𝐒𝐄𝐕𝐄𝐍

130 12 1
                                    

𝐄𝐍𝐉𝐎𝐘

______________________

[𝐌𝐈𝐍𝐇𝐎'𝐒 𝐏𝐎𝐕]

تَأكدتُ مِن انعِكَاسي عَلى البَاب الزُجاجِي لِلمطعَم لِلمرة الأخِيرة قَبل أن استَجمِع شَجاعَتي وَ اخطُو إلَى الظَلَام ، لِدقِيقة أو إثنَتين لَم استَطِع رُؤيَة شِيء عَدا بَعض الصُور الظلِية ، عِندما اعتَادت عِيناي عَلى الظَلَام أصبَحت تِلك الصُور قَابِلةً لِلرُؤية.

مَشيتُ إلَى المَكان الّذي التَقِينا بِه أنَا وَ جِيسونغ أوَل مَرة ، كَانت الطَاوِلة فِي زَاوية المَطعَم وَ كَانت تِلك المَنطِقة الأكثَر هُدوءً.

"جِيسونغ؟"
هَمستُ بِتردُد.

"اوه ، أنتَ هُنا"
رَد جِيسونغ بِنَبرة مُتردِدة أيضَاً ، عَلى الرُغم مِن الثِقة التِي نَمتِلكُها أثَناء الدَردَشة ، كَان الأمرُ مُختَلفاً تَمامَاً فِي الوَاقِع.

"لَم أكُن مُتأكِداً مِن مَجيئك"
استَرخِيت عِند سَمَاع ذَلك الصَوت المَألُوف ، جَالِساً عَلى الكُرسِي المُقابِل جِيسونغ.

"لَن أُفوت فُرصَة كَهذِه"
ابتَسمت بِجانِبية مُحاوِلاً بِقدر استِطاعَاتي أن أرَى مَلامِحه.
"أكَان عَلِينا اللِقاء فِي مَكانٍ كَهذا؟"

"أُحب الظَلَام ، إنَه كَمشهَد مِن فِيلمٍ قَدِيم ، فِي الظَلَام لَا شِيء مُستَحِيل ، فَقط أنَا وَ تخِيلاتِي"
تَنهد جِيسونغ بِضِيق قَبل أن يُتابِع.
"فِي اللِيلة الّتي التَقِينا بِهَا ، فشِلت بِتَجربَةِ أدَاءٍ مُهمَة ، عِندمَا صَعدتُ عَلى المَسرح كُل مَا رَأيتُه هُو تِلك الأضوَاء السَاطِعة المُسلَطة عَلي وَ هِي تَحرِقني مِنَ الدَاخِل ، تَجمدت وَ لَم استَطِع الأدَاء بِشكلٍ جِيد ، غَضِبت بِشدة وَ شعرتُ بإحبَاطٍ مُمِيت ، فَقد ذَهب كُل الوَقت وَ المَال الّذي انفَقُه وَالدَيّ كِي أُحقِق حُلمِي هَبَاءً.."

استَمعتُ لَه بِإهتِمَام شَاعِراً بِقلبِي يَتمزَق مَع كُل كُلمة يَنطقُها ، كُنتُ أوَد مُواسَاته ، تَقرِيبَه مِني وَ احتِضَانه ، تَمرِير أصَابِعي بِين خُصلَات شَعره..

"لِهَذَا السَبب أحُب الظَلَام ، هُو يُبعِدني عَن تِلك الأضوَاء"
أكمَل جِيسونغ حَدِيثه ، أحَاطَنا الصَمت لَكِنه كَان مُرِيحاً ، كُنا نُحاوِل دِرَاسة ظِلال بَعضِنا.

"أنَا اعتَذِر"
كَسرتُ الصَمتَ أخِيراً.

"لِما؟ غِيري يَمتَلك مَشاكِل أسوَء لَكِنَني فَقِط أردتُ الشُعُور بِفخرِ وَالدَيّ بِي.."
رَد جِيسونغ وَ صَوتُه كَان يَرتَجِف ، خَمنتِ أنَه يُحَاول ألَا يَبكِي.

لَم استَطِع التَحكُم بِنَفسي أكثَر ، لِذَا أحطُت بِوجنَته بِكفِي أقرِبُه لِي بِلطف ، بَشرتُه نَاعِمة لِلغَاية وَ قَد شَعرتُ بِحرَارتها تَرتَفِع إضَافَةً لِشعُوري بِسرعَة خَافِقي كُلمَا اقترَبت مِن وَجهِه أكثَر.

اختَلطَت أنفَاسُنا ، لَم يَبتَعد كِلانا عَن الأخَر..

اغلَقتُ تِلكَ المَسافة بِين شِفاهِنا ، كَانت القُبلة نَاعِمة وَ بَطِيئة ، حَاوَلت أن أُوَاسِيه بِها لِأننَي فَاشِل بِالمُواسَاة بالكِلام.

لَم أشُعر بِالشَغف المِفاجِئ دَاخِلي ، شَعرتُ بِشيءٍ أفضَل مِن هَذا ، شُعورٌ بِالدِفئ يَغمُر كُل جُزءٍ بِجسَدي.

كَورتُ وَجهَه بِكلتَا يَدايّ ، وَ مسحتِ بِإبهَامِي عَلى وَجنتِه بِخفَة أثنَاء قُبلَتُنا ، شَعرتُ بِالنُشوة وَ السَعادة الشَدِيدة ، فَصِلتُ القُبلَة وَ لَكِن لَم ابتَعِد عَنه.

"اعتَذِر ، كُنتُ فَقِط.."
حَاوَلت البَحثَ عَن كَلمَاتٍ لِأبرِر لَه مَا أقدَمتُ عَلِيه لَكِن لَم استَطِع.

"لَا بَأس لَا تَقلَق"
قَاطَعني جِيسونغ بِصوتِه الهَادِئ.

دلكتُ رَقبَتي بِتَوتر ، وَ قَد أحَاطنَا الصَمت مُجدَداً لَكِنه كَان مُزعِجاً هَذِه المَرة.

بَقِينَا نَتحدَث لِسَاعتِين تَقرِيباً بَعد أن كَسر جِيسونغ ذَلك الصَمت ، عَرفتُ أكثَر عَن حِياتِه ، وَ أخبَرتُه عَن شَغفِي بِالرَقص وَ حُبِي الشَدِيد لِلقِطَط ، ثِم قَررنَا المِغادَرة عِندمَا لَاحظنَا تأخِر الوَقت.

"فِي المَرة التَالِية التِي نَلتَقي بِها سَتُرِيني وَجهَك اللَطِيف ، ألِيس كَذَلك؟"
سَألتُ وَ قَد تَشكلَت ابتِسامة جَانِبية وَ قَد كِنت مُقِينَاً تَمامَاً أنَه يَشعُر بِالخَجل.

"رُبَما ، مِن المَحرِج قَول هَذا بِصوتٍ مِرتَفِع لِكنَني.."
رَد جِيسونغ وَ تَوقَف قَبلَ أن يُكمِل
"أحُب كَونِي فَتاك الغَامِض"

______________________

صار تطور ملحوظ بينهم فراشاتت :(.

انيواي ، حبيت اقول اني ببدأ فيك جديد من كتابتي بس اخلص هيدين ، هي مش باقيلها كثير وتخلص و بحاول اعجل فيها ، نشرت الانترو حق الفيك لَـ يلي يبغى وقذا 👈🏻👉🏻.

كونوا بخير 🫂.

𝐇𝐈𝐃𝐃𝐄𝐍 | 𝐌𝐒حيث تعيش القصص. اكتشف الآن