«اللوحة الأخيرة ١»

215 36 71
                                    


صلوا على النبي وحطوا فوت وعلقوا بين الفقرات حلويني 🫶🏻✨








______________________

الكره.. شعور يتمتع بحس عالٍ من السلبية، ويستطيع جذب مشاعر أخرى معه، فالكره يكره أن يكون وحيدا، فهو محبط حد الجنون، يكره العقلاء، ويحب المتسرعين، حتى يفنوا قبل أوانهم..

وقد أخبرتك سابقا، بإمكاننا الشعور بكل أنواع المشاعر، دون إفراطٍ فيها، كل شيء تستهلكه بإفراط، سيستهلكك..

"كنا نعرفه بلقب "بيكاسو" كان من أوائل السياسيين الذين هتفوا بالراديكالية والإصلاح السياسي في البلاد، ولم يلبث أن تم تعيينه في CITCO حتى بدأ يفرض نفوذه، وبدأت الشكوك تطرح حول صحته العقلية.. بتهمة الإرهاب والتعامل مع أشخاص مشبوهين قتل والدي فيكتور وأخته وأخيه، ثم مثل بجثثهم مطابقا لمجموعة لوحات، فقد نزع نصف جلد وجه أمه، وقطع أصابعها، وهشم رأس والده وأخرج عينيه من محجريهما مع انفه وفمه وأذنيه دون قطعهم بالكامل، ثم وضع أصابعه في فم الفتاة الصغيرة، وقطع يدها ليضعها على رأس الفتى بعد أن قطع رأسه أيضا، كان فيكتور حينها يبلغ من العمر خمس سنوات، لا أعلم حقيقة لما تركه يعيش بالذات، ولكنه استطاع أن يستفيد منه بشكل فعال بعد أن نقل له مهاراته، وصار يقتل بالأسلوب نفسه.. عندما تشكلت الفرقة العاشرة، جعله جنرالا فيها وترك له مهمة الإشراف عليها، كانت فرقة مسؤولة عن قتل السياسيين الفاسدين على حد قوله.. كنت قد تقاعدت في ذلك الوقت، حتى بلغني اعتزال فيكتور وتنازله عن مكانته كجنرال بعد أن أمره بيكاسو بقتل إبنه.. نعم كما سمعت اللقيط أمر بقتل إبنه! ولكن ما بلغت مدة حتى عُدت أرى أسلوب القتل نفسه يذاع هنا وهناك، حيث أطلق عليه كبار الشخصيات "فنان الموت".. تساءلت.. إن كان قد ترك ذلك الشيطان فمن هو ذا الذي يمده بالإلهام؟ ثم أدركت بأنه فقد السيطرة على نفسه، وعلى شياطينه، وصار مسيطرا عليه من قبلهم، نعم الرجل يحتاج لتكرار الإثم مرتين ليصير مدمنا.."

تحدث الرجل المقيد على كرسي معدني ثقيل، مطرق الرأس، معصوب العينان، أسنانه تصطك من البرودة أثناء حديثه، صوته أجش مع التدفئة المفقودة في هذا المكان المجهول، هناك صدى صغير لصوته مما يدل على فراغ المكان تقريبا وسعته، رائحة العفونة والرطوبة تنم على عدم وجود مكان لأشعة الشمس فيه، ورغم عدم رؤيته، كان يصرخ صباحا ومساء في كل مر تتجمع بها القوارض عند قدميه وتبدأ في قضمها، حتى فقد الشعور بمعظم قدميه، وفتحت رائحة كريهة جراء الدم الذي انهمر منه وبات فاسدا..

الرائحة الدخيلة في هذا الوقت كانت تعود لألوان زيتية، أجبره الهذيان والحمى على التحدث بعد تعنت طويل خلال ما سبق من الأيام والليالي التي لم يعد يستطيع أن يحصيها.

لازاروس: ذاكرة الموت.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن