ابدًا.
ايديث: جعلتيني اضيع اكثر الان اعتقد ان علي الرحيل.
و أنا أنهض من على السرير اجد يدها ممتدة توقفني: لا، اعتقد انها ليست فكره جيده ان تذهبي الان و انت في هذه الحاله ابقي هنا يمكنك النوم على السرير و أنا سوف اخذ الوسادة و انام على الارض لكن لا تذهبي الان اخاف ان تذهبي إلى حد الحانات و تشربي حد الثمالة هناك.
لقد شعرت انه يجب علي ان ابقى هنا بجانبها يمكنها مواساتي حتى و هي صامتة: لا ابقي على السرير بجانبي اعتقد اني احتاج إليكِ بجانبي الان اكثر من اي وقت آخر.
لم ترفض بل ارتسمت على وجهها ابتسامه عريضة اغلقت الضوء و عادت لتستلقي بجانبي، قبلتي على وجنتي و سحبتني اليها أردت هذا كنت بحاجة إلى الاختباء من كل شيء بين ذراعيها رغم انني مازلت لا اعرف حقيقتها و هل هي المجرمة حقًا او كما تقول.استيقظت صباحًا و ذهبت لزيارة احد اصدقائي الذين تعرفت عليهم في سنوات الدراسة قررت ان ابحث في موضوع لورانس و لم يكن هناك افضل من ديفيد لمساعدتي في شيء كهذا.
انطلق إلى شركة الألعاب الالكترونية التي يديرها الان، منذ عامان كان مجرد عامل في هذه الشركة الان هو صاحب الشركة لانه شخص ماهر جدًا، سريع التعلم و يحب ان يطور من ذاته.
اطرق باب المكتب و ادخل دون ان استأذن نحن صديقان مقربان نوعًا ما: ديفيد اترك مافي يدك و صُب كل انتباهك معي احتاج خدمة منك.
يبتعد عن حاسوبة: اللعنة اولقا دائمًا ما تدخلين في صلب الموضوع لا تحبين الاطالة و هذا شيء يعجبني فيك، هيا تعالي اجلسي اولًا و اخبريني ماذا تريدين.
اولقا: اريد كل شيء، كل شيء ديفيد عن الضابط لورانس جولد سميث.
ديفيد: من هذا؟ اليس جولد سميث هو الاسم الأخير لأمك؟
اولقا: اجل ديفيد، اريد من هذا الامر ان يتم في اقرب وقت و ان يكون سري بيني و بيك فقط ديفيد لا تخبر احد اعرف انك تحب الثرثرة لكن هذا الامر خطير.
ديفيد: حسنًا حسنًا اولقا، لكن اخبريني من يكون هذا؟
اولقا: خالي، قصة طويلة جدًا لا استطيع ان ارويها لك الان لكن طرف الخيط يكمن في معرفة حقيقة لورانس حتى استطيع ان اعرف حقيقة مقتل عائلتي.
ديفيد: مازلتي تفكري بالانتقام؟ اعتقد ان من الافضل ان تسيري قُدُمًا بدًا من اضاعة وقتك و طاقتك.
ايديث: سوف افعل ديفيد لكن بعد ان اقضي على حياه من قضى على حياتي.
ديفيد: تشاهدين الكثير من افلام الاكشن اولقا عودي إلى الواقع قليلًا.
صفعت ايديث ديفيد على رأسة: اصمت و ابدأ في البحث الم تكن تحلم ان تعمل في المخابرات اعتبر هذا تدريب لك ارني مهاراتك الان، صحيح كم ستحتاج وقت حتى تعرف كل شيء عنه؟
ديفيد: اليوم سوف ارسل لك ملف به كل ما تحتاجين من معلومات اعتمدي علي.
بعدما انتهيت من مقابلة ديفيد عدت سريعًا إلى السجن الان بعد ان اصبحت اشك في الضابط لورانس لا اريد منه ان يبدأ هو الاخر في الشك بي حتى اعرف كل شيء.
مساءً و أنا في طريق عودتي إلى المنزل ارسل لي ديفيد ملفًا و ما إن بدأت في قرائته إلا و قد صُدمت.⭕️ الشابتر الجاي راح يطول شوي بما اني نزلت شابترين ورا بعض تقريبًا.