الفصل الواحد والعشرون

1.8K 38 29
                                    

الفصل الواحد والعشرون
رواية طوق نجاتي
الكاتبه ابتسام محمود الصيري

رمقها بأعين هاربة لا تستطيع المواجهه، ليس لأنها ما زالت تحب؛ بل لعدم الاستطاعة للنظر كما كانت من زي قبل .. فقد كان "ريان" يشعر بأن الهواء قد فرغ من المكان .. يشعر انه يختنق وهي واقفه امامه .. عطرها الذي يفوح ويتسرب لرئته الذي كان يعشق استنشاقة سابقًا، هو ذاته العطر الذي تشمئز منه رئته وتطرده بقوة، لذا وجه حديثه لها بطريقة بها بجدية:

- بعد أذنك يا نيللي هروح اوصلها الوقت اتأخر.
- ريان لسه مخلصتش كلامي.

اعطاها كارت به عنوان الشركة ورقم هاتفه وابلغها بأقتضاب:

- نتقابل بكره في الشركة سلام.

يا لها من صدمة كبيرة ! لم ينتظر ردها حقا وتركها خلفه داخل دوامه تسحب روحها وانفاسها بدون رحمه... لم تصدق من نطق هو من احبته، وضعت يدها على رأسها تشعر بدوران، نعم هي رسمت اسوء السيناريوهات بعقلها لكن تلك الفعله غير متوقعة، كيف يتركها وهي تبلغه أنها بورطه؟ كيف لم يأخذها بحضانه كما سابق ويهدئها وهو يسمح دموعها، كيف هانت عليه؟ مائة كيف تدوي بعقلها، لكن ابتسمت بوجع وألم وهي تتذكر أنها هي من وضعته في خيار وضيع وهي من تخلت حتى تصل لاحلامها الرخيصة، كانت تظن أنه سينتظرها " يا لها من فتاة حمقاء"، تذكرت أيضاً جملته " هبقى أمنية ليكى صعب الوصول ليها"... مسحت دموعها بكف يدها سريعا وقالت لنفسها "مستحيل يكون كرهني هو بيحبني ومن حقه يقسى عليا هو عارف اني بحبه وكل تصرفاتي طايشه، أنا هعتذر ليه حتى لو الف مره لحد ما يرضى عني، عمري ما هيأس، ريان يستحق التعب للوصول ليه"
جحظت عينيها عندما زادت الفاجعة وجعاً، حين خبطت عائشة كتفها، متحدثه بأسلوب ساخر:

- بالله عليكي يا كوكي تبقي تبلغي الكافيه يجيبوا مبيد الحشرات، إلا الحشرات كترت واتوغلت في كل مكان.

شعرت بالإهانة ولم تنطق كأن احد سحب صوتها، دموعها تجمعت بعد أن مطت كوكي شفتيها وقالت مستنكرة:

- المبيد مش بيقصر في الاشكال دي، دي عايزه چركن جاز.

انكمشت ملامحها بصدمه لفظاظة حديثهما، فهم يتعمدان يجرحونها وكأن شغلهم الشاغل هو إيذاؤها النفسي، رمقتهما وقالت بداخلها: "كيف يفعلان ذلك وهم من كانوا بالأمس أعز أصحابها؟ كانوا؟! لا بل مازالوا جميعهم داخل عمق قلبها؟ لما لا يشعرون بحبها لهما؟!"
                ★*****★

لمعت الفرحة داخل عين "تولاي" بعد أن انتشى قلبها بالسرور أنه فضلها واصطفاها عن تلك الفتاة، اطلقت عنان ضحكتها الرنانه الساخرة وهي تخبر "ريان":

- بس لعلمك ذوقك طلع bad boy، البت طلعت خله ورشقه فوفها زتونه، بالذمة اللي مبيناهم دول رجلين ولا سيخ كفته فاضي...  بس تصدق البت دي طلعت فاضيه من جوه وبره مافيش لحم ولا دم خالص.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jan 15 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

طوق نجاتي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن