”يُقال جاد الحق“
كان مجموعه من رجال القانون يقرأون رساله محتواها
”نحن هنا نتعرض للظلم دون نجاه نحن قلوباً مرهقه ترتجي العداله “
قال احد الضباط حائراً
”هذه المرة السابعه التي نتلقى فيها رساله مجهولة المصدر وتختم باسم ذات النشيج “
اخرج احد الظباط الرسائل القديمه وقراء قائلاً
”عاراً يلاحقنا وظلماً وطغيان من اوليائنا وجرائم تحت مسمى الشرف“
”بجنوب الوطن تحت احد الجبال هناك قريه شيخها جاحظ ارتكب جرماً لا أغفره“
وضع الظابط جميع الرسائل بضرف واحد وقال
”لن نقف مكتوفين اليدين، سأوكل احد المحققين كي يتكفل بحل القضيه“
.........
وضع زميله بالعمل الملف امامه قائلاً
”هيا يارجل الم تقل بأنك تريد الترقيه“
امسك جاد الملف بين يديه وقال
”نعم اريد الترقيه ولكن ربما قد لاتكون هناك قضيه فنحن لانملك سوى رسائل مشكوكة لاتغني عن شيء“
قال زميله وهو يرتشف من القهوه
”لن تخصر شيء،اعتبر نفسك في عطله بين ضواحي الريف“
قال جاد وهو يرتدي سترته ويهم بالخروج
”انا جاد الحق ان كنت ذاهباً فسأعمل بجد. ولن استخف بعملي“
.........
بليلة ممطرة وشديدة البروده سمع الفلاح طرقات متتاليه على بابه، فتح الفلاح الباب ووجه الفانوس على وجه الطارق قائلاً
”ماذا تريد؟ “
امتدت له ورقه مبلله ومحتواها
”انا فتى ابكم اتيت من المدينه كي اعمل فلاحاً معك “
تأمل الفلاح وجهه الفتى اللطيف وبشرته البيضاء وقال
”حسناً لدي غرفتان بامكانك استأجار احداهن“
......
في اليوم التالي بالصباح الباكر
ترجل جاد من سيارته وتقدم نحو باب منزل الفلاح، وبعد عدة طرقات فتح الفلاح الباب ونظر اليه قائلاً
”مرحبا من انت؟ “
وضع جاد امولاً كثيره بين يدين الفلاح وقال
”سأستأجر منك غرفه“
اغلق الفلاح باب منزله وابتعد قليلاً وقال
”اتبعني، غرفتك خلف منزلي“
دخل جاد من الباب الحديدي المصدي وكان امامه بابان، اخرج الفلاح المفتاح وقال
”غرفتك التي باليسار والغرفه الاخرى لفتى ابكم“
ثم صرخ منادياً
”ايان ايها الفتى“
انفتح باب الغرفة وظهر فتى بشعر اسود يغطي جبهته بأهمال ويرتدي ملابس واسعه باللون البني، كان جاد يتأمل ملامحه ثم قال
”مرحبا ايان انا جاد نحن جاران بالسكن اتمنى ان لا تسبب لي الازعاج“
هز الفتى رأسه ايجاباً ومن ثم دخل جاد غرفته ووضع حقيبته على السرير واخرج الكثير من الاورق وبدأ بتعليقهن على الجدران.
.......
بنفس المنزل وبأحدى الغرف القديمه فتاة بعمر 16 تبكي وهي تنظر الى المرأة السوداء بخوف،
«من تقاليد هذه القريه هي لبوث المرأه السوداء بجانب العروس لمده يوميين تقوم فيها بتجديل شعرها كالافارقه ومايلي ذلك وتذهب العروس الى منزل زوجها بتلك الحاله »
دخلت والدتها الغرفه وقالت
”خليل ابن الشيخ جاحظ هو العريس“
قالت الفتاه وهي تبكي
”من سوء حظي يأمي سأعيش بتكبد معه فوالده هو المفتي بضرب النساء“
..........
خرج جاد يتجول بأزقة القريه وكان يشعر بأن هناك اعين تراقبه من خلف الشبابيك الكثيره وحين يرفع رأسه تغلق الشبابيك بقوه فلا يرى شيء، كانت الشوارع تخلو من اي طفله او امرأه وكانها قريه خلقت للرجال فقط، التفت جاد خلفه ورى ايان الفتى الابكم يتبعه بتخفي ،نظر اليه جاد وقال
”ايان هل تلاحقني“
توقف الفتى ثم ركض بعيداً وجاد يركض خلفه، دخل الفتى السوق حتى اضاعه جاد بالسوق المزدحم،
تلفت جاد حوله وقال
”نحن جاران اين تهرب مني“
.........
دخل الفتى البستان وهو يلهث وفور ان رأه الفلاح صرخ
”اين كنت ايها الاحمق؟ “
بدأ الفتى بالحرث بقوه متجاهلاً سؤاله، غضب الفلاح لتجاهله وتقدم منه وضربه بعصاته حتى سقط على الارض وقال
”لم لاتجب؟ انا رب عملك ايها الثور“
اشار الفتى الى عنقه اي انه لا يستطع الكلام، ثم ابتعد عنه الفلاح قائلاً بقسوة
”ليس من شأني ان كنت ابكم“
......
غابت الشمس وعاد جاد الى منزل الفلاح وتوقف امام باب غرفة الفتى ايان وحاول فتحه ولكن وجده مغلقاً ومن ثم دخل لغرفته وهو يعلق الصور التي التقطها اليوم وكان من بينهم الشيخ جاحظ وبعض الرجال،
استلقى جاد على سريره بتعب حتى غفت عيناه وهو بين النوم واليقضه ويسمع صوت فتاة تغني بصوت جميل كأنه قدير ماء في ليلة مقمره،
حاول جاد فتح عينيه ورئ فتاة ترتدي فستان اسود وتتأمل الصور على الحائط بأنشغال، اغلق جاد عينيه وهو يسمع صوتها ثم عاود فتحن ولم يرى الفتاة ولم يعد يسمع صوتها، همس جاد لنفسه
”يبدو انك مرهق جاد“
.........
في اليوم التالي استيقض جاد وهو يسمعى صوت دفوف الطبل وبسرعه ارتدى ملابسه وخرج وهو ينظر الى الرجال الذين يرقصون بفرح امام المنزل، ابتسم جاد ونظر الى الفتى الابكم وكان يبدو عليه الضيق، امسك جاد يده وبسرعه نفض الفتى يده بغضب،
قال جاد
”انت فتى غريب الاطوار “
اعاد الفتى نظره الى الرجال وهو ينظر الى الشيخ جاحظ بحقد وصوت الدفوف تزيد من نار صدره حتى بدت جحيماً مستعر.
............
ارتدت الفتاه عبائتها وهي تودع اختها وكل اركان المنزل بحزن وبعدها جلست على الشباك حتى غادر الرجال المكان واختفى صوت الدفوف،
خرجت تالة الى الحوش وكان عريسها بانتظرها وفور ان رأها حمل عفشها وغادرا المكان،
وصلت تاله الى بيت الشيخ جاحظ وحيين ان دخلت هي وزوجها كان الأب جاحظ وزوجتيه وابنته بانتظارها وقال الاب
”هتان زوجاتي ياابنت الفلاح، وهذه ابنتي زينب ضعيها على رأسك وانزلي والدتك ولاتضعين رأسك برأسها فوالله لترين مني الشر وان خالفتي..... الخ“
ضل الرجل يلقي قوانينه واوامره على تالة وهي تهز رأسها كالعبد المطيع وبعد لحضات دخلت هي وزوجها خليل الى غرفتهم، خلعت تالة عبائته وهي تشعر بالخوف منه، نظر خليل الى شعرها وقال
”افتحي شعرك“
قالت تالة بصدمه
”ولكن/
قاطعها خليل
”قلت افتحي شعرك “
ابتسمت تالة وهي تشعر بالفرحه تخالطها الرهبه وجلست على السرير، جلس خليل بجانبها وهو يتأمل وجهها وامسك ضفائرها برفق وبدأ بفتحهن ، كانت تالة تنظر اليه بصدمه احقاً هذا ابن شيخنا المفتي.
..........
دخل جاد المسجد ليصلي وجلس وهو يستمع لخطبة الجمعه من الشيخ جاحظ قائلاً
”ايها الرجال قو انفسكم نارا وكل راعاً مسئول رعيته الله الله في بناتكم ربوهن ارهبوهن والله ان الشيطان يجدهن فريسة سهلة ويبث فيهن الفساد فيفسدين علينا الرجال والفتنة اشد من القتل “
قاطعة جاد قائلاً
”رفقاً يارجل رفقاً الم تسمع قول الرسول فيهن“«ﷺ»
نظر اليه جاحظ والشرار يخرج من عينيه وقال
”انت شيطان اشر لقد لغوت بالجمعه“
قال جاد غاضباً
”لقد افسدت علينا الجمعة يارجل فبدلاً من تحريضك الرجال على النساء اخطب بما يزرع في القلوب الهدى“
نظر الشيخ الى الاضطراب الذي حدث في المسجد وقال
”اذن ماذا تقول في المرأة التي فتنت الرجل واجبرته على الرذيله“
فكر جاد في نفسه اذن هناك قصة يرويها الشيخ كي يجر الرجال خلفه كالأغنام واجاب بعد صمت
” عقابهم سواسيه مئة جلدة وتشهير “
امسك خليل والده كي لا يضرب جاد وقال
”الم تسمع بغسل العار، هذا هو عرفنا“
نظر اليه جاد بعدم فهم وقال
”ماذا تقصد“
صرخ جاحظ قائلاً
”لا يصلي الشيطانُ بيننا“
وضل يردد هذه العبارة، التفت جاد للرجال حوله وهم يتهامسون كي يخرجوه، ثم نهض بغضب قائلاً
”انا لا أصلي خلف شيطان متحدث“
........
توقف جاد امام باب غرفته واخرج المفتاح وهو يتسائل ماذا يقصد بغسل العار، ثم دخل للغرفه وكتب بالورقه غسل العار ثم علقها بجانب صورة جاحظ، سمع جاد صوت طرقات على باب غرفته، فتح جاد الباب وكان الفلاح امامه والفتى الابكم، قال الفلاح العجوز
”تعال لتناول الطعام معنا، لقد طبخ ايان القرع“
خرج جاد معهم وتوقف امام المنزل وجلس هو والفتى على عتبة الباب يتناولون الطعام بينما دخل الفلاح للداخل، كان جاد يأكل وهو يتأمل بشفقه الرعشه التي بجسد الفتى وكل حين كانت تسقط من يده الملعقه، خرج الفلاح من المنزل قائلاً
”جاد ايها الشاب توقف عن مقاطعة الشيخ جاحظ انك قد تسبب لي المشاكل ولنفسك كذلك“
هز جاد رأسه وقال
”حسناً“
نظر جاد الى عينين الفتى وكانت تلمع كالقطط وهو يستمع لحديثهم، ثم دخل جاد الى غرفته وحمل كاميرته وخرج يتجول بأزقة القريه.
..........
كانت تالة تجلس على السرير وفور ان دخل خليل نهضت بخجل وهي تنكس رأسها، خلع خليل عمامته ثم قال
”مابالك تقفين كالنخله“
تلعثمت تالة ثم قال لها خليل
”كوني كعادتك انا زوجك“
ابتسمت تالة وغزت الحمره خديها ثم خرج خليل ليتناول الغداء مع والدة،
كانا يأكلان وتالة تجلس بجانبهم ولاتأكل كانت تصب لهم الماء وتغرف لهم الطعام وحين انتهوا من الطعام رفعت الاطباق وجلبت لهم الماء وغسلت يديهم، غسلت تالة يدين خليل فأمسك خليل يديها بنوع من الغزل، رفعت تالة رأسها بخجل ونظرت لجاحظ الغاضب وفور ان خرجت قال جاحظ
”بئس“
التفت خليل لوالده وقال
”مابك ابي“
قال جاحظ بغضب
”بي انت، انا لا احب طريقة تعاملك مع زوجتك يجب عليك انت تكون اقسى كي تلزم هي حدودها“
قال خليل
”ابي انها لاتزال صغيرة ويجب ان نعذرها ان وجدنها منها القصور“
قال جاحظ
”لقد سرقت لبك أبنت الفلاح“
ابتسم خليل وهو يستمع لثرثرة والده وهو يحتسي الشاي.
…………
في المساء دخل جاد غرفته وانار الفانوس وجلس امام الجدار المليئ بالصور والملاحضات ثم بدأ بتعليق الصور التي التقطها لبعض الشيوخ والمشبوهين، امسك جاد ورقه صغيره وكتب ماهو غسل العار؟ ثم تنهد جاد وهو يجلس على السرير ويفكر ماهي القضيه؟ انا ابحث عن ماذا ؟ حقاً ان الأمور معقده .
فرد جاد ضهرة على السرير ونظر الى الشباك وهمس :
”لقد قلتي بأنك ترتجين العدالة، اذن ساعديني“
اغلق جاد عينيه وغط بالنوم وهو يسمع صوت فتاه تغني بشغف بصوت كأنه الريح قائله
”كنتُ احتسي دموعيـــــي
.
وأرتجي كأس المنيه
.
وكان لي قلباً بصدريــــي
.
لايكفُ عنِ الأسيه
.
وكان لي سبعاً أمانيــــي
.
في ثنايا الغابريه
.
وكان لي صوتاً جميـــل
.
ورسوماتاً شجيــه
.
وكنت للناسِ بيااان
.
ذاتُ عينان بهيـــه “
تداخل صوتها بأحلام جاد وكان يقول لها في المنام
”من انتِ ولماذا تدخلين غرفتي“
توقف صوت الفتاة عن الغناء واكمل جاد نومه بهدوء ،
وفي الصباح استيقض جاد وتوقف امام الجدار وهو ينظر الى الصور المعلقه وفتح عينيه بصدمها وهو يقرأ الاجابة بنفس الورقه التي كتب بها بالأمس ماهو غسل العار؟ وكان مكتوب بخط غير جميل وكأنه خط طفل من عدم اتزانه عبارة
”القصاص الضرب الأهانه“يتبع ...
أنت تقرأ
"صرخات حُرِمَت عن القانون"
Chick-Litأسم الكتاب [صرخات حرمت عن القانون] للكاتبة كاتوري تتحدث القصه عن: (التعصب الديني، الفوارق بين الجنسيين، حقوق المرأة، قضايا إجتماعيه ودينيه) هدف ساهم.