السادس عشر

181 4 0
                                    

٣٠١
ابتسم وهو يشوف فرحه امه:لو داري ان الزواج بيفرحك كذا قلت من اول
امه ودموعها تنهمر قالت بحده:داري منزمان ان الزواج بيفرحني بس فجرت راسي بكلامك الفاضي.ما استقريت..المشروع ما استقر..مو مستعد نفسياً
ضحك من هالكم الهائل من العتب الي تحمله امه له وقال وهو يقرب لها ويقبّل راسها:استقريت والمشروع قاعد ينجح واستعديت نفسياً..مو قلت لكم اصبروا علي واذا حسيت اني جاهز جيت لكم بنفسي قلت لكم زوجوني؟
ابوه ابتسم:بنات الناس ينتظرونك تخطبهم؟.صحيح انك بعين امك غزال يا ولدي بس مو فعيون كل البنات
انفجر ضحك:افا يا يبه اجل انا مو غزال؟
ابوه بمزح:والله ودي اقول غزال بس صعبه..وانا يا ابوي تراني اخاف الله واخاف ذنب الكذب الي بحمله لو جاملتك
هز راسه وهو يقول:تمون يا سعود..قويه بس تمون
رد يجلس بمكانه وسأله ابوه:لا تظن انك الشهر الجاي بتجلس مع ابو البنت والمملك ترا الرحله صعبه وطويله..قل لامك شروطك وهي تدور لك على وحده تناسبك..ولا تظن ان بس هنا ولقيت الي تبيها لا يا ولدي..زي ما انت تبي مواصفات ببالك حتى بنت الناس بتشوف الي فيك السيء قبل الجيد..غير اهلها بيبحثون حتى عن ابوي الله يرحمه
تنحنح وهو يقول:اشك في بعض خطواتك..تبوني اكون معكم صريح ولا بتقومون في وجهي؟
امه بهدوء:اذا ما كنت صريح معنا بموضوع الزواج متى تكون صريح؟..هي زوجتك الي بتكمل معك سنينك الجايه وهي ام عيالك..شورك ورأيك اهم من رأينا كلنا بالنهايه انت الي بتعيش معها يا يمه مو احنا
ابتسم وهو يقول:بس الله يهديك قبل شهور اصريتي على شريكتي كأنك ماشفتي قبلها بنت!
ابتسمت امه على طاريها:بس ما يمنع وانا امك اعطيك اقتراحات
ضحك وهو يقول:اذا اصرارك كله كان اقتراح..الله يعيني لو تصرين على وحده مابيها
ابوه بتساؤل:طيب ما قلت لنا الي تبي؟
سند ظهره وحس بغرابه:انا في بالي وحده..وابيها وعندي رقم امها...
قاطعه ابوه بدهشه:من وين جبت رقم امها؟؟..لا يكون..
قاطعه بسرعه وهو ينفي كل افكار ابوه:لا يا يبه مالي درب بهالامور..رقم امها مع اماني مو معي
امه براحه:اشوا يا ولدي طمنت قلبي الا الحرام وانا امك..بس مين هي هالبنت؟تعرفها اماني؟
بلل شفايفه وهو يقول:تعرفينها اكثر من اماني..
سكت وهو يشوف ابتسامه امه الواسعه وضحك:مداد يا يمه..الي انتي بنفسك دخلتي فكره الزواج منها براسي
ابتسم ابوه:ماشاءالله منهي هالبنت؟
امه بفرحه:شريكته بمشروعه السابق
حك حاجبه وبتردد:والحالي
لفت عليه وباستغراب:الحالي؟
٣٠٢
بلل شفايفه وسكت وشهقت امه:مداد شريكتك بهالمشروع!!!!!
عبدالمجيد بدفاع عن نفسه:لو قلت لك قبل كانت بتكون رده فعلك نفس هذي..عشان كذا سكت وقلت لكم انه شريك
امه بغضب:ليش ماقلت لي من البدايه؟
عبدالمجيد:عشان ماتحنين علي عشان اتزوجها وانا مابي!
امه بعجب:والحين هذا انت تقول لي اخطبها!..مين الي رح يحن على الثاني؟؟
ابوه بتساؤل:طيب ليش كل هالسالفه؟الحمدلله شريكته الله يبارك لها ويبارك له ويكتب لهم الخير
امه بحده:انا طول هالفتره قلبي ما هدأ عليها..قلت دعيتي لولدك ونسيتي الي شاركته نفس المصيبه..ربي سخر لولدك هالمشروع وهي يا حياتي بعدها تتخبط بين الوظيفه والثانيه
تنهد عبدالمجيد وقال:طيب ربي فتح عليها ابواب رزقه..الحين هذي سالفتنا؟ماتقولين ابي رقم امها؟ماتقولين متى اتصل عليها؟
ابوه:يلا عاد يا ام عبدالعزيز احنا ننتظر هاليوم من سنين..اتصلي على امه الليله
عبدالمجيد بصدمه:لا عاد مو اليوم!..اصبري لبكرا
ابوه بتساؤل:ماخذ موعد انت؟..خير الامور عاجلها
عبدالمجيد باصرار:لا بكرا الله يرضى عليك..اليوم امي متحمسه اخاف تبالغ
ضحك ابوه وقالت امه:انا زعلانه عليك
ابتسم:بترضين اذا تزوجت الي كنتي تبينها كل هالشهور؟
امه بحده:رح اتصل على امها بعد بكرا
عبدالمجيد ضحك:اهم شي اتصلي يا شيخه
—————————
بعد كم يوم
كان عمر جالس على طرف السرير يلبس ساعته ودبلته وعالجوال يكلم ابوه الي اتصل عليه من بدري
ابوه:اسمه عبدالمجيد بن سعود ال****
عمر رفع حاجبه بدهشه وقدر يميز اسمه..شريكه:اعرف واحد من هالعائله بسأله عنه
ابوه:ورد لي خبر..مارح اعطيها واحد ما اعرف عنه اي شي
عمر تنهد:هالكلام يا يبه تقوله لمداد ماتقوله لي..بيفرق معها مو فارق معي
ابوه بتساؤل:انا متصل عليك عشان تحاسبني على كل كلمه اقولها؟..انا عقوبتي بهالدنيا هم عيالي
تنهد وبقل حيله:خلاص طيب بشوف عنه بس فكنا من هالكلام..تبي شي؟
ابوه:لا
عمر:يلا فمان الله
قفل منه ووقف بعد ما لبس جزمته(تكرمون) ومزاجه انقلب مليون درجه بعد مكالمه ابوه
دخل للصاله وقال لمها الي كانت مشغوله بتجهيز القهوه:انا طالع
رفعت راسها بذهول:طالع!..والقهوه الي جهزتها!
نزل راسه لصينيه القهوه المتزينه بورده الاحمر الذابل والجاف..بلل شفايفه وقال:يلا مانردك
جلس وواضح العجل عليه
٣٠٣
صبت له فنجال وشربه بسرعه برغم حرارته
تعلقت عيونها عليه..على ردود افعاله..بالرغم من تألمه كان راضي عشان بس يطلع..يطلع بيوم الجمعه الظهر الي الكل يكون مع اهله فيه
قبّل يدها وهو يقول:تسلم يدك..بس والله مستعجل رايح لواحد من اخوياي
وقف وخرج وسط انظارها المصدومه
بللت شفايفها وهي تقاوم كل رغباتها الحاليه
قفلت عيونها بصبر وحلم..برغبه حقيقيه باعطاء عمر فرصه..اعطائه فرصه للاستيعاب بان مها مو كماليه بحياته..انها زوجته ولها حق عليه!..هي طول عمرها ما كانت تفضل اوقات الدوام وتسلط مهند المزعج..من تزوجت صارت مستعده تتحمل الي يصير بالشغل ولا الي يصير بالبيت
فرصته الاخيره..ست شهور مرت عليها مثل ست سنين..عمر فيه جميع المواصفات الكويسه..بس للان عجز ينفصل عن عالمه الخاص..عن استقلاليته الي مفروض يشاركها مها الحين..مها الي حاولت تشاركه كثير من وقتها..وهو باول فرصه يحصل فيها وقت فاضي يدور له صاحب ويطلع معه..او مو حتى صاحب..يطلع لوحده
عمر مو مستوعب انه متزوج وللان يعيش حياه العزابيه..الي تغير بالنسبه له انه يصحى كل يوم بجنبه زوجه..اما بالنسبه لمها؟..انقلبت حياتها للاسوأ..مها الي لطالما كانت الاولويه ببيت ابوها..الي لو بغت تحكي حصلت الي يسمعها..الي لو تكدر خاطرها جا من يسألها..الي اعتادات الصباحات الصاخبه والليالي الطويله..هدوء حياتها مع عمر يقودها للجنون
بدأ تتقهوى من قهوتها الي تحس بسخونتها تحرق قلبها..قهوه سوتها على امل تجمعها سالفه بعمر تحسسها بقيمتها له..شربتها بكسره خاطر منه مو متأكده هالمره هل هي نابعه عن قصد او لا
بدون شعور منها انتهت هالقهوه خلال وقت قياسي
بللت شفايفها وبلعت ريقها الي يقاوم كل رغبات البكاء من حراره القهوه
رفعت جوالها وهي تتصل على امها..سكَنها واولويتها..المستمع لحكيها السأل عن حزنها
ثواني ووصلها صوت امها الضاحك:الطيب عند ذكره..تو اختك تقول عمر سرقك مننا
ابتسمت علّ غصتها تروح وسألتها بنبره تقاوم الانهزام امام ضحكه امها:افا يا حبيبتي..تسكتين عنها؟..انا طوايف عمر ماتسرقني منكم
امها ابتسمت:دام الجمعه وما جيتي اكيد سارقك..مين يفوت الجمعه مع اهله؟
٣٠٤
مها وهي تغطي عيونها:يلا هذا احنا تونا مخلصين قهوه..رح اجيكم..تبين شي وانا جايه؟
امها:سلامه قلبك يا حبيبتي..ترفقي بالطريق وسلمي لي على عمر وقولي له اني اسأل عنه
مها ببحه:ابشري يا يمه..اشوفك بعد شوي
قفلت من امها وشالت صينيه القهوه وهي توديها للمطبخ
لبست عبايتها ولفت حجابها وطلعت..بس قبل تطلع ارسلت لعمر رساله قصيره جداً مختصره"انا رح انام عند امي اليوم مشتاقه لها"
كانت محتاجه تبتعد عنه..محتاجه مسافه تفصلها عنه..محتاجه ضجيج بيت ابوها ينسيها طاري هالعمر ويفكها
قفلت جوالها بعدها..اغلقته تماماً..مبتعده عن كل ما يربطها بعمر..ولو ان الدبله بيدها
—————————
عند عبدالله
كان بمستشفى العيون باحد مراجعاته المعتاده
خرج من غرفه الدكتور وبدأ يمشي بمساعده عصاه وهو يحس بشخص يمشي وراه..بخطوات تشبه نغم يميزه..خطوات متقاربه صوت وقعها عالارض يكون سريع متتالي..بسرعه يقدر يميزها بين الاف اصوات خطوات الاشخاص..هالخطوات تنتمي لابوه
ابتسم وكمل مشي..اعتمد عبدالله على نفسه كلياً بعد الحادث لما صار عمره ٢٠سنه..اي بعد الحادث بثلاث سنوات
صار يروح لمواعيده لوحده..يقضي مشاويره لوحده مجرد وجود السواق معه لانه مايقدر يسوق..يدرس لوحده وعاش استقلاليته القديمه
ابوه ماتركه بأي موعد..من كان عمره ٢٠سنه حتى اليوم وعمره ٢٥سنه للان يرافقه وعبدالله يمثل الاستغباء
دخل للمصعد وتحسس بانامله الكتابات الي بلغه برايل واختار من الازرار زر"B2"
دخل ابوه للمصعد معه وضغط زر اخر عشان يشتت عبدالله..يمثل انه عابر ورح ينزل لدور مختلف عن دور عبدالله..وفعلاً نزل قبله بدور وعرف عبدالله من السماعه الي بالمصعد والي تقول اسم الدور الي توصل له عشان تساعد ذوي الاحتياجات الخاصه مثل عبدالله
ضحك عبدالله من انغلق الباب وهمس:الله يصلح قلبك ويطمنه يا يبه
خرج بعدها لما انفتح الباب واصدرت السماعه تأكيد بأنه الدور المطلوب
خرج وكان السواق ينتظره عند الباب
ناداه والتفت له عبدالله:يلا يا احمد خل نروح
احمد حامل الهويه العربيه:يلا يا ابني..السياره قدامنا بالضبط
٣٠٥
عبدالله ابتسم:توقعت ابوي قطع عادته..شفته فوق قبل شوي
احمد وهو يمازح عبدالله:شفته؟..احتمال من الاثنين..يا اما ربي انعم عليك بالبصر..يا اما انت بتكذب علي وطلعت تشوف
عبدالله بضحكه:والله شوف..احتمال اكون اكذب عليكم كلكم واكون مبصر بس حبيت اشغلكم شويتين
مسك احمد ذراعه وهو يدله لمقبض الباب الخلفي ولما مسكه تركه وهو يركب قدام مكان السائق
تحسس عبدالله السياره لحد ما وصل لمقبض الباب الامامي بجنب السائق وفتحه وهو يركب
احمد ابتسم:انت مديرنا..مايجوز المدير يركب هنا
عبدالله وهو يخاطبه بلهجته:انا اخوك..المدير ربنا وحده
احمد بضحكه:انت بعمر اولادي يا عبدالله..اخوي بعمر ابوك
عبدالله وهو يشاركه الضحكه:تبي اقول لك يبه بلهجتي ولا بابا بلهجتك؟
حرك احمد متوجه للبيت وكملوا الطريق يتشاركون بعض السوالف والذكريات
استذكر عبدالله كيف كان ابوه يمسك يده ويمشي معه يومياً للمسجد..يدله عالطريق ويعلمه كيف يوصل للمسجد..كيف صرف عليه مبالغ وقدرها بعمليات وفحوصات ومر على كل دكتور عيون بالسعوديه ومرات حتى اضطر يسافر عشان يحصل على استشاره من طبيب انمدح له بدوله اخرى بأمل ان بصره او القليل منه يرجع..كيف ابوه كان النور بوسط عتمه العمى
ضحك وهو يشاركه طريقه"قياس الطول"الجديده خصوصاً ان عبدالله كان وقتها بمرحله نمو وللان طوله ما ثبت..كانت الطريقه الامثل لمعرفه طوله الجديد هي بمقارنته بطول ابوه..تعود ان طوله بطول ابوه وزاد عليه بشي بسيط جداً..وان طول امجاد مثلاً يوصل لكتف ابوها
ذكر عبدالله مرحله حرجه بحياته..بعد سنه من الحادث حيث بدأت ذاكرته تنسى الوجوه..بالتدريج بدأ ينسى ملامح اهله ويصعب عليه تذكرها..ابوه وقتها سأل له عن حل واكتشف ان فيه طريقه خاصه بالتعرف عالأوجه..حيث يعتمد الكفيف على انامله بتذكر الصفات والملامح..كان وجه ابوه هو اول شخص لمسته ذاكره انامله..اول شخص استرجع ملامحه..تذكر وقتها كيف ماقدر يمسك نفسه وانهار عند ابوه الي انقذه من فكره نسيان ملامح الجميع..بمن فيهم نفسه!..كان خايف ينسى ملامحه
شاركه احمد بكثير من الاحداث الي خاضها مع اطفاله خلال اجازته الماضيه..عن عربه المأكولات الي قرروا افتتاحها وفشلت..عن تجاربهم الي خاضوها سوا بدونه..عن سفرتهم للمدينه الي بجنب قريتهم وعن سباحه اطفاله بالبحر لاول مره بحياتهم لان طريق البحر كان يبعد مسافات قد تمتد لساعات من منزلهم..ضحكوا على مزحات نقلها احمد عن اطفاله وابتسم عبدالله وهو يسمع دعاء احمد لزوجته الي صبرت وكبرت العيال بغيابه وتحملت الشقاء الغير محتمل
٣٠٦
وصل للبيت ونزل عبدالله للبيت واحمد لغرفته
وقف قدام الباب وهو يطلع مفتاحه ويفتح الباب فيه
وقف ابوه وراه وقال:السلام عليكم
رد عليه السلام وسأله:من وين جاي؟
ضحك عبدالله بخفوت من تمثيل ابوه وقال وهو يجاريه:موعدي مع دكتور العيون..قلت لك عنه قبل شهر
ابوه وهو يعقد حواجبه:هو كان اليوم؟..نسيت..اي وش صار؟
عبدالله وهو يفتح الباب ويوقف عليه:ما صار شي..نفس العاده استجابه العين ماتغيرت
ابوه وهو يدخل:يلا الحمدلله خير..احتسب الاجر وتذكر ان المسلم لو تخدشه شوكه يتجازى عنها بالاجر..كيف انت وربك رحيم عليم وكريم
ابتسم وهو يقول:الحمدلله على جميع النعم والنقم..الحمدلله
قفل الباب وانصدم من قبّل ابوه جبينه
مسك كتفه وهو يبعده عنه وبذهول:تكرم يا يبه..مفروض انا الي ابوس راسك مو انت
تحسس كتفه صعوداً لعنقه حتى راسه وارتفع هو وهو يقبّل راسه:الله يخليك لنا سند ويطول بعمرك ولا يذوقني بيوم حزنك
ابتسم ابوه:اللهم امين..والله اني احبك يا ولدي..انا حاس ان ربي انعم علي بعيالي..اخجل اطلب من ربي اكثر من كذا..هو رزقني اكثر مما استاهل
ابتسم عبدالله وهو يمشي بجنب ابوه:والله انك كثير علينا..مع شديد احترامي لكل اخواني بس محد يستاهلك تصير ابوه..كثير علينا كلنا
ضحك سعود وهو يقول:عاد الشكوى لله صرت ابوكم
شاركه عبدالله الضحكه ودخلوا للبيت
صعد ودخل لغرفته وحط عصاه ونظارته عالتسريحه
شال ثوبه وتوجه لسله الملابس الي بالزاويه بجنب الدولاب
رمى الثوب فيها وبعدها فتح دولابه..الباب الاول
بدأ يتحسس التيشيرتات باطراف انامله حيث يعرف كل واحد فيهم عن طريق ملمسه وبعض المتشابهات بكرت صغير اضافته امه على علاقه الملابس لكل قطعه كرتها وعلاقتها
حس بملمس القطن وتوجهت انامله للكرت وهو يقرأ الكتابه المحفوره..او حروف برايل عليه
عرفت انه تيشيرت رمادي من الكرت وانه قطن من الملمس
طلعه وحطه عالسرير ورجع للدولاب وهو يسكر الباب الاول ويفتح الثاني..حيث الارفف
يعرف ان الرف الاول للبنطلونات البيضاء..الثاني للسوداء..الثالث للرماديه..ويعرف برضوا ان الباب الرابع للثياب البيضاء والشمغ الحمرا..والباب الخامس فيه الثياب الشتويه والغتر البيضاء او الشتويه
اخذ له من الرف الثاني بنطلون وبدل ملابسه بهالطريقه
٣٠٧
توجه للتسريحه وتحديداً منتصفها لكن الجهه الاقرب لليمين واخذ عطره منها وهو يتعطر..بعدها المشط الي كان بالدرج الاول عاليسار وبدأ يمشط شعره بالطريقه الي اعتادها..على ذوق امه الي دايم تقول له انه اذا مشط شعره للجنب اليمين تبرز ملامحه
بهالروتين والانسيابيه..اطول من وقت استعداد الشخص السليم لكنه قياسي جداً بالنسبه لشخص انتقائي كعبدالله
—————————
صباح يوم جديد
عند مها
عقدت حواجبها بانزعاج من انفتح الباب
بالتدريج بدأت تفتح عيونها بعد ما فتحت امها الستاره واشعه الشمس دخلت الغرفه
امها وهي نجلس على طرف السرير:يلا رح اعطيك اياها
هزتها بخفه وهي تصحيها:مها..مها يا يمه يلا اصحي..عمر يبيك
فزت من سمعت اسمه وقالت بذهول:عمر؟
مدت لها امها الجوال واخذته بصدمه وهي تحطه على اذنها
وصلها صوته بنبره مختلفه..نبره مهتمه:مها؟
بلعت ريقها:هلا..فيك شي؟
عقد حواجبه:انتي فيك شي؟
مها باستغراب:لا..مافيني شي
عمر بتساؤل:تعبانه؟صوتك متغير..مبحوح
مها وهي تحاول تكتشف شي من امها:لا مافيني شي..يمكن من الجمعه منزمان ما اجتمعت مع اخواتي
بلل شفايفه وحس بشيء فيها:اتصلت عليك امس ومارديتي..ورسايلي ما توصلك
استوعبت ان جوالها مفقود وتلفتت حولها وهي تبحث عنه
تذكرت انها مانزلته من السياره وقالت:مقفلته ونسيته بالسياره امس
كان عذرها غير مقنع بالنسبه له وسمع حس عندها وعرف ان امها معها وعشان ما يحرجها ولا يحرج نفسه قال:خلاص اذا نزلتيه من السياره ارسلي لي..اكلمك وقتها الحين ما اشغل جوال خالتي..سلميني عليها مره ثانيه واعتذري لها نيابه عني على ازعاجها
مها بهدوء:تمام
قفل منها وهي مدت الجوال لامها وهي ترجع تتمدد:عمر يسلم عليك ويعتذر عن ازعاجه لك
امها بحده:قومي اشوف وراي حكي طويل معك
لفت على امها وبتهرب:يمه تكفين..والله تعبانه خليني انام
امها باصرار:اخلص حكيي وتنامين
تأففت وهي تجلس وباستغباء:وش هالحكي الي يخليك تحرمين بنتك الراحه؟
٣٠٨
امه بتساؤل:وشلونك مع عمر؟
ميلت فمها:بخير الحمدلله..ليش؟
امها بتساؤل:صايره بينكم مشكله؟
ضحكت مها بخفوت:الله يهديك يا يمه..عليك افكار
امها بحده:مها لا تقلقيني عليك وجاوبي على قد السؤال
هزت راسها بالنفي:لا ابداً..مو صاير بيننا الا كل خير
امها بتساؤل:اجل وش هالاتصال الي قبل شوي؟..اعرفك ترا انتي خبز يديني..مستحيل تنسين جوالك
مها بابتسامه تحاول تطمن امها:يمه والله بكل جديه احاول ما اضحك..الحين لو صارت مشكله بقفل جوالي؟..
قاطعتها بسخريه:انا ماقلت تطفين..انا قلت تنسين
مها وهي تتقن النبره الصادقه:بقفل جوالي ولا انساه بالسياره مو فارقه كلها واحد..بعدين لو انتي صدق تعرفيني بتعرفين ان لو عندي مشكله ما اتجاهلها..اروح واتكلم واحكي ما اكتم بداخلي..مو انسى جوالي بالسياره وما اكلمه!
امها:ليش كانت نبرته متغيره؟..كانه يخفي شي
ضحكت مها:يمه انا وانا زوجته ما اعرف كل نبراته..صدقيني لو فيه شي رح اجي احكي لك مارح اسكت
امها بعدم ارتياح:اتمنى..لان المشاكل ببدايه الزواج ما تقبل الحلول..لانها اكيد كبيره
مها بابتسامه:تطمني ماعليك..عمر رجال والنعم محترم وخلوق وعمره ماغلط علي
امها تنهدت وقالت:يلا ارجعي نومي
ضحكت مها:ياليت تقفلين الستاره والباب تكفين
امها بهدوء:ان شاءالله..عطيني مفتاح سيارتك اطلع واحد من عيال اخواتك يجيب جوالك منه
مدت لامها مفتاح سيارتها ورجعت تتمدد وترد تنام تحاول تتناسى الي صار والي اثر سالباً على نفسيتها..ما اعتادت الكذب على امها وماتبي تعتاده
—————————
عند سامي
انتهى من شغله لليوم ونزل من مكتبه الصغير الي اقتصه من غرفته بعد توسع مشروعه
نزل ودخل للصاله وهو يلقي السلام
امه بابتسامه:ماشاءالله خلصت؟
سامي بهدوء:ايه توني مخلص وبطلع مع عبدالمجيد الحين
ضحكت امه:ماشاءااله هالمجيد صرت تشوفه اكثر من ما تشوفنا
ضحك وهو يحك حاجبه:شسوي يا يمه على جوي ويفهمني
ابتسمت:الله يجعله عند حسن ظنك دايم وما يتغير عليك..روح انبسط يا يمه الله يفتحها بوجهك..اطلبك طلب؟
سامي وهو يتقدم ويقبل راسها:امريني
٣٠٩
امه بحزن:مر على محمد قبل تطلع
بلل شفايفه وهذا اكثر طلب يثقل روحه ومع ذلك قال لامه بابتسامه:ابشري
طلع من الصاله وتوجهت خطواته الثقيله للدرج
يحس انه يمشي على قلبه ابداً مو درج
الخطوه اثقل من الي بعدها وكأن الجاذبيه تزيد بشكل عجيب بين كل درجه والثانيه
شق خطواته لأبعد غرفه بهالدور..ابعدها عنه مسافه وقلب
وصل لها ودق بابها وهو ينتظر اخوه محمد يرد عليه
رد عليه بعد مادق عليها اكثر من مره وفتح الباب
كانت الغرفه مظلمه عدا مصباح عند المكتب الي جالس عليه اخوه
حس بهبوط وكتمه عجيبه من جو هالغرفه..من تأثير اخوه عليه
لف اخوه واطال النظر بعيون سامي..نظره يعرفها..يحفظها
رمقها فيها ليالي وايام كثيره..نسى نظره اخوه بسبب هالنظره الي ما يطالعه الا فيها
بلل شفايفه وقال:امي قالت لي امرك..تبي شي؟
اخوه بعد صمت طويل:لا
هز راسه وخرج متجنب اي حديث معه..واسترجع بذاكرته..متى اخر مره شاف اخوه؟..ضحك بسخريه وهو يتذكر مصادفته له باحد الفجريات بالمطبخ..بالرغم من انهم اخوان ويعيشون بنفس البيت وغرفهم تبعد عشر خطوات عن بعضها الا ان سامي يشوف اخوانه المستقلين خارج هالبيت اكثر من محمد..وبهالعلاقه اللوم ما يقع على محمد فقط بل حتى سامي يشاركه هاللوم
محمد يتجنب الظهور بالبيت باوقات تواجد سامي فيه..وسامي يقلل قد مايقدر تواجده خارج غرفته باوقات يعرف ان محمد موجود فيها
محمد الي انعزل عن الجميع صار ما يظهر خارج غرفته الا فالفجر لاداء واجبه كابن لأمه..وسامي الي يشاركه نفس الام صار يجلس مع امه بالظهر تفادياً له
—————————
بعد مرور كم يوم
وقف قدام المرايا
يطالع بنفسه بشكل غريب..كان اكثر واحد يتجنب المرايا بسبب ملامحه..اليوم يبدوا له ان وقع فيها
تنحنح بخوف ورهبه لكونها المره الاولى الي"يخطب"فيها
بدأ يفكر..لو صار لمداد اخو..ولو سوا اخوها مثل ما سوا هو مع ثامر؟..لا مستحيل بالنهايه حركاته كان سببها معرفته المسبقه بهويته
بلع ريقه يفكر..لو اخوها كان متسلط بدون سبب؟
تنهد ونزل بعد ما تبخر
مره بالصاله..على فرحه ابوه ودعوات امه وسخريه عبدالله وامجاد الي للان ما يعرف هل هو يتصنف عزابي مثلهم ولا هو انضم لفريق اماني وحنين؟
٣١٠
امه بابتسامه:لا تتأخر عليهم..اطلع من الحين
ضحك عبدالله:اخخ يا زمن كان ثامر بمجلسنا وكان هذا يحاول يمسح فيه البلاط..ياربي اني اسألك يصير للي بيخطبها اخو ويستقعد له مثل ما استقعد لثامر
ابوه ابتسم:ويالله يارب تعطيه الثقه وفصاحه اللسان وحسن الاطباع والمبادئ الي شفتها في ثامر بذيك الليله
لف على ابوه بصدمه وهو كان ناوي يرد على عبدالله:دقيقه دقيقه يبه..وش تقصد؟..يعني انا معدوم الثقه معوج اللسان سيء الاطباع وفقير المبادئ؟؟؟
ابوه رفع حاجبه:وانا قلت كل هذا؟..الواحد يدعي وتأثمه انت
عبدالمجيد وهو يطلع:والله يا يبه بدال ما تطبطب علي زدت الطين بله
خرج وركب سيارتك وحرك
حيث بيت عبدالكريم ابو عمر
استغرق وقت لحد ما وصل لبيتهم
وقف السياره قدام البيت ونزل ووقف عند الباب ودق الجرس
ثواني وفتح له الباب رجال صغير بالعمر اكيد انه مو ابوها وبدأ يرحب فيه:حياك الله..تفضل يا هلا فيك
شكره ودخل من بعده وعرف قبل يدخل لمجلس ابوها انه اخوها الكبير واسمه عمر
دخل وقابله ابوها بصدر المجلس
تقدم له وهو يصافحه ويسأله عن حاله وقبّل راسه باحترام
جلس قدام ابوه وكان اخوها يقهويهم
كانت الجلسه مريحه وهذا الي صدمه..خصوصاً انه سبق وقعد بمثل هالجلسات مع يوسف وثامر ويعترف ان ابوه كان شديد شوي في مثل هالامور وكان هو مع انه اخوها الا انه يحس نوعاً ما انه بتحقيق ولكن مافيه اسئله صريحه
كان ابو مداد يسولف وياخذ ويعطي معه باريحيه..استغرب بعض الشيء تعامله مع عمر والي كان ماهو واضح للملأ لكن عبدالعزيز يمتلك من التركيز الي ما يخليه يصرف نظر عن هالملاحظه
كان ما ينطق اسم ولده..يأمر وبس..بالرغم من ان اصلاً عمر كان يفعل الاشياء قبل يأمره ابوه
مثلاً يقوم عمر يصب لعبدالعزيز فنجاله وباثناء سيره باتجاه الدله يأمره ابوه بقليل من الحده الخافته -نظراً لوجود غريب بينهم- "قوم صب قهوه!"
لاحظ برضوا ان ابوها ما يعرف ان عبدالمجيد شريكها بمشروعها الحالي..انما يعرف وبس انه كان معها بنفس الشركه القديمه..وطبعاً لما لاحظ هالشيء بدأ يجاري الموضوع عشان ما يضرها..يعرف حقيقةً كيف يخفي المرء بعض الحقائق عن اهله بالنهايه حتى هو اخفى عن اهله ان شريكه يكون"بنت" وتكون اصلاً مداد..اسبابهم تختلف اكيد لكن برغم هالاختلاف الا انه فاهمها ومعطيها عذرها
٣١١
عرف ابوها انه يشتغل بنفس مجال بنته نظراً لتشابه اختصاصهم..راتبه مستقر يارب لك الحمد وعبدالمجيد باعز ازدهاراته..حدثهم شوي عن اهله..بعكس ثامر كان اطراء عبدالمجيد لاهله اكثر..بفخر واعتزاز لانتسابه لهم
قال له ابو مداد ان اسم عائلته مرت عليه وشاركه عمر هالشيء لما قال انه قابل كثير باسم هالعائله لما كان بوظيفته بالجبيل
استمرت جلستهم حتى ارتفع اذان العشاء..استأذن منهم وشكرهم على حسن ضيافتهم ورافقه عمر للخارج
عمر:فمان الله نشوفك على خير
عبدالمجيد ابتسم:فمان الكريم..كثر الله خيركم ماقصرتوا
ركب سيارته وحرك ودخل عمر للبيت يتوضا للعشاء
تذكروا بعض ولكن احتفظوا بهالذكرى لانفسهم..الاثنين كانوا يملكون ذاكره قويه انتعشت برؤيه ملامح الاخر..شافوا بعض للمره الاولى بمشروع عبدالمجيد ومداد الاول الي كان باشراف مهند..كان عمر يسأل عبدالمجيد عن بعض الاشياء بالمشروع وامتد حديثهم لدقيقيتن لا اكثر لكن بشكل غريب ذاكرتهم الاثنين نقلت هالحوار للذاكره طويله الامد
لما رجع عبدالمجيد للبيت بعد صلاه العشاء
دخل للصاله والقى السلام وكان مافيه غير امجاد
ردته وبابتسامه:اهلاً يا معرس!
ضحك وهو يرد:لسى بدري على هاللقب..تعرفين وين امي؟
امجاد:صعدت تتسنن
صعد لغرفه امه وابوه
دق الباب وانتظر لحد ما وصله رد امه
دخل وكانت جالسه بمصلاها..للتو انتهت من نافله العشاء
تقدم لها وانحنى وهو يقبل راسها وبعدها جلس بجنبها بابتسامه
ضحكت امه:وجهك يقول ان ملكتك الجمعه الجايه
ضحك:وينن لا تونا
ابتسمت:وش صار
عبدالمجيد بغرابه:افضل من ما توقعت..او يمكن انا توقعت الاسوأ والله عجزت اعرف
امه بتساؤل:وش سألك عنه؟ابوها حليل ولا؟
شال شماغه وهو يرد:سألني عني وعن وظيفتي وشوي سولف لي باشياء غريبه حسيته يبي يعرف طبيعه تفكيري ببعض الامور..بس ابداً مو مثل ابوي..ابسط بفرق
امه بضحكه:لا يسمعك ابوك
ابتسم وعم الصمت ولكنه قطعه:ابوها متزوج ثنتين او انه طلق وتزوج..شفت اليوم اخوها وقال انه اخوها من ابوها..بس استغربت شيء ليش طلع هو وما جا معه واحد من اخوانها الشقيقين
امه بهدوء:يمكن ماعندها اخوان شقيقين..او يمكن عندها ولكنهم صغار..هو ابو مين؟واخوها الي شفته وش اسمه؟
عبدالمجيد:ابو عمر..والي شفته عمر
امه:اي خلاص يا ولدي..هذا اكبر عياله ولو عنده عيال غيره اكيد شفتهم
٣١٢
رفع كتوفه بغرابه:بس تصدقين لما شفت اخوها تذكرته..بالمشروع شفته مره وسألني عن المشروع شوي وبعدها راح..تذكرت وجهه بس تغير مره الرجال..واضح انه تعبان بشكل مو طبيعي وجهه ذبل بشكل يخوف..مع ان المشروع ما صار عليه سنه حتى يعني انا منصدم كيف يتغير الانسان بهالشكل خلال اقل من سنه
تنهدت امه:الله يعينه يارب ان كانت هموم..والله يشفيه ان كان مرض..سبحان الله
وقف وهو يقبّل كفوفها:امين يارب..يلا يا يمه انا بروح ابدل..تبين شي؟
امه:سلامتك يا حبيبي
خرج من عندها وتوجه لغرفته وهو يفكر بجلسته مع ابوها
—————————
بعد فتره
كان جالس على طرف السرير منحني ويلبس جزمته(تكرمون)
وقف وهو يسأل مها الي كانت واقف تقفل عقدها:مها شفتي دبلتي؟
لفت عليه باستغراب انه ضيعها وقالت:لا..ضاعت؟
حك حاجبه:كانت جنب الساعه اختفت فجأه
رفعت حاجبها وهي تصد عنه وتكمل لبس مجوهراتها:يعني بتضيع الدبله والساعه بتتم مكانها؟..شوف اكيد انها جنبها
سحب ساعته وهو يلبسها ووقف وهو يتقدم للتسريحه بجنبها ويلبس كبكاته
مد يده لعطره ولاحظت اصبعه مافيه الدبله سألته بنبره غريبه:مارح تلبسها؟
عمر:لو بدورها رح اتأخر ماعندي وقت
رش من عطره ووقفت وهي تطالع بنفسها بالمرايا وتشيك على فستانها اخر مره
عمر:خلصتي؟
هزت راسها بدون ماترد وقال:انتظرك فالسياره انا
سبقها وهي اخذت عبايتها ولبستها
عدلت حجابها قدام المرايا ولبست كعبها قبل تخرج بثواني وسحبت شنطتها
تقدمت لكومدينه عمر والي دايم يحط دبلته عليها
بحثت على سطحها ومالقتها وانحنت وهي تشوف تحتها
ابتسمت بسخريه لما حصلتها بمكان واضح..كانت طايحه بين الكومدينه والسرير وما استغرق ايجادها سوا ثواني قليله
سحبتها ووقفت وهي تطلع وتنزل له
فتحت باب السياره وركبت
سحبت يده وهي تفتحها وتحط دبلته بداخلها بصمت
عمر ابتسم:اوهه حصلتيها..وين؟
قالت وهي تربط حزام الامان بنبره غريبه حازمه:تحت الكومدينه
قال وهو يحرك:شكلها طاحت وانا اشيلها
مها:يمكن
لف عليها مستغرب هالبرود وقال بتساؤل:لا يكون زعلتي؟!
رفعت حاجبها ولفت عليه:ليش ازعل!
عمر وهو يلف عالطريق:كل ما في الموضوع دبله
٣١٣
سكتت وهو يزيد الطين بله وبعدها قالت وهي تخرج من صمتها بعد فتره كتمان طويله:الموضوع مو بس دبله..دبلتك يعني زوجك كله..انك تنسى دبلتك او "تتناساها" مصيبه..كانت تحت الكومدينه..استغرق وصولي لها اربع ثواني بالكثير وانت ما سمحت لهالدبله تاخذ من وقتك هالاربع ثواني
عقد حواجبه:قلت لك مستعجلين..ولو مالبستها يوم مارح تضر..اذا شلت الدبله مو يعني انا شلتك تراها خاتم
تنهدت وهو ما يفهم ماتعنيه..مايفهم لا صمتها ولا الكلام
التزمت الصمت ورفعت رايتها البيضاء..الفتره الاخيره بالذات صايره ما تتقبل اغلب افعاله..تتنرفز من ادنى شي منه وصمتها زاد من التراكمات الي تكتمها
وقفوا قدام اشاره مما اتاح لعمر فرصه القاء نظره عليها ولما شاف احمرار وجهها عرف انه لو صمتت هي وشاركها هالصمت مارح ينتهي الموضوع على خير..اعتاد بكل نقاش يلتزم الصمت..اعتاد ان رأيه ما يفرق فدائماً كان يحتفظ فيه لنفسه حتى بعد زواجه..لا زال يمارس هالطريقه مع مها الي تختلف عنه كلياً..مها الي طلعت من بيت يفهم النظره..عمر يفهم الكلمه..طلع من بيت لو ما حكيت فيه مستحيل تنفهم..وهو عمره ما حكى!
بلل شفايفه وهو يقول:حقك علي..بالعاده ما تضيع ولكن اليوم سقطت مني سهواً..ان شاءالله اني رح اتوضى للمغرب فيها
ضحكت باعصاب تالفه:مابيك تعتذر
عقد حواجبه باستغراب ونبرته تتغير:وش تبين؟..لو بررت ما تقتنعين ولو اعتذرت ما تبين!
مها وهي تحرك يدينها كثير وهالشيء يدل على شيء مافهمه عمر:هو مو عن انك تحكي ولا تسكت ولا تبرر او تعتذر..انت قاعد تسكتني...داخلك مو مقتنع لا بتبريرك ولا حكيك ولا اعتذارك
رفع حاجبه:وش هالاحكام المسبقه؟؟..ما اظن انك دخلتي لقلبي وعرفتي اذا اعتذاري كان نابع منه ولا لا
بللت شفايفها وقالت وهي تقفل عيونه وتكف عن تحريك يدينها اثناء كلامها:عشان اعرف مشاعرك ماله داعي ادخل لقلبك..الموضوع ابسط
عمر بحده:لا مو ابسط..مو بكلمه تقدرين تحكمين وتفسرين..انا ما تحكمني ولا احكم الكلمات
ضربوا له السيارات الي خلفه لما فتحت الاشاره وما حرك ونفض يده بحده وغضب:اطير!!!
حرك لما تغيرت الاشاره للون الاصفر بسرعه عشان يلحق عليها والتزمت مها الصمت ماتبي تخرب اجمل يوم ممكن يمر عليها..ملكه اختها..ملكه مداد..الي تكاد تجزم انها بتفرح فيه اكثر من فرحتها بملكتها الي كان اقل ما يقال عنها مخيفه
سكت وهو يكره يحكي بوقت غضبه..لان عمر نادر الغضب ما يعرف بتحكم بنفسه بهاللحظه فافضل حل هو الصمت..الي مو صعب بالنسبه له لانه مارسه مجبر وتمرسه مخير من طفولته
——
٣١٤
ببيت سعود كان الوضع عكس بيت عبدالكريم
ببيت عبدالكريم طاغي عليه توتر كئيب..ببيت سعود كان التوتر سعيد
وكيف يكون التوتر سعيد؟عائله سعود عرفوا طريقته
نزلت عبدالله بسرعه عالدرج وهو ينادي امه
طلعت امه من المطبخ بعد ما شبّت الجمر وقالت بغضب وتوتر:كم مره اقول لك لا تركض عالدرج لا تطيح علينا ونبلش فيك!
عبدالله بسرعه:يمه وين ثوبي الكحلي؟؟
امه وهي تصعد لعبدالمجيد:حطيته بدولابك قبل يومين
عبدالله بنفي:مالقيته!
امه بحده:واذا فتحت دولابك ولقيته!
عبدالله بتحدي:روحي افتحيه
توجهت لغرفه عبدالمجيد بالاول
دخلت وكان جالس على طرف سريره يلبس ساعته وكبكات اكمامه
ذكرت الله عليه وهي تبارك بفرحه
ابتسم وهو يوقف ويقبّل راسها:الله يبارك فيك وبعمرك
عبدالله بغضب:يمه مابعد ملّك عشان تباركين له ثوبي اهم!
مدت امه البخور لعبدالمجيد وقالت بغضب:امش معي انت الثاني..طولي ويبيني ادور على ثيابه
عبدالله بتأفف وهو يمشي وراها:انتي الي تدخلين ملابسي للدولاب ايش ذنبي!
خرجت امجاد من غرفتها مسرعه:يمه ماشفتي اكسسوار شعري
امهم باعصاب تالفه:انا بدور عنكم كل شي!..دوري تلقينك حاطته يمين ولا يسار
دخلت لغرفه عبدالله وفتحت دولابه واول شي كان قدامها هو ثوبه الكحلي
سحبته وبغضب مدته له:هذا ايش!
سحب الثوب وهو يتحسس التعليقه الي عالعلاقه وبغضب:يمه هذي علاقه الثوب الاسود الصوف!
سحب الكرت وهي تتحسس باصابعها اللغه الي تعلمها قلبها عشان تسهل على ولدها حياته:اي والله الثوب الاسود!
عبدالله وهو يطلع الثوب من العلاقه:الله يهديك يا يمه
امه بغضب:البس بسرعه لا ترادد تراني امك!
ضحك وبسخريه:طيب قولي انك غلطانه..ولا ام المعرس ماتغلط
امه وهي تخرج:لا ماتغلط
طلعت امه وقابلت حنين بوجهها
تقدمت لها وهي تقبّل راسها وكفها:وشلونك يا يمه
امها بعجل:بخير بس انتي جاهزه؟
حنين بضحكه:وش هالتوتر؟..ايه جاهزه وثامر مع ابوي فالمجلس
امها بعجل:قولي لعبدالله ينزل لهم وانا بمر امجاد ادور على الي تبيه
خرج عبدالمجيد من غرفته وهو يسأل امه:يمه شفتي جزمتي البنيه؟
امه بابتسامه:ايه يا حبيبي..كانت بجنب دولابك
عبدالله وهو يخرج بعجل وعلى كتفه شماغه:ايه للعريس حبيبي ولي اذا فتحت دولابك ولقيته!
٣١٥
نزل وهو يضحك على رد امه:تزوج واقول لك يا حبيبي ونظر عيني بعد
سمعت امهم حس عيال اماني وقالت بفرحه:يا حي الله!
دارت متجاهله امجاد ونزلت وهي تهلي وترحب بعيال اماني
وليد بحماس:جده شوفي عزوز لابس ثوب تخيلي!
ضحكت جدته وهي تسأل:والله ما اتخيل!..وشلون لقيتوا ثوب له..الثوب وانا امك ما يليق الا عليك..بس وراك لابس الطاقيه بدون الغتره
وليد بضحكه:مع بابا يقول لا تعفسها قبل نوصل
سلمت على امها وسألتها عن يوسف
اماني وهي تقرب عبدالعزيز عشان يسلم على جدته:مع ابوي وثامر
نزل عبدالمجيد بخطوات سريعه وهو يقول:يلا يلا تأخرنا
اماني بضحكه:يمه هو حلو بالعاده ولا لأنه عريس تكحلت عيوننا؟
امه بابتسامه:لا اسم الله عليه العرس محليه
ضحكت اماني وقال عبدالمجيد:عشان خاطر العرس بسكت..يلا تكفون ما يصير نتأخر
امه بحده:احنا خالصين روح هاوش امجاد
لف وهو يصعد وينادي على امجاد بحده
طلعت من غرفتها وهي تلبس عبايتها وبحده:ترا عادي بتتزوجها لو تأخرت دقيقتين..مارح تطير
عبدالمجيد بحده:اقول بس يلا منتي العروس على كل هالتجهز
ضربته وهي تمشي بجنبه:الحمدلله اني مو العروس ولا مين تتحملك باقي عمرها؟
نزل وراها وقال وهو يروح للمجلس:اماني وحنين بتجون معنا؟
اماني:لا انا بروح مع يوسف
حنين:ثامر قال لابوي يجي معنا هو وامي رح اروح معهم
عبدالمجيد وهو يتوجه للمجلس:خلاص اجل امجاد وعبدالله معي
———
ببيت عبدالكريم
كانت جالسه تمسح دموعها الي نزلت للمره الالف اليوم
ماتدري هي عشان اليوم بالذات صارت حساسه ولا هذي دموع الربكه
بالرغم من انها بغرابه كانت مو متوتره الا ان توتر اهلها السوداوي وتّرها
المنسقه غلطت بالمدخل مما سبب لامها نوبه توتر وغضب فضيعه..ابوها اشتكى من تجهيزاتهم بالمجلس وعصب عليها..وخالاتها وصلوا بدري مما سبب مشكله بين امها وابوها بهاليوم بالذات!
توجهت للحمام وانحنت عالمغسله وهي تدعك وجهها بعجز تمسح مكياجها الي خرب من دموعها للمره الألف
اندق الباب وارتفعت عذوبه صوتها الي تخللتها بحه البكاء:ادخل

‎اشوفك ديرةٍ ضمت مداد دنياي؛وانت العزيز الي رويت الحشا ريحيث تعيش القصص. اكتشف الآن