٣٤١
عند ثامر
حط جواله على اذنه وهو يوقع اخر اوراق شغله لليوم
اعطاها لزميله ووقف وهو يلم اغراضه
بهالاثناء ردت امه:هلا وغلا بدنيتي ونظر عيني
ابتسم باتساع وهو يشيل لابتوبه ويخرج:هلا فيك يا بعد راسي..وشلونك؟عساك بخير
امه وواضحه الفرحه بصوتها:بخير يا جعلك بخير..وشلونك انت وحنين؟عساكم مرتاحين؟..والله اعذرني يا ولدي ما امداني اشوفك بعد رجعتك من السفر ما قدرت
ركب سيارته وشغلها:معذوره يا يمه..والله مشتاق لك وحنين ودها بشوفتك..ماودك تمرين علينا يوم تباركين شقتنا وحياتنا؟
ضحكت:ابشروا..اشوف لي يوم ابوك مايكون فالبيت وازوركم..والله اني مشتاقه لك ومستحيل تصدق الا اني مشتاقه لحنين
ضحك وهو يقول:لا ماعليك اصدق اصدق..هو فيه احد يشوفها ولا يحبها ويفقدها؟
ابتسمت امه:الله يخليكم لبعض عمر طويل وانا امك
ثامر بهدوء:امين يارب ويخليك لي تاج فوق راسي..ايه وش هالفرحه كلها؟لا تحسبين اني ماحسيت
ضحكت امه بفرحه وهي تقول:لهالدرجه؟
ابتسم لضحكتها:صوتك يتبسم كيف وجهك؟
تنهد بفرحه كبيره:والله اليوم بشرني اخوك ان زوجته حامل
ضحك وهو يشارك امه الفرحه:ماشاءالله تبارك الله..الله يتمم لهم على خير ويرزقهم الذريه الصالحه
توقع انه اخوه الي يكبره بسنتين وسابقه بالزواج ثلاث سنين وسأل:مؤيد؟
ضحكت امه:هو احنا شفنا مؤيد من تزوج؟..الله يصلحه هو وزوجته رايحين لديره بشرق اسيا مدري هو من كثر ما يسافرون عجزت احفظ وجهاتهم ولا ان اسم الديره صعب
ضحك وهو يشارك امه المزح:الله يهديه ماله حق ما يجلس بالبيت بجناحه ويسمع محاضرات ابوي اليوميه..بس كويس ربي قسم له اكثر بنات عماني حب للسفر ولا من يطيق يقضي نص سنته فالطياره مع مؤيد؟
ضحكت امه وهي تجاوبه على سؤاله الاول:زوجه زياد
اتسعت عيونه بصدمه وشرق بكلماته وبدأ يكح
امه باستغراب:بسم الله على قلبك اشرب مويه بسرعه
ما كانت حوله مويه فبدأ يضرب بخفه على صدره وقال بصدمه:متزوجين معنا!..صار لهم خمس شهور!
امه بابتسامه:عاد لكل شخص قراره..انتم ماتبون عيال الحين هم يبون
بلع ريقه ومو قصده على خطط الانجاب انما معرفته ويقينه بأن زياد غير مرتاح بهالزواج واكيد اكيد مجد بعد..انهم يغامرون وينجبون بفتره قصيره قبل يستقرون خطأ فادح لان الطلاق وارد بهالفتره
امه باستغراب:انت معي يا ثامر؟
ثامر وصوته تغير بعد صدمته:غريبه استعجلوا..ما ادري كل شي وارد ويمكن ربي يكتب لهم الانفصال والطفل بيربطهم ببعض بالاجبار
امه بابتسامه حزينه وهي عارفه استحاله حدوث الانفصال:لا تخاف يا يمه..مافيه احد بهالعائله يتطلق..محد سبقهم بالطلاق ماعليهم خوف
٣٤٢
بلل شفايفه بكدر..عجز يفهم زياد..والاعظم انه ما يفهم شعوره وهو يعيش مع وحده مايبيها وهذا الي يزيد الطين بله ان ثامر يرمي توقعات مايعرف دقتها عن نوع الجحيم الي يعيشه زياد
سأل امه باهتمام:ان شاءالله زياد مرتاح؟
امه بصدق:تعرف زياد وانا امك..يتأقلم بسرعه..وان شاءالله انه تأقلم
ما كان يبي يعارض فكره امه هدفه مو تعكير مزاجها:ان شاءالله..وشغله ماشي؟وظيفته ممنون منها؟
امه بضحكه:والله صار يداوم اكثر من ابوك..ممنون يارب لك الحمد وتشوف الفرحه بعيونه قبل يروح للدوام..ماعمري شفت زياد بهالفرحه
ابتسم:ماشاءالله الله يزيده ويوفقه
—————————
عند مها
زارت اهلها بعد ما طلعت من الدوام وصادفت اكبر اخواتها هناك
بعد قهوه المغرب توجهوا اخوانها وابوها للمسجد لاداء صلاه العشاء وبعد ما انتهت من صلاتها رجعت لصاله وكانت اختها جالسه
جلست بجنبها وهي ترغب بمشاركه اختها بعض الافكار الي براسها..تثق جداً بحكمه اختها وصحه قراراتها وبهالوقت جداً محتاجه لمشورتها
بللت شفايفها وبتردد:امل..ابي اسألك سؤال
اختها وهي تترك جوالها وتنصت:اسألي
مها بخوف كبير:بس تكفين مابي الي اقوله لك يعرف عنه شخص ثاني..اياً كان انتي اول وحده بقول لها
اختها:وش فيك؟
كان اعترافها بصوت مسموع صعب جداً واستغرقت وقت طويل حتى تدخل بصلب الموضوع:كثير سألت عن هالموضوع ومالقيت اجابه تنصف فضولي..سألتك انتي واخواتي عن بدايات زواجهم..كلهم وصفوا لي نفس الشي..شعور لطيف ايام حلوه سعيده..شخص جديد وعلاقه جديده قريبه من قلبهم
استعدلت اختها ولفت عليها بكامل جسدها من جديه الموضوع..عرفت بسرعه السالفه قبل تكمل مها حتى وكانت صدمتها واضحه بملامحها
مها بتوتر من تغير ملامحها المفاجئه:بس انا..كيف اقول لك يعني..مو عارفه اوصل لك الي ببالي
امل بدفاع عن اختها:عمر مسوي لك شي؟
تنهدت وهي تهز راسها بالنفي:لا مو كذا ما فهمتيني..ما احس بلهفه بيننا..انا وياه اسوء لما نجتمع..ما انكر بوجود عمر اسوء صفاتي تتسلط وعمر برضوا اسوء صفاته تظهر..اعرف عمر من مداد اكيد هذا مو حاله الطبيعي
امل والغموض يبهم الصوره ببالها:مها تكلمي بوضوح اكثر
مها وهي تتقوى على الحقيقه:شوفي بقولها لك بصراحه..من اول يوم..من اول مره شفت عمر فيها..حسيت فيه شي غريب..شعور مزعج
امل باستغراب:الشوفه الشرعيه؟..كيف؟ليش ما تكلمتي من وقتها؟
٣٤٣
امل باستغراب:الشوفه الشرعيه؟..كيف؟ليش ما تكلمتي من وقتها؟
مها واختها تزيد الموضوع تعقيد:لا لا..بالشوفه كنت مرتاحه له وحتى بعد الاستخاره..هالشعور بدأ معي بيوم الملكه..ولما شفته زاد..ابيه وما ابيه..معجبني بس فيه شي دخيل يجبرني انفر منه..لما اشوفه بس يتولد هالشعور ولا لما اكلمه عالجوال كانت من احب اللحظات لقلبي..كنت احس بالي حسيتوا فيه بس بشرط اني ما اشوفه..بيوم الزواج تتذكرين لما تعبت شوي عليكم؟
امل الي ما نست لحظه انهيارها بيوم زواجها:ايوه اتذكر..من هالشعور؟
هزت راسها وضمت شفايفها:اي..بس نزلت لعمر وطمنني..وقتها عرفت ان هالضيقه ما تجيني بس..تجيه هو بعد..وانه جرب هالضيقه ويعرفها..شهر العسل ما كانت افضل ايامي معه..ما صار شي سيء بس لا هو قادر يتأقلم مع روتين التعب ولا انا..ما كان فيه شي حلو بشهر العسل غير شيئين يمكن ثلاثه بالكثير من سفره مدتها ثلاث اسابيع..وبعد الرجعه وعوده الروتين الشعور ما تغير..وحتى بعد سبع شهور من الزواج الشعور ما راح..الفرق ان احنا تعودنا هالضيقه وحسيناها روتين حياتنا..ونفسيتي جداً تعبت منها واجزم لك ان حتى عمر تعب
اختها تلعثمت:بس انتي..ما كنتي تبينين لنا شي!..كنا نحسبك عايشه اسعد ايام حياتك مع عمر وانه طاير فيك للسماء..حتى لما تتكلمين عنه عيونك كانت تلمع بلمعه ما اعتدناها..كيف اقنعتينا انك سعيده؟
مها بحزن:ما انكر..انا احبه فعلاً..ولكن للاسف الحب ما يقوّم الزواج..الحب ما يطبطب على الضيقه الي نحس فيها..عمر ماشفت منه الا كل خير واحترام..وغير اني بالبدايه كنت اشك انه شعور مؤقت وماله داعي اخليكم تشيلون همي وانا رح اصير سعيده معه..بس ما صرت ولا هو صار!..خايفه يا امل من كل شي..خايفه من حياتي مع عمر وخايفه على قلبي..خايفه على امي وابوي لو عرفوا..كانوا يزفوني بدموع فرحهم وانا اخر بناتهم الي متوقعين انهم بيزفونها لحياه سعيده وزواج مستقر
سكتت اختها لوقت طويل وبعدها قالت:تفكرين بالطلاق؟
لمعت عيونها والتزمت الصمت..لمعه ما تشبه لمعه الحب الي تحدثت عنها اختها..لمعه مختلفه
قوست شفايفها وهي تقرأ اجابه اختها من عيونها:انا معك يا مها..لا تفكرين بأحد الحياه حياتك والضيقه تجيك وتجي عمر ماتجي احد غيركم..اذا تبين الطلاق لا يهمك رأي احد غير رأي عمر..حتى لو عارضوا كل اهلي انا بوقف معك وبتأكد من تحقق الي تبينه
مها بعبره الفوضى الي بداخلها:انا ابي مشورتك يا امل..ما اثق برأيي تكفين ساعديني
٣٤٤
امل بقوه عكس حزنها على اختها:ما عشت الي عشتيه ولا جربته عشان احكم..بس انا لي رأي بالموضوع..في حال طرف عالاقل فكر بالطلاق من لحظه تفكير الشخص رح يتغير الزواج كله..لان بكل مره يصير شي بيرسخ بعقل الزوج او الزوجه الي فكر بالطلاق انه عنده حق اختيار الطلاق..الزواج ما يستمر اذا صارت فكره الضد تراودك..اذا صارت مشكله بينكم سواءاً بسيطه او كبيره انتي بتقتنعين انك تقدرين تتطلقين منه..الزواج ينتهي بابتداء هالقناعه..وانا واثقه في نضجك وعقلانيه افكارك يا مها..مافكرتي بالطلاق الا لأنكم وصلتوا لطريق مسدود...
قطع حوارهم دخول ابوها الي القى السلام
صدت مها بسرعه وهي تسحب جوالها وتنزل راسها عليه تخفي دموع عيونها عن ابوها
حديث اختها بدى مؤلم لروحها..بس مقنع وجداً
ان بوجود فكره الطلاق الزواج مارح يستمر حتى لو كانوا الزوجين افضل الناس ويعيشون علاقه صحيه مستقره!
—————————
مرت ايام طوال على يوسف
ليالي بارده مرعبه وموحشه مليانه كوابيس غريبه عجزان يفسرها
بالرغم انه غادر سريره ببيت ابوه بسبب مسؤولياته لعائلته الصغيره الا ان للاسف فاجعته كانت اقوى منه وهالمره عانقه سريره ببيته..الفرق بين انعزاله قبل سنين وانعزاله اليوم هو اختلاف الغرف..برضوا ببيت ابوه كان مقفل على نفسه ومايشوف احد لفترات طويله جداً..هنا كل افراد اسرته الصغيره تضج بهم الغرفه
كان يطالع السقف بعيون محمره..بائسه ومستسلمه
على الرغم من سكون جسده الا ان بداخله روح تصارع للحياه الي يرفضها شخصه..قلب يعاني من اقل مستوى لضربات القلب لانسان طبيعي
نادت اماني على على عبدالعزيز وهي تلاعبه:عبدالعزيز..عزوزي عيوني
انطربت ارجاء البيت بضحكه صادقه من"عبدالعزيز" في حال جسد يوسف المرمي عالسرير اقشعر لذكره..بل حتى اشمئز من طاريه
قفل عيونه وبلع ريقه ومافيه اقسى من ضرب الحياه له بولده
استغاثه بطنه الخاوي عن طريق ألم يفتك فيه..وبرغم السكاكين الي يحس فيها بقلبه قبل بطنه الا ان ملامحه ساكنه تخلوا من اي تعبير
انفتح الباب واخترق ظلام الغرفه ضوء باقي البيت وصوت اصحابه الواضح
حس فيها تجلس جنبه..حس بكفها الحاني يتحسس جبينه
فتح عيونه ولف عليها..كانت شايله عبدالعزيز وجالسه على طرف السرير..برغم عبوس ملامحها الا انها لما ادركت انه صاحي ابتسمت
استقرت عيونه على ولده..يضحك بوجهه ويمد يدينه له
ارتجفت اهدابه من شده ألمه..بدأت افكاره تتمحور حول اسم كان قبل سبب سعادته والحين صار اثقل ما يمكن للسانه نطقه
رفع يدينه له..مسكه واخذه من حضن اماني استجابةً ليدينه الممدوده
٣٤٥
على الرغم من صغر سنه ومحدوديه فهمه لمشاعره الا انه توسد صدر ابوه بشوق ويدينه الصغيره ممدوده على كتوفه
تنهد وافكاره تهدأ بفعل حضن ولده
ابتسمت اماني ويدها تستقر على ظهر طفلهم وباهتمام:وشلونك؟
بلل شفايفه وريقه عشان يقدر يرد واعتاد سؤالها وروتينه..مره الصباح قبل تروح للدوام..مره الظهر بعد ماترجع..ومرتين متفرقه بباقي اليوم..وغير تواجدها الشبه دائم بالغرفه حوله
قال ببحه عجز ريقه يبلها:ما اعرف
بللت شفايفها بتعب من تعبه ورفع عبدالعزيز راسه عن صدر يوسف ابتسم وهو يقرب منه ويخاطبه بلغته الغير مفهومه..حروف مبعثره مافهم منها غير كلمه وحده وكانت"بابا"
لاول مره من ايام ارتسمت ابتسامه بسيطه صغير على شفاه يوسف وهو يمسح على شعر عزوز
—————————
عند مها
كانت جالسه بربكه تنتظر عمر..صارت الساعه ١١ وعمر طالع يمشي من المغرب للان ما رجع
تنهدت وهي تبعد الجوال عن اذنها بعد اتصالها السابع والعشرين
كان تعبان طول اليوم وهذا الي زاد خوفها ولكنه اصر يطلع يمشي
مها بقهر:يا ذا المشي الي تجاهد روحك تبيه!..والله لو انها قعده معي نص ساعه ما كملتها
توجهت للدولاب وهي تاخذ عبايتها وتلبسها بعجل
سحبت مفتاح سيارتها عازمه النيه تدوره بالحي خصوصاً انه طلع بدون سياره هذا يعني ان لو صار له شي فهو اكيد بالحي
لفت حجابها على عجل ونزلت
ركبت سيارتها الي واقفه بجنب سيارته وشغلتها
اول شي سوته خذت طريق المسجد القريب منهم..هو طلع لصلاه المغرب لو صار له شي قبل يصلي فهو على طريق المسجد
كانت عينها تدور بمحاجرها..تبحث عن ادنى دليل يوصلها له
توقفت امام المسجد وهي تشوف عامل لابس عمامه ولحيته طويله وعرفت انه عامل المسجد
نزلت القزازه ونادته:لو سمحت
لف العامل عليه باستغراب وقرب للسياره
مها بتساؤل:فيه معلوم عمر ال****؟
عقد العامل حواجبه دلاله عدم معرفته له وقالت:يمكن هو داخل مسجد..شوف فيه رجال جوا ولا لا
هز راسه ولف وهو يدخل للمسجد
نزع حذائه وفتح الباب الخشبي العملاق..شافت من خلال نوافذ المسجد الكبيره الاضاءه الي انتشرت بالمكان..اقل من دقيقه وطلع له وهو يقول:مافيه رجال جوا مسجد..كلو نفر يروح بعد صلاه عشاء
تنهدت وهي تشكره وبعدها كملت
بدأت تجول بالشوارع بعشوائيه..بس بعدين قررت تمشي بترتيب الشوارع..شارع بعد شارع بعد شارع
٣٤٦
رفعت جوالها وهي تسهل على نفسها البحث..اتصلت عليه وفتحت الشباك وهي تتسمع لأي رنين ممكن يكون جواله
استمرت اتصالاتها مده..وبعدها بلعت ريقها بخوف يتضاعف..اتصلت عليه ٦١ مره
امتلت عيونها بالدموع وقررت لحظتها تتصل بأحد يساعدها
وقفت السياره على جنب..مقابله لأحد الاراضي الخاليه بين البيوت
رفعت جوالها وهي تتصل على ابوها..آخر امالها والشخص الي وجوده بيطمنها
نزلت راسها وهي تغطي عيونها واصله لاقصى مراحل فقدان الامل
وبعز انعدامه..انبث صوت باعث لها بعض ما فقدته من امان رفعت راسها بسرعه وهي تسمع رنين جوال قريب
ابعدت جوالها عن اذنها وعن طريق الغلط اتصلت بعمر الي كان رقمه تحت رقم ابوها بالضبط
لفت برعب عالارض..مافيها احد!!
خافت تنزل..بطبيعه نفسها البشريه..ولكنها تقوت لأن هذا عمر!..ماتقدر تتركه!
شالت الحزام..فتحت الباب ونزلت بتردد وعيون مترقبه لأسوء الاحتمالات..مصدوم ومتروك على جنب الطريق والاسوأ
تركت باب السياره مفتوح خوفاً من خطر يهددها
رفعت جوالها وهي ترجع ترن عليه بس..الجوال مارن
لفت عن يمينها وفزت بهلع من سمعت صوت رجال يقرب لها:السلام عليكم
انتقلت انظارها من الرجال لسيارتها مستحيل يمديها تركض للسياره!..ماردت وهي تشد على جوالها بهلع وطمنها شوي ان الرجال تتضح عليه تجاعيد السنين وطول العمر وصاد عنها..اكيد ما يبي يضرها
الرجال بهدوء:تدورين احد يا بنتي؟
مها وهي تتخلى عن خوفها:اي...ادور على واحد
سكتت وهي تحاول تكتشف كيف تقول له ادور عن زوجي!رجال طول وعرض وضايع؟
الرجال اشار عالمسجد:هذا اقرب مسجد لبيتك؟
هزت راسها وسألها:تدورين على عمر؟
اتسعت عيونها بدهشه:اي ادور على عمر..تعرف وينه؟
الرجال:انا ولدي هو المؤذن..صلى اليوم بجنب عمر وكان واضح عليه تعبان يا بنتي..لما خلصت الصلاه اغمى عليه واخذه ولدي وجماعه المسجد للمستشفى نعرف انه رجال وحيد مانعرف اهله ولا ابوه ولا احد نطمنه عليه..عساك من اهله؟
هزت راسها:اي انا زوجته..تقدر تسأل ولدك بأي مستشفى؟
هز راسه وهو يرفع يدينه ويتكئ على عصاه واتصل وحط سبيكر وهو يقربه لإذنه لضعف سمعه
رد ولده:السلام عليكم يبه..امرني؟
ابوه:وعليكم السلام..يا ابوك وين عمر بأي مستشفى؟؟
ولده:بالمستشفى الي حولنا ال*****
ابوه:زين زين جزاك الله خير..اطلع انت وجماعه المسجد زوجته بتجيه
ولده استبشر:زين يارب الحمد..الله يجزاك خير يا يبه
٣٤٧
قفل من ولده وقال:بمستشفى ال*****
هزت راسها بامتنان وشكرته:الله يجزاك خير يا عمي ويطمن بالك ويصلح حالك
ركبت سيارتها وحركت مسرعه للمستشفى
——
بعد ساعات طويله عليها
كانت جالسه بجنب اله توصل لكتفها تقريباً
تطالع بألم ينهش روحها فيه..وجهه افضل واختفى شحوبه بس..عيونها مركز بذراعه..انبوب سمكه غير معتاد..تتفرع منه انبوبتين زرقاء وحمراء..وتقدر تشوف من خلال الانبوب شديد حمره دمه
بذراعه الثانيه جهاز الضغط وعلى اصبعه جهاز قياس الاوكسجين بالدم
تورم جسمه الملحوظ بالكم شهر الي فاتوا خف بشكل كبير
ضمت شفايفه مع نزول دموعها..كان تعبان وواضح عليه..بس محد تحرك ونبهه ان هالتعب غير معتاد..والنتيجه قدامها
مرض مزمن ماله علاج..رجال صغير قدامه عمر طويل وخطط مستقبليه كبيره رح يضطر يزور المستشفى ثلاث لاربع مرات اسبوعياً عشان غسيل الكلى
انحنت وهي تغطي وجهها وتبكيه..تبكي حاله وتعبه..بعمر الشباب..بالوقت الي المفروض يركض ورا مستقبله ويعيش افضل اوقاته واحسن حالاته الجسديه والصحيه والنفسيه..رح يقضيه بالمستشفى
انقذ اخته من هالمرض بس هالمرض لف وبدأ ينهش بكليته الوحيده وافقدها جزء كبير من عملها
"عمر مصاب بالفشل الكلوي..جسمه قوي وماضيه الصحي يشهد له لكن للاسف كليه وحده مو قادره تنقي الدم بالشكل المطلوب حتى بعد مضاعفتها لعملها بعد استئصال اختها"هالجمله تأكل قلبها..الدكتور رماها عليها معتاد هالجمل ولكن هي!..ما اعتادت بياض المستشفيات وسواد امراضها..الجمله وقعت على قلبها كارثه بالمقابل الدكتور مر من خلالها معتاد قولها لكثير اشخاص
رفعت راسها على دخول الممرضه
صدت ومسحت دموعها بعشوائيه
الممرضه باحراج:معليش اعذريني نسيت ادق الباب
مها وهي تسحب لها منديل من الكرتون:لا عادي تفضلي
تقدمت الممرضه لعمر وهي تتفحص الجهاز وتشيك على علاماته الحيويه
ما قدرت تسكت وهي تشوف اضطراب مها وسألت:اول مره؟
رفعت مها راسها وعيونها المحمره لها ضمت شفايفها وقالت بصوت يحاول يصير متزن:قبل ثلاث ساعات الدكتور قال لي انه مصاب بالفشل الكلوي
الممرضه وهي تكمل شغلها:اخوك؟
مها والعبره تخنقها:زوجي
٣٤٨
ابتسمت الممرضه وهي تعتدل:اتفهمك..ابوي مريض فشل كلوي..امس كانت جلسته وانا كنت المسؤوله عنه..بس العلم تطور..الموضوع صار اسهل..قبل سنين طويله كان هالمرض مُميت الحين الحمدلله ثلاث جلسات بالاسبوع ترجع طبيعي
غادرت دمعه من عينها بغير حول منها وقالت بصوت يخنقه البكاء:تبرع لاخته قبل كم شهر عشان ينقذها من هالمرض..ما يستاهل الي يصير فيه!
الممرضه بهدوء:فكري فيها من زاويه ثانيه..الحين لو اجي واغزك بابره انتي مؤجره عليها..كيف هو!..تبارك الله الاجر الي يجيه صدقيني تتمنينه بعيد الشر عنك..انتي تشوفينه الحين تعبان بس صدقيني بعد اول شهر غسيل بتشوفينه انسان ثاني..نفس زوجك الاول بنفس صحته قبل يتبرع لاخته وحتى افضل..المرض مو متعب التعب يتكون من تراكم السموم في الجسم فترات طويله مثل الفتره الي قضاها قبل اليوم..وعمليه تصفيه الدم خارج الجسم تراها جداً سهله وغير مؤلمه..انا ما جربت بس ابوي يقول..امس جلست معه في بريكي وقاعد يضحك ويسولف..متخيله كيف لهالدرجه الموضوع سهل؟
سكتت وهي تتأمل ملامحه..ماعندها اجابه..تتقوى للحظه الي يصحى فيها وبشديد الاسف تزف له هي الخبر
رفعت راسها للممرضه وبتساؤل:تعرفين متى رح يصحى؟
ضحكت الممرضه بخفوت:والله وقفنا عنه المخدر من صعد لنا من الطوارئ..الحين هذا نوم مو فقدان وعي
اتسعت عيون مها بذهول وماقدرت ما تضحك بصدمه
ابتسمت الممرضه من قدرت تضحكها:انا رح اكون برا..اضغطي الزر لو احتجتيني
خرجت الممرضه وانتظرت مها دقايق طويله قبل تتشجع وتقوي نفسها عشان تصحيه
مدت يدها وهي تحتوي بها وجهه وتهمس بأسمه
رفعت من صوتها بالتدريج لحد ما شافته يعقد حواجبه ويرجع له وعيه بالتدريج
حبه حبه وفتح عيونه وهو يحاول يستوعب المكان ويتذكر الي صار
لف على مصدر الصوت وارتخت عقده حواجبه وهو يشوف وجه يألفه
ابتسمت له مما ترك ابتسامه لطيفه تظهر على ملامحه
مها وهي تحاول تتزن:الحمدلله على السلامه
عقد حواجبه وهو يتذكر الي صار..طلع يصلي المغرب..خرج وبدأ يمشي وقبل يُدرك اذان العشاء ادركته نوبه غريبه من التعب..صلى العشاء واخر شي يتذكره ان المؤذن مد له مويه وهو يلاحظ تعبه..بعدها اغمى عليه ويجهل ما حصل بعدها
كان يبي يرفع يده عشان يمسح على جبينه..حركته المعتاده لما يقع في مأزق الجهل بس...
ما قدر يرفع يده من ألم داهمه فيها وثقل غريب
نزل راسه وهو يطالع بذراعه واتسعت عيونه بدهشه وهو يشوف الانبوب..دعا ربه ألف مره يكون نقص حديد او دم او اي شي ويكون هالانبوب متصل بكيس دم معلقه فوق راسه لا غير..ولا يصدق شكوكه
رفع راسه وبهتت ملامحه وهو يشوف كيسين يحملون محلول شفاف لا غير
٣٤٩
خلال ثواني تنقلت انظاره من يده..لاكياس المغذي..للجهاز العملاق القريب منه والي يدخل فيه دمه ويخرج مره ثانيه
مدت يدها وهي تحتوي وجهه وتلفه وتجبره يصب انظاره لها
اهتز صوته بلوعه الادراك:فشل؟
سكتت بسبب صدق سؤاله الي اعطاه لنفسه كاجابه والي عليها هي فقط تصديقها
بلعت ريقها وضحك بذهول وكانت هذي اشاره صحه سؤاله همس بنبره فُجعت بأغلى ما تملك:يارب!..فشل كلوي!..ما عندي غير كليه وحده!..يا لطيف!
اضطربت انفاسه وازداد تجمه الدموع بعيونه بالضربه الاعظم..بالصفعه الاقوى ألماً من طفولته..اعتاد العنف النفسي من اهله بس هذي؟؟..شدّه الألم الروحي كانت لا تحتمل...قوه وقعه على قلبه لا توصف..امه سبب تدهور صحته بكل الاشكال المباشره والغير مباشره..اكبر اهانه تقدمها امه له
قبّلت جبينه والصقت جبينها بجبينه وقفلت عيونها وهي تصبرها على دموعها
رفعه يده الثانيه وهو يحطها على صدره الي يهبط ويصعد بسرعه عجيبه..حط يده عشان يمسك قلبه الي ظنه لوهله اخترق اضلاعه من شده سرعته
مسحت على لحيته وهمس يخاطبها غير مصدق:مستحيل..قالوا لي ان الكليه رح تؤدي عملها وعمل كليه ثانيه..قالوا لي بتفقد فقط ٣٥٪ من وظائف كِلاك
فتحت عيونها وهي تبتعد لمسافه بسيطه
سحبت يده من على صدره وهي تحتضنها بين يدينها:والي قالوه لك صحيح..الموضوع مو بذيك الخطوره..كليتك تشتغل بس مو قادره تنقي كامل الدم..هي تحتاج مساعده بسيطه بس..مو فشل هو عجز لا غير
تعلقت عيونه على عيونها..يصدق نبرتها ولا دموع عيونها؟..يصدق حقيقه الفشل ولا مجامله العجز؟
حست ان الكلمات مارح تخفف من وطأة الموضوع على قلبه وحست بأن الكلام يهرب منها..انه يحس بجسد يتكئ عليه بعز لحظات ألمه كان يحمل مواساة اعظم من الي تحملها الكلمات
قربت منها..يدها حول عنقه وذقنها على كتفه..قلبها الحزين على قلبه المكلوم..ولوهله هي عجزت تحدد مين يحتاج هالحضن اكثر..هي ولا عمر؟
استقر كفه على ظهرها..قربها اشد من قربها الحالي وغطى عيونه بكتفها..وانسابت دموعه الصامته بغير حول منه ولا قوه
همست وهي تحس بدموعه:بسم الله عليك..بسم الله على قلبك من هالهم..الموضوع ابسط مما تتخيل..مثل ما سخرك ربي لأختك بيتسخر لك التبرع..لو تبي قلبي يرخص لك ما بالك بكليتي؟
همس بضعف العالمين:احس اني اغرق ببحر ماله نهايه..هالبحر هو حياتي!مالي نجاه منه..حياتي مافيها يابسه
مها وهي تحاول تهديه:اذكر الله يا عمر..ربي ما ينسى عباده..الحمدلله على حال..الحمدلله
وتوقف الزمن حولهم..ومعه كليه عمر
—————————
٣٥٠
باوقات مختلفه من هاليوم وبمكتب الدكتوره ساره
احدهم زارها الصباح والثاني بعد العشاء
الدكتوره بابتسامه:ماشاءالله تبارك الله..اخر مره شفتك يا مداد كانت لما خطبك..كيفك؟كيف خطيبك؟
ابتسمت باتساع:بصراحه يا دكتوره عارفه ان مفروض تكون العلاقه بيننا دكتوره ومراجعه بس احس لازم اسولف لك عن الفتره الي راحت من حياتي
الدكتوره بضحكه:اكيد تفضلي متشوقه اسمعك
—
الدكتوره ساره:ايوه يا عبدالعزيز..حياك الله..استعجلت بمراجعتك هالمره؟..اخر مره شفتك كانت من اسبوع
عبدالعزيز بابتسامه:الصراحه اني حجزت اقرب موعد متاح..بغيب فتره واحس ودي استعد لهالغياب ما ابي اخرب الخطه العلاجيه بسبب هالغيبه وما ابي ترد لي كوابيسي بفتره انا احس اني انتهيت منها تماماً
الدكتوره بابتسامه:وبحكم انك خاطب..اكيد هالغيبه عشان الزواج
ضحك وهز راسه:اي الحمدلله
تركت القلم وهي تسأله:بالمناسبه ماقد تكلمت لي عن خطيبتك..احس مستقبلاً بيكون لها اثر باستقرارك النفسي
عبدالعزيز بصدق:والله بعيداً عن المجاملات هي مأثره من الحين..معها اقدر اكون انا بدون تكلف وتصنع
اتسعت ابتسامه الدكتوره:ماشاءالله تبارك الله..تقدم جداً ملحوظ
—
مداد براحه عميقه:الاعمال تتطور وتكبر..متخيله بعد الزواج رح نوقع مع ثلاث شركات كبار؟..الهدف الاول حققناه واحنا بنبدأ نحقق الهدف الثاني مع بدايه السنه الثانيه..الحمدلله يارب على تيسيره
الدكتوره:ماشاءالله الله يزيدكم يارب من فضله..كيف الزواج؟..او الخطوبه للدقه
سندت ظهرها بارتياح:الحمدلله يارب من بعد الاستخاره وانا اعيش اطمئنان بحياتي مو طبيعي..احس عبدالمجيد مختلف عن باقي الرجال..مهتم لأدق تفاصيلي..والحلو انه على طبيعته مزوح وروحه خفيفه وما يتصنع اي شي..شخصيته حلوه
—
ابعد ظهره عن ظهر الكنبه وقال:بس خلينا ننسى حقيقه اني رح اتزوج انا عبدالعزيز بس باسم عبدالمجيد مابي تعكر فرحتي
الدكتوره استجابه لرغبته:اكيد اذا هذا الي تبيه
عبدالعزيز:البنت ذكيه وفطينه..جميله قلباً وقالباً ورزينه..واحسها نقيه جداً..على طبيعتها وهذا الي محببني فيها ما تتصنع اي شي..واذا جينا للشراكه فهي جداً ملتزمه بفصل الحياه الشخصيه عن الشغل..هي للان مثل ماهي قبل خطبتنا بداخل المكتب..فقط خارج المكتب تصير مداد خطيبتي..داخله هي مداد شريكتي
—————————
٣٥١
باليوم المنشود
كان معطيها ظهره على طلب المصوره
دخلت وبدأت خطواتها تتوجه له..بتوتر مريح بشكل غريب..بخجل عذب
وصلت له..حيث بدايه الحياه الجديده
عرف انها خلفه بسبب صوت خطواتها وحركتها للفستان الي تحاول تعدله
ضحك بخفوت وطلبت منه المصوره يلف عليها وهي تخلد كل لحظه
لف عليها..بعيون تكاد تغلق من ابتسامته
ضحك بفرح وهو يشوفها..بتفاصيل العروس الاعتياديه..فستان وطرحه ومسكه
لكن الغير اعتيادي بالنسبه له كان هي..الي يزهى بها الفستان..ويجمل شعرها الطرحه..وتزيد كفوفها من تناسق الورد الي بالمسكه
تقدم لها بخطوات حذره واحتوى وجهها
قبّل جبينها وابتعد يتأمل ابتسامتها الجميله وبادلها اياها وهو يقول:انا حقيقي بكامل الغباء اقولها..وشلون واقف على حيلي قدامك؟..يا لطيف ما أبدع خالقك؟..لو يغمى علي هنا ما انلام
ضحكت بخفوت على اعترافه..على سذاجته معها والمحببه لقلبها..على شخصيته المختلفه الي تشوفها معها وتختفي مع غيرها
تنهد وهو ينحني عليها ويدخلها بحضنه وهمس بعد تنهيده طويله:اتمنى فستانك ثقيل عشان يثبتنا الاثنين لو اغمى علي
ماتوقفت ضحكتها وهمست:ترا ما تسوى تقومنا المصوره
همس بمزح وروح خفيفه:اصلاً وش جابها؟..ابي اجلس هنا بنص الممر واتأملك..ابي اكتب لك الحين ديوان شعر انتي وزنه وقافيته
ابتسمت باتساع وهو بقدره عجيبه يخفف عن التوتر ويبدله بفرحه اختيار الرجل الصحيح الي بيجمل حياتها
رفعت يدها اليمنى وهي تحاوط عنقه وتبادله هالحضن السعيد بهالليله المميزه
همست:عادي اطلبك طلب؟
بنفس همسها رد:امريني
ابتسمت وهي تقول:ابي اشوف وليد ما شفته بالملكه لازم اشوفه اليوم
ابتعد عنها وهي ما ابعدت يدها عن عنقه وقال بدهشه:الله يغربل بليسك يا وليده..ما مليت عينك؟
ضحكت:شدعوه!..اكيد مالي العينين
ضحك لضحكتها:لا اذا ماليها ابشري اجيب لك وليد وطوايف وليد
لفت مداد عالمصوره من سألتها:نبدأ؟
هزت مداد راسها بالقبول:يلا نبدأ
—————————
٣٥٢
عند مها
كانت جالسه بين امها وام مداد
كانت تظن انها بتكون اسعد ليالي عمرها..بس الواقع انها ما كانت تعيش اللحظه..كان قلبها وعقلها مشغولين بعمر
رفعت جوالها وهي ترسل له"وشلونك؟تحس بشيء؟"
كان منشغل وواضح من رده الي جا بعد ساعه زمان"الحمدلله بخير..لا مافيني الا العافيه"
ارسلت له"اذا قلطتوا الرجال عالعشاء وطلعت مداد لزوجها ابي اشوفك عشان اتطمن"
نغزتها امها وهي تهمس:تراك زوجه ولدهم وعليك الانظار..ابتسمي شوي!
مها بضيقه:مبتسمه يا يمه
امها بهمس:الي يشوفك يقول انك بعزاء..اضحكي قومي ارقصي اليوم زواج مداد!..بعدين نسمع حكي عنك مو مرتاحه معهم ولا محسوده ولا حتى يقولون حامل وتتوحم واذا طولتي ما سمعوا عنك خبر قالوا سقطت وش يسكت الناس؟
تنهدت وهي تتبسم وتسمح لفرحتها تظهر ولو ان قلقها كان اكبر وهمست خلف ابتسامتها:يا حبك لتكبير المواضيع
—
بالليل وبعد الزفه
خرجت له وكانوا عمر وعبدالمجيد ووليد ينتظرونها
ابتسمت لما ابتسموا كلهم لها ولأول مره حست انها بين رجال يهتمون لها..رجال يقدرونها ويعرفون اهميتها
وليد بدهشه وما كان يعرف هويه زوجه خاله:مداد!
ضحكوا عمر وعبدالمجيد من رده فعل وليد الغريبه على عمر لوحده
ابعد نظره عن وليد وتقدم لأخته
قبّل جبينها وهو يقول:مبروك..الله يكتب لكم العمر السعيد ويكتب لكم من الحظوظ افضلها
حضنها بصدق مودع لها قبل تروح مع زوجها لحياتها الجديده..محصنها بقلبه ويطلب ربه ان عبدالمجيد يكون الخلاص لها من بيئتها المتعبه نفسياً
ابتعد عنها وابتسم:انا بخليكم لوحدكم..مبروك مره ثانيه يا عبدالمجيد..الله يكتب لكم كل خير
ابتسم وهو يرد:الله يبارك فيك تعبناك معنا اليوم
عمر وابتسامته ما انمحت:افا عيب عليك...صرنا اهل..توصيني على شيء؟
عبدالمجيد:سلامتك
طلع عمر تاركهم لوحدهم
لف عبدالمجيد على وليد الي للان يطالع بمداد بصدمه وقال بفرحه:اشتقت لك!
ابتسم عبدالمجيد وانحنى وهو يشيله ويتقدم لها
مداد باعجاب:ولابس بشت بعد..ياحبيبي انت!
وليد بقليل من التباهي:ماما تقول اني حلو فيه
ضحكت وهي تميل عليه وتبوس خده:انت حلو فيه وبدونه..يزهى بك البشت صدقني مو العكس
٣٥٣
ابتسم عبدالمجيد وهو ينزل وليد:يلا يا حبيبي احنا لازم نروح..تبي ترجع للرجال مع عبدالله ولا اتصل على اماني تجيك؟
وليد وهو يحاول يعدل بشته:لا رح ارجع للرجال..بس عدل لي بشتي خرب
ابتسم وهو يعدل بشته ويلبسه بالطريقه الصح وبعدها عدل غترته المايله ومسح بقايا روجها عن خده..بغرابه الغيره الي لأول مره يحس فيها
باس خده بعد ما مسحه وقال وهو يودعه:يلا مع السلامه يا بابا اشوفك بعدين..لا تنسى تسلمني على يوسف وتقول له ما يشوف شر
هز راسه وهو يتكتم على حقيقه تعب يوسف المستمر من اسابيع على توصيه امه وقال:مع السلامه خالي
رفع راسه لمداد وبابتسامه:مع السلامه مداد..مبروك
بادلته الابتسامه الواسعه:الله يبارك فيك..عقبالك يا صغير
لف وهو يرجع بنفس الطريق الي جا مع خاله منه
وقف عبدالمجيد وهو يمد يده لها بابتسامه
مدت يدها وباطن كفوفهم يلتقي..ندبات يده ونعومه يدها
خلّف هالاحساس قشعريره سرت يجسد مداد..قشعريره القصه المخيفه الي قد تكمن خلف هالندبات..هي ماتعرف هالقصه بس من كثره الندبات تعرف انها مرعبه
———
عند مها
دخلت على عمر بممر فاضي بين قسم الرجال والحريم
لف من سمع صوت خطوات كعبها واتسعت ابتسامته:تراني مشتهي العشاء وجيت عشان خاطرك
ابتسمت له ولما وصلت له قالت باهتمام:وجهك منور..يارب انك بخير وان النور مو من اضاءه القاعه
ضحك وهو يقول:لا لا بخير ماعليك
قربت له وهي تعانقه براحه غادرتها من بدايه اليوم وهي تعرف ان عنده جلسه غسيل تنتهي قبل العصر بنص ساعه وتعرف انه بعد الغسيل يعاني من غثيان قوي
مسح على ظهرها وقبّل كتفها القريب
ابتعد عنها وما قدر ما يلاحظ الكدر بملامحها..احتوى وجهها وهو يقبّل خدها:استانسي..صدقيني مافيني الا العافيه
رن جوالها برقم امها وردت:هلا يمه..لا عاد!..بيقولون اختفت تتوحم!..خلاص بجي الحين والله رح ارقص من بدايه القاعه لنهايتها ماعليك
قفلت الجوال وضحك وهو مصدوم:تتوحم!
تنهدت:امي تبالغ الله يهديها..برجع الحين لو تعبت ارسل
هز راسه وهو يترك خصرها ويحط يده على خشمه:على هالخشم
رجعت بعجل وجلست بجنب امها لما رن جوالها برساله منه"ما يمدي المصوره تصورك؟..ما شبعت من شوفتك خمس دقايق ابي اتأمل الصوره"
اتسعت ابتسامتها ولمعت عيونها وهمست امها:هذي الملامح الي تسر الخاطر
لفت على امها وبنفس ابتسامتها:تقومين ترقصين معي؟
ضحك امها:ليتك اختفيني منزمان اذا بترجعين مسفهله..يلا قومي
———
٣٥٤
بالفجر
علقت بشوت عيالها وغترهم وخرجت من غرفتهم
انحنت وهي تشيل كعبها وعبايتها بتعب قبل تدخل للغرفه
نزلت مقبض الباب واتضح لها صوت يوسف بالحمام والتعب يسطو عليه
رمت الي بيدها عالسرير وبخوف تناديه:يوسف!..يوسف فيك شي
كان صوت تجرعه للألم هو الواضح ففتحت الباب على امل انه غير مغلق
تنهدت بخوف لما حصلته مقفل لكن سمعت القفل ينفتح من الداخل
فتحت الباب وكان منحني عالمغسله الي بجنب الباب..يخرج كل اشمئزازه الي تشكل على هيئه تعب يفتك بمعدته..اشمئزازه من فكره الزواج بأسم شخص متوفي
اتسعت عيونها بدهشه وتقدمت له وبخوف:وش فيك
قفل عيونه وهو يرجي ربه الثبات والصمود..يرجي ربه ماتزيد حالته سوء وهو يشوف جهل زوجته وزينتها وفرحتها بزواج اخوها"عبدالمجيد" والواقع المقرف انه"عبدالعزيز"
فتحت المويه وضمت كفها وهي تملى تجويفه مويه وبعدها بمثل حنيه واهتمام كف وليد الصغيره قبل اسابيع مسحت على وجهه وهي تغسله..عل المويه تغسل الحزن الي زار عيونه الجاحد بأن حق الضيف ثلاث ليالِ لا غير
سحبت المنشفه وقبل تجفف وجهه استقام ظهره وخرج من الحمام
تبعته وجلس على طرف السرير
انحنى ظهره واستند جسمه على اكواعه الي تحفر ركبه
وغطى وجهه..غطى خيبته
جلست بجنبه..بحيره بين الفعل والا فعل
الحقيقه قصت ظهره..الحقيقه سرقت نفَسه من نفْسه
بلع ريقه اكثر من مره..قبل يرفع الرايه البيضاء لدموعه
قبل يرفع الرايه لحقيقه تحول اعز الناس بقلبه للمتسبب بأكبر جرح حس فيه طول عمره
استسلم للألم..للحزن..للوجع
انصدمت وهي تسمع صوت بكاء مكتوم يصدر منه..انصدمت من رجفه عجزت تحدد سببها..التعب؟ولا البكاء؟
البكاء معدي حتى لو تجهل اسبابه
انسابت دموع تكونت قبل لحظات بعيونها وقربت له وهي تعانقه..ورجفته تنتقل لها من رأسها الي استند على ظهره المائل
كان حزين..برغم ان الحزن كان روتينه الا ان هالحزن اعظم..حزن اعمق بكثير..حزن جديد لكنه عتيق جداً بقلبه
همست ببحه البكاء الي تعانق حنجرتها:بس يا يوسف تكفى..لا ترميني للجهل..كلمني فضفض لي..تخلى عن مافيك لي تكفى..يوسف تكفى لا تسكت..سو كل شي الا انك تسكت..لا تطلع من الغرفه ولا تغادر السرير.. بس لا تسكت!..الي داخلك مارح يخف بالصمت لازم تحكي
ارتفع صدره وهبط بفعل الخفقان الي سيطر على قلبه..موحش شعوره..موحش شعور وجود المستمع وانعدام الكلام..موحش انه لو حكى بيحكم عليها بهالحزن الي يعيشه
٣٥٥
هدأ بعد دقايق وابتعدت عنه..ازاحت كفوفه عن وجهه واحتوته بكفوفها هي
التقت عيونهم الباكيه..وبهاللحظه فاض الحكي وماقدر يتحكم فيه
همس بالانهزام:اسف..اسف لأني اخرب فرحتك
زمت شفايفها وهي تقاوم:لا تتأسف..فرحتك فرحتي..اذا انت حزين انا مستحيل افرح
بضعف قال:تكفين..اليوم بس لا تصيرين اخته..اليوم بس عشان اقدر احرر الحكي العالق بحنجرتي
عرفت انه يتكلم عن"عبدالعزيز"وعرفت مخطئه انه يعاني من فقدانه:انا اليوم مو اخته..انا زوجتك يا يوسف..انا اسمعك
بصوت يعاني من حقيقه وجوده وكذبه فقدانه:ماقويت اروح وادخل الزواج..اسمعهم يباركون له وانا مفروض ابارك..ما قدرت اشوفه يفرح..انا اسف يا اماني وعارف انه اخوك وتهمك فرحته بس..كيف يقدر؟..كيف يكون يشبهه لهالدرجه ويمضي..كيف يشوفه بالمرايا كل يوم وعادي!
كان يقصد"عبدالمجيد"..كان يرثيه..كان مقهور عليه ما يتخيل يموت وينتحل اخوه شخصيته..بغض النظر عن نواياه بس تثير غثيانه فكره لبس ملابس شخص متوفي والنوم على سريره وممارسه حياته بطبيعيه
اكمل ونبرته تخونه:كيف شاف اخوه ميت..كيف كمل حياته بعدها؟..كيف تقوى ومضى وما كأن الي مات نسخته..بل حتى هو!..كيف مات بالحادث ولكنه عاش بعدها؟
حتى وان تظاهرت بغير ذلك بس بعض كلام يوسف كان اقوى من قدره تحمل قلبها..وصفه لاخوانها اوجعها ولكنها وعدته تسمعه..تجاهلت كل مشاعرها هاللحظه لأن الي يتألم هنا هو يوسف..لأنها ماتبي تخسر زوجها مثل ما خسرت اخوها لازم تسمعه..لأنها تعرف لو استمر على هالحاله بدون بدون اي محفزات او مسببات الحياه رح تفقده..وهذا اخر شي ممكن تتحمله بل حتى الانهيار يبدو اسهل من التحمل
بللت شفايفها وهي ماتقدر تبرر لاخوها"عبدالمجيد"سبب بقاءه على قيد الحياه برغم ذكرى"عبدالعزيز"الموجوده بكل تفاصيل حياته هو بالخصوص:ربي زرع فينا قدره التحمل..ربي ما كتب لك انك تكون صديق عبدالعزيز وتفقده بيوم وترجع بعدها تتزوج اخته وتقابل اخو عبدالعزيز التؤام بشكل كثير الا لأنه عارف انك بتتحمل ليش ربي كتب الموت له مو لغيره؟..مو لأنه عارف ان الي حوله بيتحملون كل هالمكتوب؟
عرف انه"الغيره" الي تتكلم عنه هو"عبدالله"اخوها..وعرف انها تقصد ان ربي كتب الوفاه لشخص يعيش على الارض شخص يطابقه صورةً وصوتاً لأنه عارف ان الي حوله بيتحملون رؤيته ووفاته بنفس الوقت..وعرف انه يجبرها تبتعد عن اقصى راحتها..عرف انها تعيش اسوء ماقد يعيشه المرء..تتفاول على اخوها لمجرد المسح على حزنه وطمأنته..عرف انها تؤثِر على نفسها كل شي في سبيله..تؤثر ألمها مقابل نجاته..تتحمل كلماتها الي تجرح قلبها قبل حنجرتها والسيناريوهات المؤلمه عشان تنجيه من حزنه
٣٥٦
اكملت ونبرتها تخونها:رؤيه شبيه له يعيش برغم حقيقه وفاته تعور..بس اجر الصبر مطلق
اضطربت انفاسها وهي تكمل:الصبر على الحياه والوفاه...
قطع جملتها وهو يستوعب مدى تهوره لما قرر يفضفض لها عن اخوها وسحبها وهو يحضنها..مطمئن لها بعد فوات الاوان
غطت عيونها وهي تجهش بالبكاء..مدركه حقيقه صعوبه الامتحان الي ربي وضعهم فيه..صعوبه الظنون..اعتيادهن على وفاه عبدالعزيز ولكن برضوا اعتيادهم على رؤيته بارجاء البيت..بارجاء حياتهم عن طريق ملامح عبدالمجيد
وزواج عبدالمجيد بقدر ما انه مفرح الا ان تذكر عبدالعزيز وتذكر وفاته بعمر صغير قبل يلحق يخوض تجارب كثيره من اهمها الزواج كفيل بكشف الغطاء عن الحزن
مسح على ظهرها كمواساه صامته..وبعد فتره قال بندم:انا اسف..انتي اخته وزوجتي وماتقدرين تكونين غير الاثنين
ابتعدت عنه وهي تمسح دموعها بعجل:لا تتأسف..بس تكفى اوعدني انك بترجع لنا..انا ما اقدر اكون ام لوليد وعزوز بدونك..ما اقدر اسد فراغ غيابك..وليد يحتاج ابو يعدل له غترته بالمناسبات..ما يحتاج امه تعدل له بطريقه غلط ولما يروح يطلب من جده يعدلها له..عزوز حتى برغم صغر سنه الا انه يرفض الاكل ويبكي اذا ما شافك عالطاوله معنا..انا ابيك يا يوسف وانا كبيره كيف عيالنا الصغار؟
سكتت وهي تبلع ريقها وكملت:ما اقول لك لا تعيش حزنك..عيشه بالقدر الي تحتاجه بس ابيك توعدني..ان بالنهايه بتطلع منه..ابيك توعدني ان له نهايه
—————————
بعد ليالي طويله
اطول من العاده لكن اكيد انها اقصر من ان تكون"شهر العسل"
فتحت عيونها وصوت المويه دخل لاحلامها
عقدت حواجبها بتعب الرحله الطويله بالامس ولفت وهي تشوف الساعه من جوالها
نامت اطول من المعتاد وهذا كان سبب فزتها المصدومه
ابعدت الفراش عن جسدها وكل ذره نوم تطير من عيونها
دخلت غرفه الملابس الغير منفصله عن الغرفه الرئيسيه وبدأت تبحث بالترتيب الجديد عن ملابسها
انفتح باب الحمام(تكرمون) وناداها من ما حصلها عالسرير:مداد؟
مداد وهي تحاول تتذكر ترتيب الملابس الي رتبتها قبل ثلاث اسابيع:هنا
دخل وهو يجفف شعره باستغراب:صباح الخير..لا يكون صحيتك؟
بعجل وهي تسحب ملابسها بعد ما لقتها اخيراً:صباح النور..الله يهديك ليش ما صحيتني؟
ابعد المنشفه:ليش؟تونا بدري..ورانا وقت طويل
وقفت وبعجل:الساعه ٧:٣٠ ودوامنا يبدأ ٨:٠٠..غير الزحمه ومتى نوصل؟
ضحك بذهول:بسم الله على قلبك..تونا الساعه ٦:٣٠..قدامنا ساعه ونص بيمدينا نوصل قبل ٨:٠٠
رمشت بصدمه:صادق؟
ضحك وهز راسه:اي والله..يلا عشان ما يروح توتر التأخر عبث تجهزي عشان نروح نفطر
٣٥٧
تنهدت وهي ترجع شعرها:يلا عالاقل نكسب شي
ابتسم وهو يقبّل راسها لما مرت من جنبه:على بال ما تتجهزين انا بنزل اسلم على امي وابوي
ابتسمت:سلمني عليهم
نزل لهم عن طريق الدرج وكان لسانه يدندن بروقان اسلوب الحياه الجديد
تعرف عبدالله الي كان يطلع من غرفته على هالصوت وقال بفرحه:عبدالمجيد؟
لف قبل ينزل الدرج المؤدي للدور الارضي وضحك:حي الله ابو سعود
تقدم له عبدالله وما تحرك هو لأنه يعرف ان عبدالله حدد مكانه عن طريق بُعد صوته ولو تحرك مارح يتمكن عبدالله من معرفه مكانه خصوصاً انه ساكت
وصل له وحضنه بطريقه صدمت عبدالمجيد الي ضحك وهو يطبطب على ظهره
عبدالله بفرح يظهر على صوته:الحمدلله عالسلامه..طولت الغيبه
ضربه بعد ما كان يمسح على ظهره:اي طولت..عشر ايام تسميها غيبه؟..انا ما اشتقت لك من قصر المده
عبدالله بضحكه:قول الي بتقوله عارف داخلك مشتاق
ابتعد عنه لما سمع صوت امه وهي تهلي وترحب فيه:حياك الله يا ابوي..يا هلا والله تو بيتنا رجع له نوره
نزل بعجل قبل تصعد له وابتسامته شاقه وجهه
حضنها واطال بحضنها وبعدها ابتعد وهو يقبّل راسها:وشلونك يا تاج راسي؟
امه بابتسامه:بخير يا نظر عيوني..وشلونك انت؟ووشلون مداد وكيف سفرتكم؟
مشى معها للصاله وهو يجاوبها:كلنا بخير ومداد تسلم عليك..يارب لك الحمد انبسطنا وابتعدنا عن الشغل فتره جت بوقتها الصراحه
استغرب لما ما حصل ابوه بالصاله ولف وهو يسأل امه:وين ابوي؟ما صحى للحين؟
امه:لا لا صاحي منزمان بس راح يودي امجاد لمدرستها
جلس مع امه وعبدالله وبعد دقايق قال:يلا اجل انا بصعد..ورانا يوم دوام طويل
امه بعتب:الله يهديكم وانا امكم جايين هالمسافه كلها وواصلين الليل متأخر وتداومون من بكرا؟..الي ما يعرفكم بيقول ربي مسلط عليهم مدير ما يخاف الله
ضحك:هنا تعرفين الى اي درجه وصلنا بالانضباط الوظيفي
عبدالله بسخريه:والله الغباء الوظيفي..ناقص عقل ويسمع بالانضباط..عالاقل اليوم ارتاح بعدها بكرا داوم مارح يصير للمكتب رجلين وبينحاش بها
عبدالمجيد بحماس لما يوصل للمكتب اكيد بيتبدد:والله الشغل وصل لنقطه احنا الاثنين مو قادرين نلحق عليه ويوم واحد يفرق بالشغل
ودعهم وصعد لها
دخل وقفل الباب وراه احتراماً لخصوصيتهم حتى وان كان بيتهم متصل ببيت اهله
صادفها وهي تطلع من الغرفه وتحط الطرحه على راسها
ابتسم:مشينا؟
هزت راسها بابتسامه وقال وهو يتوجه للطاوله الي تكمن بمنتصف الصاله:بعطيك مفتاح باب الحوش والشقه قبل لا انسى
٣٥٨
أنت تقرأ
اشوفك ديرةٍ ضمت مداد دنياي؛وانت العزيز الي رويت الحشا ري
Fantasyمين قال الجهل نقمه؟ العيش بالجهل نعمه كبيره وعظيمه مارح تستوعبها الا لما تُصاب بِلعنه الادراك لعنه ابديه مارح تفارقك..مرض مزمن تمسك فيك ومارح يفكك --