مَعاييرٌ مِثالية ( هاتوري هيجي)

334 23 165
                                    

" أعِد مَا قُلته من فضلك ! "

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

" أعِد مَا قُلته من فضلك ! " .

" أنا أشعُر أننا غير مُتناسبين، لذا لِننفصل " نَطق تِلكَ الكلمات وباشر بالوقوفِ بعدها مُترددًا يَنتظرُ منها إجابة على كَلماته وَ عندما رأى جمودها إعتذر حانيًا رأسه ثم أعطاها ظهرهُ مغادرًا بسرعة.

أما هَي فَقد صَدر من حَلقها تَنهيدةٌ مُثقلة وبادرت بِوضعِ يُسراها أمامِ عينيها تُغطيهما بِحركة لا إرادية ، ها قَد فقدت حَبيبُها الذي وَجدتهُ بصعوبة.

كَانَ مِثاليًا ؛ ليسَ بالمعنى الحرفي لَكنه كان يحملُ جميعَ المعايير التي وضعتها عندما فَكرت في نوعها المُفضلِ من الفتيان. أبيضُ البَشرة ذو قامة طَويلة ، ملابِسهُ مهذبة وأنيقة على الدوام ، يَرتدي نظارةٍ رَفيعة وكما أنهُ يعشقُ الكتب! ، ولا نَنسى شخصيتهُ المُراعية واللطيفة .

" مالذي فَعلتهُ فقط؟ " همهمتَ تُحدثُ نفسها بينما تُحاول أن تأخذ نفسًا يَنشُرَ الراحة عَبر أضلاعها التي كادت أن تُضيق المكانَ على قلبها المَفزوع من كلمات الإنفصال السريعة هذه .

وَقبل أن تَتمكن مِن فِهمِ ما حدث شَعرت بِرعشةٍ باردة تَنتقلُ في كاملِ جسدها ثُمَ بِبللٍ يِتدفقُ من أعلى رأسها إلى أطرافِ خُصلاتها البُنية العتيقة.

" مالذي-!" .

" آوه أنا أسفة حقًا " قبل أن تَصرخ غضبًا إعتذرت المُتسببة بذلك مُتعجلة وأخذت تَقتربُ منها مُحاولة أن تمسح الشايَ المُثلج الذي سَكبتهُ لكنها صَفعت يدها بِسرعة تُبعدُها وتصبُ جامَ غضبها المُتراكم على تلكَ التي كانَ توقيتُ غلطتها خطأً .

"أبلهاء أنتِ؟ ، مالذي صَببتِهِ عليَّ ؟ " أردفت مُشمئزة تُبعدُ خصلاتها المُتشابكة واللزجة عن وجهها الذي دَمرَ السائلُ أناقته ؛ فَقد سالَّ الكِحلُ وتلاصقت رموشها وذَهبَ تَعبُ ساعةٍ كاملة قضتُه تُحاولُ أن تُطابقَ بين خُطوطِ الكحل للعينين.

"أنا أسف-" لم تُكمل تِلكَ أعتِذارها الا وقد أوقفتها بِزمجرة غاضبة متفوهة بِعدم فائدة الأسف ومن ثُم إلتفتت تجمعُ أغراضها بِأيدٍ مُرتجفة عندما أدركت أنها مَصبُ الإهتمامِ في هذه اللحظة وأن جّميع تلكَ العيون الواقعة عليها كانت تَنحصرُ مابينَ الإزدراء والشفقة .

بَينَّ الوَمـضات|| أقاصِيصٌ عشوائيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن