الهَمس الخَافت (سانو شينتشيرو )

205 16 57
                                    


إفتَرشت الأرضُ الخَضراء بِالعشبِ الزيتُوني يُنصفُها مَسرحٌ مُتوسط الحجم يُقابله العديد من الطاولات والكَراسي الصَغيرة التي زُينت بأكملُها بِذلكَّ اللونُ النَقيُ الصافي'الأبيض' وَقد بَدت الزَخارفُ على المَسرح تتخذُ نَهجًا أنيقًا تُظهرُ السبب الذي صُنعت لأجله.

الزِفاف.

إرتِباطُ رُوحين بِعقدِ مُقدس وتقييدُهما بِلزمِهما أن يَكونا الكتف والقلب والسند للطَرفِ الأخر وتُرهات أخرى لا تُحبِذُها تِلكَ التي تَستمعُ لِعهودِ الزواج تُتلى على أطرافِ مَسامِعها من قِبلِ أحدِ القَسسة ذو الشيب الواضح .

عِندَما أردفَت العروس بِلهجةِ جَذِلة مِوافقتها على الزواج مِن ذلكَ الذي تُقابُله عيناها أومأ ذلكَ الذي يُردفُ العهود تِباعًا يقول بِنبرةٍ عالية رَتيبة " أعلِنُكما زَوجًا وزوجة وأتمنى لَكما السعادة والهناء" .

أزَحت وجهها عن مَنظرِهما المُبتهج بِضيقٍ خانق وفَضلت بَدلًا من التصفيق بِغيرِ روح أن تُحدق بالطاولة أمامها تُفكر أتبدءُ بالكانولي أم الفاجورس وقد بَدى لها الأخيرُ أكثَر جاذبية لِذا مَدت يَدها تأخذُ قطعة وتتفاجأ بيدٍ تَفعلُ الشيءَ ذاته .

نَظرت لِمن يُشاركها التَفكير و الذوقَ -لِتركه التصفيق والنظر للزوجين كالباقي والتركيز على الطعام مثلها - لِتجد ملامِحًا تَنتمي بالتأكيدِ لشخصًا آسيوي .

بؤبؤة عينانِ سوداوتانِ واسعتان يُحيطُ بهما جفنُ أكحلٌ بَهي ، شَعرُه الفاحُم شابه الّليلَ الذي يَنسدلُ بعضَ الأحيان دونَ نجومه وقد إمتدت خُصلاته الفاحمة هذه فقط لِأطرافِ عِنقه تُلامِسُها بالكاد  ، سِلسالٌ فضي إمتد يُعانقُ رقبته .

عِندَما أطالت التَحديق بِه رأته يُميلُ رأسُه حائرًا من نَظراتِها فرمشت تُعيدُ لِنفسها وَعيُها الذي سَرح وأردفت بِمرح له تستفهم بخفوت " أنتَ أيضًا مللتَ من تلكَ السخافات؟ ".

أجابها بِلكنةٍ تُوضح كون الأنجليزية ليست لُغته الأصليه بِينما يَهمس بخفوتٍ مُماثل لِخاصتها " لَقد سُحبتُ لِهُنا دونَ رغبة مني لِتلببة أمرٍ العجوزِ في بيتِنا " .

إبتَسمت له تَشعرُ بِالراحة لِمشابهة وضعُه مع وضعها ومن ثُم أخذت حلوى الفاجورس تَقضمُ منه تراهُ يَفعلُ مثلها ومن دون أدنى تردد نطقت بَعدها تُعيدُ النظرَ له " أنتَ صيني ؟ " .

" لا ".

" كُوري ؟ أو لا ، لا ، رُبما تايلندي ؟ " ضاقت عيناها تسليةٍ لِمدى الأنزعاج الذي حَلَّ على مَحياه والذي سُرعانَ ما إختفى عندما أستدركت سوداوتاه تلكَ المُتعة المُتجلية على مَلمحها .

" أنا من اليابان " أردَفها بِقلة حيلة ومن ثُم سُرعان ما مد يَده لِيصافحها ناطقًا " شينتشيرو ، يُمكنكِ مناداتي بِشين " .

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Apr 20 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

بَينَّ الوَمـضات|| أقاصِيصٌ عشوائيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن