وخاب أمالها عندما مات أمانها"
الآن لا تدرى السبب لما وصلت إليه الآن؟!!لم تنصفها حياتها يومًا واعتادت على الإهانة منها بنفس مقدار عيشها بها، ولكن ما يختلف تلك المرة الآن أنها استلسمت، لا تملك المقدرة للمحاربة،
يكفي ما عاشته من ظلم على أيدي أقرب الناس لها حتى تُسلب مرة أخرى بقوة من أحلامهاكطفلة صغيرة لا تفقه أي شيء، قد سلبت منها الحياة أحبابها ثم أحلامها
اعتادت منذ زمن أن يُسلب منها كل شيء، بداية من والدتها والتي من بعد وفاتها لم تجد حنانًا يفوق حنانها ويعوضها عنه، فوالدها كان شخص قاسي لا يعرف الرحمة قط،
اعتادت منه على القسوة في معاملته، لم يكن يبالي بها بأي مقدار وعندما يشرب يجن كمن فقد عقلهصفعات، وركلات لا تنتهي أبدًا كانت الإهانة دومًا طريق لها
حتى جمالها الذي يحسدها عليه الجميع يخبرونها صراحة أنها لا تليق به ولم تزيده سوى حقارة !!
يمدحونها ويذمونها بنفس الجملة، لكنها تحملت وواجهت كل هذا بمفردها وبكل قوتها، لكن قوتها الآن ذهبت سدى بدون أن تدري
وكما هي على الأرضية الصلبة وقفت ببطء واتجهت نحو الصوت الذي يناديها بقوة وهي مشوشة لا تدرى إلى أين تذهب
ثم سرعان ما انفرج ثغرها ببسمة واسعة وهي تقول " كارم... إنت جيت عشاني.. كنت متأكدة إنك مش هتسيبني لوحدي "ولكن ما إن اقتربت نحوه حتى تلاشت صورة كارم من أمامها وحل محلها الضباب، نظرت حولها بضياع كطفلة فقدت والدها وتبحث عنه بكل مكان حتى تطمئن وهو بجانبها
وأن تغفو بدون خوف مثلما اعتادتتبحث عن الأمان الذي لم تجده في حضور والدها أبدًا!!
ولكنه تلاشى من أمامها بلمح البصر كما ظهر!!ارتمت على الأرضية الصلبة وهي تنظر حولها بضياع لقد رحل وتركها مرة أخرى بدون أن يودعها، بدون أن يطمئنها بحديثه المعافي للروح وابتسامته التي تعشقها،
رحل بدون أن يوجه لها حديث!!
وأن يقف بظلها يوجهها كعادته وأن يرشدها لعملها ويخبرها بدون كلل أنه لا يحب سواها، ولكن الآن كل هذا من الماضي ليس وجود له..وهي تصرخ بضياع غير محتملة أثر فقدانه " كارم متسبنيش"
ومعها كانت تفتح عيونها سريعًا وهي تنهض من على فراشها بقوة وتقول بصراخ " كارم متسبنيش"
وصمتت بفزع! عندما وجدت عيونه الحادة تنظر إليه وهو على وشك الانقضاض عليها، بلعت ريقها بخوف من نظرته وهي تنظر حولها برعب ظهر بوضوح عليها، مرتعبة من وجودها معه وهو بنظراته التي لم ترحمها أبدًا فآخر شيء تتذكره قبل فقدانها الوعي هو نظراته ثم قسوته في صفعته لها
والتي أقسمت لولا أنها غابت عن الوعي لكان قتلها وقتها، بلعت ريقها ورغم ما أدركته لكنها لم تستطيع الصمود
أمام جمود نظراته لها والخوف الذي يعتريها كلما نظرت إليه ولكنها قالت
بترقب " كارم متسبنيش صح؟!

أنت تقرأ
فى قبضة الشيطان
Roman d'amourأغلقت الحياة أبوابها الوردية أمامها لتستيقظ منها على كابوسها البشع جريمة لم ترتكبها سيتوجب عليها دفع ثمنها مدى الحياة! _ فى قبضة الشيطان_