الفصل التاسع عشر🤍

714 45 20
                                    


لقد ظلمها القدر كثيرا، وحرمت من أشياء من حقها، أجبرها القدر على خوض معركة وصراع فى جريمة لا ذنب لها بها
قد تحطمت حياتها، أنبها ضميرها بكل ثانية عندما تنظر لعينيه وترى نفسها مجرمة بحقه لصمتها الغير مبرر

فقدت والدتها بسن صغير، ثم عنف وأعتداء والدها الجسدى عليها وزوج أختها وتحرشه بها كلما رآها كان ينظر لها بنظرات مقززة بكل مرة رآها بها وعندما ظنت أن القدر أبتسم لها أخيرا قد خالفها حظها مجددا وفقدت زوجها والشخص الوحيد الذى احبها بكل حياتها.. كان كارم..

كان يدور كل تلك الأشياء بعقلها وهى نائمة من فعل المهدء، يمروا أمامهم كشريط فيديو مسجل لكل لحظات الخزى التى عاشتها بداية حياتها حتى الآن.

تراها وتشعر بها وترى نفسها بكل عمر مضى تتذكر ما شعرت به وقتها، ضمت حاجبيها بقوة بألم عندما رأت والدها يضربها بقوة كالسابق فتألمت وكأنها تتلقى الضربة منه الآن وليس مجرد ذكرى من الماضى
ولكن الالم الذى يسكن بداخلها منذ هذا الزمن لم ينسى ابدا..

أرتجف بداخلها وهى تتشبثت بالمفرش برعب فائق عندما رأت والدها يخلع حزامة وهو على وشك صفعها، أقترب والدها منها بتمهل ثم عندما فرد الحزام ليبدأ بصفعها

فاقت من نومها وهى تصرخ بخوف وهى تبتعد لآخر الفراش بعيدا عن والدها كى لا يطولها ضربه الحزام كما رأت بالحلم، فتح نزار عينيه سريعا على صوت صراخها وراى حالتها والذعر الذى يتلبسها عندما ابتعدت لاخر الفراش وهى تضم جسدها بيديها المكسورة بخوف وهى تبكى وترتعش بقوة

أسرع بالاقتراب منها وقال بقلق " مالك يا نارين.. بتصرخى لي"

نظرت له نارين بخوف ثم حولها باستغراب لمكانها ومازالت دموعها تغرق وجهتها

أقترب منها نزار وضمها وقال بحنان" اهدى يا نارين.. اهدى مفيش اى حاجه دا مجرد كابوس.. مفيش حاجه انتى معايا"

ارتمت داخل حضنه وبكت بقوة عندما تذكرت اخر شئ حدث لها وهجوم ريم عليها وكانت على وشك قتلها وهى تنتقم منها حتى نارين لم تستطيع ردعها

وقالت ببكاء" كانت عايزة تموتنى، كانت عمالة تضرب فيا وتقولى انى السبب وان انا لازم اموت وترتاح منى انا معملتش حاجه يا نزار والله معملتش حاجه
ولا قتلت كارم والله العظيم ما قتلته ولا عملت اى حاجة له، معملتش حاجه والله"

أغمض عينيه بألم يعصر قلبه عندما ذكرته بجرحه الذى ينزف بقوة مجددا والذى تغاضى عنه هو سابقا من أجلها، وكيف يواسيها الان وهو من يريد المواساة فهو من فقد إبيه وأخيه الوحيد
ولن يعوضه أحد عن خسارته التى يشترك الجميع بها على هذا النحو

تنهد وهو يؤمى لها ويربت على شعرها بحنان بعدما تجمع شتات نفسه وقال" عارف يا نارين عارف انك معملتيش حاجة، بس ريم أعصابها تعبانه الشويه دول عشان كدة هجمت عليكى اهدى"

فى قبضة الشيطانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن