المقدمة
في أكتوبر 2023 ...
كان المطر يهطل بغزارة وبلا هوادة ، ليغرق شوارع المدينة ذو الإضاءة الخافتة ، حيث كان طويل الشعر واقفًا تحت مصباح الشارع الوامض والذي بالكاد ينير له البقعة التي يقف عليها ، وكان قلبه ينبض بمزيج من الترقب والخوف .
عدل ياقته رافعًا إياها محاولًا حماية نفسه من الهواء البارد الرطب والذي كان يصطدم برقبته ، يتلفت يمنة ويسرة وكأنه ينتظر احدهم، حتى تردد صوت خطى تقترب عبر زقاق ما ، ويتزايد الصوت أعلى مع اقتراب تلك الخطوات كل ثانية.
ليظهر شخص ما بين السواد ، فحن طويل الشعر عندما نظر للواقف أمامه ، جابت بذهنه ذكريات تنتمي لطفولته ، فاستنشق الصعداء لينطق بصوت مرتجف "دانييل ... نحن بحاجة إلى التحدث ، لقد رأيت ما أصبحت عليه الآن وما أنت منخرط به"
توسعت نظرات دانييل بمزيج من المفاجأة والحزن ، ناطقًا " ماذا تفعل هنا جوشوا؟ ما كان عليك أن تأتي !"
" كان علي أن آتي ... لقد نشأنا معًا ! ولا أستطيع الوقوف مكتوف اليدين وأنت تستمر في السير في هذا الطريق الحالك" توسل جوشوا بصوت مليء باليأس.
استحلت لحظة صمت المكان ، لم يقطعها إلا صوت قطرات المطر وهي ترتطم بالرصيف ، ارتخت ملامح دانييل وهو ينظر لجوشوا بخيبة "أنت لا تفهم يا جوشوا ، لم يكن لدي خيار آخر ، هذه الطريقة الوحيدة والتي يمكنني من خلالها أن أبقى على قيد الحياة"
اقترب جوشوا من دانييل ليضع يده على كتف الآخر وينظر في عينيه "هناك دائمًا خيار آخر يا دانييل ، يمكننا أن نجد طريقة للخروج من هذه الورطة معًا ."
———
البداية
في يوليو 2012
ألقت الشمس وهجًا دافئًا على فناء صغير لدار أيتام متواجد بأحد أطراف المدينة الصغيرة ، حيث يضم دار الأيتام هذا عددًا شبه قليل من الأيتام ، تتفاوت أعمارهم ما بين الخمس سنين وحتى السادس عشر ، ومن ضمن هؤلاء الصغار طفلان تميزا بشغبهما وشخصيتهما الآكلة للجو ...
الأول فتى يدعى دانييل يبلغ من العمر 13 عامًا ، كستنائي الشعر وبندقي العينين ، أبيض البشرة وذو قامو طويلة ، أما بالنسبة لشخصيته فقد كان دائمًا ما يشعر بالمسؤولية اتجاه بقية الأطفال في الميتم ، حيث كان بمثابة الأخ الأكبر الذي يوفر الحماية لهم.
بينما الطفل الآخر والذي يدعى جوشوا فقد كان فقط في العاشرة من عمره ، أسود الشعر والقزحيتين وأبيض البشره ، متوسط القامة وآسيوي الملامح ، حاد العينين وكثير الابتسام ، ما يميزه عن غيره هو فضوله الغزير.
في هذا اليوم وجدوا أنفسهم مجتمعين تحت شجرة بلوط كبيرة ، بحثًا عن ملجأ من حرارة الصيف الحارقة ، انحنى دانييل على جذع الشجرة وذراعاه متقاطعتان يسند رأسه عليهما ، بينما جلس جوشوا متربعًا على العشب وبيده غصن صغير يعبث به ، أما بقية الأطفال فقد كانوا متوزعين في الأرجاء أسفل ظلال الشجرة.
أنت تقرأ
الْوُعودُ النَاطِقَةُ
Novela Juvenil- أتعلم ما هي الوعود الناطقة ؟ - أهي خزعبلات قرأتها بأحد الكتب ؟ - لا ... بل الوعود التي لا تنكث .. حاول أن لا تقطع وعودًا لا يمكنك الإيفاء بها ~